Oliver كتبها
هل يأتي إلي العيد؟
كانوا يتسائلون هل يأتي يسوع إلي العيد و كان عليهم أن يصححوا السؤال فيكون هل يأتي العيد إلي يسوع.المسيح جاء ليجلب لنا عيداً أبدياً للخلاص.هو يأتي و معه العيد.تذهب إليه الأعياد لتأخذ منه مناسبتها و قيمتها و طقسها.كانت اسئلة الكهنة قاصرة لذلك تنبأعنهم قيافا رئيسهم قائلاً أنتم لستم تعرفون شيئاً.يو11.
أما أبناء العهد الجديد فإنهم يأتون بكل مناسباتهم للمسيح .يضعونها أمامه في حب لكي يصنعها لهم أعياداً.
يتشاورون للقتل في العيد ثم يحتفلون ؟؟هذا هو فرح العالم.كما يفرح الذئب بالخطف.هكذا من يترك نفسه للذات الأرضية .هو من يتشاور مع أفكاره كيف يقتل نفسه.
قال الكهنة أن الجميع سار وراءه.و قالوا إن تركناه يؤمن به الجميع.و هم كانوا يرتلون بلا فهم أنه سيجمع أبناء الله المتفرقين إلي واحد...إحذر أن ترتل مثلهم أو تُسبح بغير ذهن.و بدلاً من أن يكون لك لسان الملائكة يكون فيك فكر كهنة الهيكل القديم.
أصدر رؤساء الكهنة أمراً أن من يري المسيح فليدل عليه كي يمسكوه.هذه أوامر الذئاب ضد الحَمَل.أما أنت الآن فلا تعد تخشي أن تدل الجميع علي يسوع.لا تخشي علي يسوع من الموت لأنه مات مرة واحدة و لن يموت ثانية.
لكن إن أردت أن تخفه خبأه في قلبك.فليكن عندك مثل الكنز.فليكن المسيح لك الإنسان الداخلي.الكيان الأصيل.الشخصية الحقيقية .هو مستتر فيك و أنت مستتر فيه.أنت تلبسه و هو يحتويك.
حملان و ذئاب
كيف صار الحمل ذئباً؟ بالإستغناء عن المسيح. كيف صار التلميذ خائناً بالإندماج مع العالم.كيف صار الأمين لصاً؟ بمحبة المال.لهذا لا تكف أيها الحبيب عن الحذر.و لا تستكبر أمام الخطية بل إتضع.حتي إن صرت ذئباً فإعلم أنه للذئاب فرصة كي تعود حملان. أذكر شاول الطرسوسي و تشجع.و اذكر نهاية يهوذا و إتضع.
الذئب باع المسيح و الحمل يلتصق به.فهل تبيع أنت أم تشتري.هل تستغني أم تتودد إليه.لما عرض يهوذا أن يسلم المسيح فرح به العالم.و أنت لما تقبل المسيح سيداً علي لغتك و تصرفاتك و أفكارك يضيق بك العالم.إذا فرح العالم بك فإحذر لئلا تكون ذئباً و لست حملاً.
كان الكهنة يريدون قتل المسيح و كانت تنقصهم الخطة.فكانوا يتشاورون كيف نقتله.أما المسيح حمل الله فقد جاء بخطة الخلاص و لم ينقص عنه شيء.
إنتبه! لا تأخذ فضة من العالم.خذ من المسيح فضته.لأن فضة العالم ثمن لبعدك عن المسيح و وصاياه أما فضة المسيح فهي حياة النقاوة و القداسة و المجد و هي الغني الحقيقي.فضة العالم هي كل ما يخطف فكرك بعيداً عن الوصية لكن فضة المسيح هي طريق خلاصك الوحيد.قد يقبل الناس الخطية و يلبسونها ثوب الحرية و يكللونها بالفضة لكن تبقي وصية المسيح هي سر النصرة فلا تعش مهزوماً مثل الخائن.لأنه لما إنبهر بفضة العالم سكنه الشيطان.
حواء الثانية أعظم من الأولي.
حواء الثانية ولدته. شهدت له. كفنته بالطيب. أعدت له الحنوط . أسرعت إلي قبره. عاينت قيامته أولاً و صارت كارزة للكارزين.طوباكي أيتها المرأة.لم تسلكي كالمرأة الأولي.
في بداية خدمته في عرس قانا الجليل نفذ الخمر و دار حديث بين المسيح و حواء الثانية لم يفهمه الخدام حتي قالت لهم كل ما يقوله لكم إفعلوه.وفي ختام خدمته لم يفهم التلاميذ ما يدور بين مريم ساكبة الطيب و المسيح حتي قال لهم أن ما فعلته هذه المرأة لأجل تكفيني.
إثنتان سكبتا الطيب.إمرأة خاطئة نالت الغفران من فم الرب يسوع.و إمرأة بارة هي مريم أخت لعازر نالت التكريم من الرب يسوع و من الإنجيل.
هاتان المرأتان نموذج لكل أم تريد أن تقود أسرتها للمسيح.إما بالتذلل و الصلاة كالمرأة الخاطئة أو بأعمال المحبة و البر كما كانت ساكبة الطيب.و هما يؤديان لنفس المسيح.هو الذي يحرر المدين بالخمسمائة و يحرر المدين بالخمسين.هو الذي يسامح الكل في موته.
الطيب المسكوب
جاءت التي جمعت الطيب زماناً طويلاً.كانت تشتريه قطرة قطرة لأجل ندرته.تبحث عنه مثل نحلة رشيقة.كانت مريم تجمع البر يوماً فيوماً و كانت رائحة محبتها فواحة. و لما إمتلأ قلبها بالحب كان لابد أن يفيض فسكبته عند الذي ملأها بالحب.لأنه صار لها قنينة كثيرة الثمن.
كان قلب مريم من أعظم ما سكبته البشرية علي جسد المسيح.و هي لم تشتريه من الغريب.لقد إقتنت الطيب من كثرة الجلوس عند قدمي مخلصنا.و عندما جاء ليقيم لعازر سجدت عند قدميه أيضاً.من عند قدميه أخذت و عند قدميه سكبت .
لا يوجد بر تقف به قدام المسيح إلا البر الذي تأخذه من المسيح.فالطيب منه و له قد إنسكب.
الطيب ليس للبيع
يا من دخل المسيح بيتك و سكن فيك بروحه.إياك أن تبيع طيبك.يا من أخذت الروح لا تفرط في النعمة.فهي أحلي ما فيك.لا تبيع الطيب و لو وعدك الأغنياء بثلاثمائة دينار.و لو هددك الفقراء.
فلا يوجد من يستحق أن تسكب عنده حياتك إلا الذي أعطاك الحياة.العالم هو الذئب الذي يغريك بالغِني بالثلاثمائة دينار أو يهددك بالفقر إن أطعت الوصية و سكبت طيبك. هذا ما نطق به التلاميذ عن عدم معرفة حين تذمروا و قدروا الطيب بثلاثمائة دينار و هو عند المسيح يستحق أكثر بكثير .لكن لما إنسكبت عليهم النعمة كانت مكانة الأموال عندهم تحت الأقدام.و كان الطيب عندهم من دماءهم.
ليس من قيمة للطيب في قنينته.لكنه متي فاح علم الجميع بحلاوته.إجعل محبتك طيباً لا تغلق عليها أو تدخر منها أبداً.أسكبها أسكبها لأنها متي إنتشرت تزيد و تغمر الكل.هذا ما فعلته مريم.سكبت حبها قبل طيبها.فتحت قلبها قبل قنينتها فإستحقت التذكار الأبدي و أنت أيضاً تستحقه إن فعلت هذا.
لم يعرفوا أن المسيح لا يريد مالاً بل إنسكاباً عند قدميه.لهذا لا تبع طيبك.
حين يصبح الحمل في حوزة الذئاب
تضطرب النفس بإرادته.لأن له سلطان علي نفسه ليضعها أي يجعلها تتضع للبشر أو ليرفعها أي لتكون علي مستوي إتحاده باللاهوت.و هو هنا أراد أن يضعها و سمح لها أن تضطرب.إذا ما قرأت أنه يصلي للآب كي ينجيه من هذه الساعة فتذكر أنه أيضاً قال مراراً كثيرة لأجل هذه الساعة قد أتيت و هنا أيضاً قالها.
إذا ما سمعته يطلب النجاة من هذه الساعة فإنه يطلب بإسمك أنت.يصلي لأجلنا لا لأجل نفسه.إنه يصلي ليكون موته لنجاتنا.يتكلم بغسم البشر الذي يمثلهم
.حتي و إن قال نجني أيها الآب فأنت تعلم أنه يستطيع أن يستدعي ربوات من الملائكة بسلطانه لكن النجاة هنا ليست الفرار من الصليب لكنها الإقرار بالصليب.هو يعلن بأسلوب غير مباشر أنه يعلم بما سيحدث.يجوز المعصرة وحده و معه الآب.سألوه من قبل عن الساعة الأخيرة. و لم تكن إجابته لهم كما يتوقعون.الآن يعلن أنه يعرف ساعته التي فيها يموت و أيضاً التي فيها سيجئ ثانية علي السحاب.
إذا وقعت في يد الذئاب إفعل كالمسيح.إتضع و صلي.هذا هو درسه العميق.و لا تنسي أنه واثق في الآب كن أنت أيضاً واثق.ليس للذئاب سلطان علي الحمل.ربما تنهشه ربما تعقره ربما تأكله لكنه ليس الحمل الذي يتلاشي و ينتهي بل الحمل الذي يقوم من الأموات.
هو هنا يقدم صفات الحمل حين يقع في يد الذئاب.يضطرب و يشعر بإقتراب النهاية.يصلي و يطلب النجاة.
لا يفقد ثقته أبداً.هل هذه القدوة تكفي ليجتاز كل منا أوجاعه و تجاربه؟نعم تكفي.فكن هذا الحمل.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com