رفعت يونان عزيز
قيامة المسيح ... انتصار وتصالح وحياة أبدية لم يأتي المسيح برسالة فقط أو ببشارة معينة أو لإنشاء دين ومعتقد يتبعه أنصار له إنما أتي بجوهرة ثمينة لجميع البشر بكل العالم جوهرة لا تقدر بمال أو كنوز أرضية ولا بكل المخلوقات أتي طواعية حباً فاق كل الوصف لأنه كلي المحبة الله محبة ليخلص الإنسان من
خطيئته بمخالفته لوصية الله التي كانت عقوبتها ( موتاً تموت لو أكلت من شجرة معرفة الخير والشر ) وبسببها حدث انفصال بين الإنسان والله وبين السماء ين والأرضيين وحيث أن الخطيئة صنعها الإنسان بغواية الشيطان له أصبحت الخليقة تحمل الخطية والله لمحبته لجبلته الإنسان حتى أنه خلقه علي صورته ومثاله في البر والقداسة ويكون وريث للحياة الأبدية كان صعب أن يتركه فريسة للموت كسلطان عليه وهو ما كان الشيطان يترأسه ولقد ترك الله الإنسان
ساعياً ليعيد ذاته ويقدم خلاص نفسه إلا أن كل ما قدمه الإنسان من ذبح وسفك دماء حيوانات وطيور وتقديمها محرقات للرب فلم تفي لأن المخطئ هو الإنسان والعقوبة صادرة من الخالق الذي لا يرد كلامه وبما أنه كلي المحبة وكثير الرحمة وجزيل التحنن والحاكم العادل كان لا بد أن يقدم فداء وخلاص للبشرية كلها التي أخطأت وأعوزها مجد الله، فكان ميلاد المسيح من العذراء مريم بكلمة الله التي أرسلها مع الملاك بمثابة بداية ميلاد المخلص وبميلاده
ارتجت الملوك والسلاطين خوفاً وبميلاد سقطت الأوثان وأصبح الشيطان في حالة ارتباك وقلق علي مملكته الأرضية ونجد ميلاد المسيح في مزود للحيوانات وهو خالق الكون ليعلمنا التواضع لنعرف إنه بدأ متحمل المشقة والتعب كان معلماً كان يجول يصنع خيراً يشفي مرضي غافراً للخطايا مشاركاً الناس أفراحهم أحزانهم محترماً للوطن وقوانينه وللحاكم مشاركاً في البناء يقيم موتي متحملاً الآلام والعذاب من مضطهديه حمالاً صليب العار ليجعله رمز الفخر والانتصار فقد حمل عليه خطايا العالم مقدماً أروع وأعظم نموذج حي لمعني سمو المحبة الإلهية للبشر وهو علي الصليب بطلب الغفران لخطيئة من قدموه وصلبوه وكل ما فعله وما فعل فيه كانت خطوات للفداء وخلاص البشرية وبعد مات علي الصليب ودفن فقد دفن معه الخطية التي فصلت الإنسان عن الله وإتمام للعقوبة
وفي اليوم الثالث كان النور الحقيقي كان الانتصار الذي يفوق أي انتصار مهما كانت عظمته وشأنه عند البشر هو الانتصار علي شوكة الموت لقد قام المسيح بالحقيقة قام من بين الأموات وقد قام معه كل الراقدين حتى موته قائلاً أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ؟ هو( 14 : 13 ) فشوكة الموت الخطية فنعلم جميعاً برسالة بولس الرسول الأولي لأهل كورنثوس 15 :21 ( فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضا قيامة الأموات ) وبذلك كان تصالح السماء ين
بالأرضيين وأصبحنا ندرك ونعرف أن إلهنا حي وهو إله أحياء لكل من يؤمن به فقد عن نفسه أنا هو الطريق والحق والحياة من آمن بي ولو مات فسبحيا أنا هو نور العالم ورجاءنا فيه لتكون لنا الحياة الأبدية وها العالم كله يعج بالمشاكل وتطفوا علي السطح الحروب والمصائب والإرهاب السرطاني وكل مكائد
ومصائب الشيطان التي يحرك أتباعه وأعوانه ممن يريدون ممالك الأرض الزائلة بكل ما عليها بتنفيذها لأنه يعلم نهايته أصبحت وشيكة والحكم عليه نهائي فيريد تدمير عقول وقلوب الكثير ممن هم ضعفاء ومرضى التفكير ممن هم يعيشون تحت سلطان أوامره فهم لهم قلوب لا تحس ولا تشعر وعقول معطلة لا
تفكر وعيون مفتوحة لكنها لا تبصر النور الحقيقي حواس لا تعي ولا تحس ولا تشعر وكل واحد منهم كأنه دومي يحركها عدو الخير فمع احتفالنا بعيد القيامة المجيدة نصلي طالبين من الله أن يحدث تصالح كل إنسان مع نفسه والآخرين وأن ينتصر علي شهواته وخطاياه مقدماً محبته بثمار الخير وعدم التفرقة والتمييز مقدما البناء والتعمير معطياً حقوق وكرامة الإنسان لأخيه الإنسان سائراً في طريق الحق والحياة لنوال الحياة الأبدية .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com