ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

قائد كتيبة الصاعقة فى حرب اليمن الأولى: التدخل البري يستمر 6 شهور

الوطن | 2015-04-13 19:09:39
اللواء هيكل: المعركة ستستمر 6 شهور ومشاركة مصر تقتصر على «الصاعقة»
القوات التقليدية من السعودية و«البحرية المصرية» الأقدر على تأمين باب المندب

«لم يكن تحقيق النصر فى حرب اليمن الأولى ممكناً، لقد واجه المصريون قوات قبلية، ولقى 18 ألف جندى وضابط مصرعهم على مدار 5 سنوات من الحرب».. بهذه الكلمات بدأ اللواء محمد على هيكل، قائد كتيبة صاعقة فى حرب اليمن الأولى، حواره لـ«الوطن» حول إمكانية الدخول البرى لليمن حالياً ضد الحوثيين.
 
وحذر «هيكل» من العواقب الوخيمة للتدخل البرى بسبب طبيعة مسرح العمليات فى اليمن فى ظل وجود جبال كثيرة ذات ارتفاعات شاهقة يستحيل معها أن تفتح أى قوة تشكيلها. وقال إن التدخل البرى له طريق واحد فقط وهو الحدود السعودية عبر منطقتى جازان والربع الخالى بالتزامن مع الضربات الجوية والبحرية وبعد التنسيق مع كبرى القبائل لضمها للتحالف العربى، أو على الأقل تحييدها.
 
■ هل تختلف اليمن الآن عما كانت عليه أثناء الحرب الأولى فيما يتعلق بمسرح العمليات؟
- اليمن التى خضنا فيها حرباً عام 1962 لم تتغير عن الوضع الحالى سواء فى الشكل أو المعدات، ما عدا البنادق التى تظهر مع بعض العناصر القبلية حيث تحولت من الألمانى إلى البنادق الآلية، كما أنه فى الحرب الأولى كان وزير الدفاع اليمنى عبدالله السلال، الذى انقلب على الإمام أحمد، لديه جيش صغير مهمته الأولى حماية صنعاء وليس اليمن كلها لأنه لم يكن يستطيع محاربة قبائل اليمن لإخضاعها لسيطرته، وكان يسيطر على اليمن عن طريق احتضان عدة قبائل قوية، ويعلم أولادهم فى صنعاء وفى الوقت نفسه يعطيهم أموالاً، لكن لو أثارت أى قبيلة قلاقل كان يسلط عليها قبائل أخرى للقضاء عليها، و«السلال» هدم تلك القبائل، وانقلب عسكرياً وكان يريد السيطرة على اليمن بجيشه الذى لم يكن قوياً فأرادت مصر الوقوف بجانبه.
 
أما اليوم فالجيش اليمنى غير قادر على محاربة القبائل أيضاً فكان لا بد من التدخل العربى، خاصة أن الحوثيين يساندهم الرئيس المخلوع على عبدالله صالح الذى ينتمى لواحدة من أكبر قبائل اليمن وهى «حاشد»، لكن فى الوقت نفسه هناك قبائل كثيرة وقوية مثل «الأحمر ودهم وجام والبيضا» فى الجنوب، كل هذه القبائل تتخذ موقع المشاهدة مما يحدث فقط.
 
■ ما الفرق بين انقلاب «السلال» و«الحوثيين» من وجهة نظرك؟
- «السلال» انقلاب جيش على مملكة، لكن «الحوثيين» انقلاب قبيلة ضد حكم شرعى.
 
■ يقول البعض إن هناك تناقضاً فى موقف مصر التى أيدت انقلاباً عسكرياً ضد المملكة والآن تحاربه ضد رئيس شرعى؟
- نحن الآن لا نحارب، لكننا نشارك فى تحالف عربى، فالسعودية كانت ضد مصر فى الحرب الأولى، لأنه كانت هناك مشكلات بين السعودية واليمن تتمثل فى منطقتى جازان ونجران، إضافة إلى ما يمثله الحوثيون من تهديد ومد شيعى فى الجنوب.
 
■ بمناسبة الحديث عن احتمالية مشاركة مصر فى التدخل البرى فى اليمن.. صف لنا كيف كانت الحرب البرية الأولى؟
- كان لنا فى اليمن 15 لواء، أى ما يعادل 50 ألف جندى، إضافة إلى 3 كتائب صاعقة، فقدنا منهم 18 ألف مقاتل، ومع ذلك لم يكن لنا سيطرة على اليمن، لأن الملكيين التابعين للإمام بدر بعد مقتل الإمام أحمد كانوا يعيدون السيطرة على المناطق التى كنا نعمل إغارة عليها، وكانت أغلب قواتنا تنزل فى «الحديدة» على ساحل البحر الأحمر.
 
■ ما المناطق التى قاتلت فيها باليمن؟
- قاتلت فى المحور الشرقى من صنعاء حتى مأرب وفى الوسط فى منطقة الجوف وعاصمتها الحزم، كما قاتلت فى الطريق بين عمران وحجة، وفى هذه المنطقة توجد قبيلة قوية جداً تسمى «أرحب» وفى الوسط تتمركز قبيلة «حاشد» وفى الشرق قبيلة «خولان».. والخلاصة أن هذه القبائل تعتبر فى حد ذاتها قوة على الأرض، فعلى سبيل المثال قبيلة خولان لديها 20 ألف مقاتل، بالإضافة إلى الحوثيين الشيعة فى شمال اليمن.
 
■ لو أردنا أن نستفيد من خبرات الحرب الأولى، ماذا تقول لقيادات التحالف العربى حالياً باعتبار أنك كنت قائداً لكتيبة الصاعقة؟
- إذا أرادت الجيوش العربية الدخول فى حرب برية باليمن فيجب معرفة طبيعة الأرض، خاصة أنه لا يمكن لأى قوة أن تفتح تشكيلها فى ظل وجود جبال كثيرة، لكن الصاعقة هى أقدر القوات التى تستطيع التعامل فى مسرح عمليات كهذا بمعاونة القوات الجوية، ففى حرب اليمن الأولى كانت هناك طائرات «me4»، والآن توجد طائرات شينوك وهى أكبر وأفضل، والصاعقة مهمتها الإغارة فقط وتعود للقاعدة التابعة لها ثم يكمل الجيش النظامى بفرق مدرعة أو مشاة.
 
■ ماذا عن أماكن التدخل البرى التى تقترحها على قوات التحالف العربى؟
- يجب الضغط على «صعدة» فى الشمال عند حدود السعودية حال التدخل البرى لإجبار أنصار الحوثيين فى الجنوب على الزحف نحو الشمال للدفاع عن أنفسهم.
 
■ لكن هناك من يقترح تطهير عدن أولاً ثم الزحف من الجنوب إلى الشمال.. ما رأيك؟
- لا يوجد ما يسمى الزحف من الجنوب للشمال، يجب أن نتقرب من قبائل «البيضا» فى الجنوب وبقية القبائل الموالية للسيطرة على الجنوب اليمنى، بينما توجه قوات التحالف ضرباتها ضد الحوثيين فى الشمال، ثم هناك ضرورة ملحة وهى تدريب الجيش اليمنى النظامى بعد ذلك على تأمين صنعاء فقط.
 
■ كيف يمكن استمالة القبائل ضد الحوثيين؟
- هذا الكلام سيحدث قريباً من وجهة نظرى بطريقة ما، لأن هناك إرادة قوية لإخراج الرئيس المخلوع على عبدالله صالح من معادلة الصراع، ما سيمثل ضربة قاصمة للحوثيين حيث سيصبح وسط اليمن فارغاً، وأتوقع حدوث مفاوضات مع صالح فى هذا الشأن.
 
■ هل نحن فى حاجة لدفع قوات برية كبيرة فى التحالف ضد الحوثيين الآن؟
- نحن لا نحتاج قوات برية فى اليمن، أقصى ما يمكن أن نشارك به كتيبتان، أو 3 على الأكثر من عناصر الكوماندوز (الصاعقة)، ويجب أن تعمل بأسلوب الصاعقة وهى الإغارة فقط وليس احتلال الأرض، فعلى سبيل المثال أغرنا فى طريق عمران فى منطقة تسمى كحلان ثم أتت قوات المشاة وسيطرت على الموقع ونحن انسحبنا إلى صنعاء.
 
■ كيف تشارك مصر برياً من وجهة نظرك من خلال التحالف العربى؟
- انتقال القوات البرية من مصر إلى اليمن على مسافة ألفى ميل مكلف جداً، واحتلال الأرض فى اليمن ليس مطلوباً كما قلت لكن القوات التقليدية مثل المشاة والدبابات من الممكن أن تنطلق من السعودية، والسعودية تستطيع تهديد أماكن الحوثيين ويمكن أن نساعد بأشكال أخرى، كما أن مسرح العمليات صعب جداً فهناك جبل يسمى رأس جعدر ارتفاعه يبلغ 3 آلاف متر وكنا نرى السحب أسفلنا، ثم جبل آخر يسمى زافر، أى إن هناك ارتفاعات مثل جبال الألب فى سويسرا، وهنا يبرز السؤال، أى قوة تستطيع فتح تشكيلها فى هذه المنطقة؟
 
■ ما البديل من وجهة نظرك؟
- من الممكن أن نتبع أسلوب السعودية فى الحرب الأولى على سبيل المثال عن طريق استمالة القبائل مالياً أو عبر مفاوضات لنحيدها أو لتكون فى صفنا، لأن الطرق فى الجبال محدودة فلا يمكن فتح طرق فى الجبل بعكس الصحراء وبالتالى من الممكن أن يترصد لقواتنا العدو الذى يدرس جيداً مخارج ومداخل تلك الجبال، لكن على العكس فى عدن، فمناطقها الجبلية ليست بصعوبة بقية المناطق فى اليمن.
 
■ ماذا عن القوات البحرية؟
- لا يوجد أى جيش فى المنطقة لديه بحرية قادرة على السيطرة مثل مصر، حتى فى حرب 67 كانت لنا قوات عند مضيق باب المندب، كما أن ميناء الحديدة أرضه مسطحة لكن تأتى بعدها منطقة تسمى مناخة على ارتفاع ألفى متر ثم صنعاء العاصمة، وهى عبارة عن أرض مستوية لكنها كلها على ارتفاع 3 آلاف متر، وبالتالى صعب جداً الدخول البرى عبر الحديدة.
 
■ ما المناطق التى تنصح بالدخول منها برياً؟
- يمكن الدخول من شمال اليمن فى منطقتين على الحدود مع السعودية، إما نجران أو منطقة الربع الخالى التى توصل القوات مباشرة إلى وسط اليمن فى الجوف حيث تتمركز قبائل مثل «حاشد» و«أرحب» وبالتالى يجب استمالة تلك القبائل قبل الدخول البرى كما قلنا حتى تكون الضربة ناجحة.
 
■ ما دور القوات الجوية والبحرية فى التدخل البرى؟
- ستكون بالتزامن مع الدخول البرى لمعاونة القوات البرية خاصة «الكوماندوز»، لأن لواء الصاعقة يتشكل من 3 إلى 5 كتائب وبالتالى يجب أن يكون معهم قائد لواء حتى يسهل التنسيق، ولكنى أريد أن أؤكد على شىء مهم وهو أن اتخاذ قرار دقيق ومضبوط يستلزم أن أعرف كل المعلومات عن العدو من حيث أماكن تمركزهم وقواتهم وتسليحهم ومواقعهم.
 
■ إذن، القبائل عامل قوى وحاسم فى الحرب؟
- بكل تأكيد، فعلى سبيل المثال من أكبر القبائل هناك قبيلة حاشد التى ينتمى لها الرئيس اليمنى المخلوع على عبدالله صالح، ولذلك فإن القوات البرية صعب جداً أن تعمل فى اليمن، وسنأخذ وقتاً لكى نحشد رقماً كبيراً، خاصة أننا شاركنا فى الحرب الأولى بـ٥٠ ألف جندى، والسؤال هنا «هل الدول العربية تستطيع أن تنهى الأمر أم ستغرز فى اليمن مثلما غرزت مصر هناك 5 سنوات؟»، ما يؤكد ضرورة ما ذكرنا من ضرب الحوثيين جواً، ثم نستميل القبائل التى هى ضد الحوثيين فضلاً عن قبائل السنة فهى أكثر قبائل الوسط، بينما تقع القبائل الشيعية فى الشمال بـ«صعدة».
 
■ هل يمكن أن يكون التدخل البرى ضد القبائل التى ترفض الانضمام للتحالف ضد الحوثيين؟
- المعركة الأرضية الأقدر عليها السعودية، ويجب التركيز فى الضربات الجوية لأنها ستدمر طرق تحرك الحوثيين وتضرب مصادر الأسلحة والتجمعات الخاصة بهم، حيث يجب أن نخفض قدرتهم، خاصة أنهم ليس لديهم طائرات، كما يجب الوضع فى الاعتبار أن على عبدالله صالح يؤيد الحوثيين، وهو شىء غريب، ولديه أموال طائلة يمكن أن يساعد بها الحوثيون، وبالتالى فكلما تمكنا من استمالة القبائل سريعاً تم الإنجاز.
 
■ برأيك، كم تحتاج القوات من الوقت لتحقيق أهدافها حال التدخل البرى؟
- أتصور أنه لن تنتهى المعركة فى فترة أقل من ٦ شهور.
 
■ ماذا لو تدخلت إيران.. كيف سيكون الوضع من وجهة نظرك؟
- إيران لن تتدخل لأنه سيكون هناك مشكلة كبيرة، خاصة أن شرق السعودية به شيعة، وإيران هى أقوى دولة فى الخليج، كما أن لديها حسابات أخرى بالنسبة لتمرير قضية المفاعلات النووية، وكلنا يعلم أن القوات تحشد بمباركة من أمريكا، وبالتالى فإيران ليست مستعدة للدخول فى حرب الآن.
 
■ دعنا نتحدث عن مصر.. كيف يكون التدخل؟
- أهم شىء لمصر هو الجنوب اليمنى، وهو سنة وليس شيعة، وتكمن أهمية الجنوب اليمنى فى عدن ومضيق باب المندب، ومن الممكن أن نساعد قوات التحالف عن طريق قوات خفيفة محمولة جواً مثل المظلات والصاعقة.
 
■ لكن هناك 10 دول مشاركة فى التحالف.. ماذا لو شاركت تلك الدول برياً ولو بشكل رمزى؟
- العبرة ليست بعدد الدول، لكن العبرة بحجم المشاركة لكل جيش ونوع مشاركته، ومصر لن تتدخل بأكثر من لواء مشاة أو صاعقة وعلى القوات استمالة القبائل المعادية للحوثيين.
 
■ هناك من يرى أن أمريكا هى من غذّت الصراع فى اليمن وقد تساعد الحوثيين سراً.. ما تعقيبك؟
- أمريكا ليس من مصلحتها أن يكون اليمن مناوئاً للسعودية، فانتصار الحوثيين يمثل مشكلات كبيرة جداً لمصادر البترول فى المنطقة وليس من مصلحتها انتصار إيران وأنصارها.
 
■ كيف تشارك مصر برياً فى هذه الحرب إذا قررت ذلك من وجهة نظرك؟
- من الممكن أن نشترك بلواء مشاة وقوامه من 3 إلى 4 آلاف جندى، أو لواء صاعقة ويكون قوامه نحو 1500 مقاتل، وكل ذلك يتوقف على توقيت إنهاء المعركة، خاصة أن المسافة بعيدة جداً، خاصة فى ظل أنباء تتردد عن طلب التحالف «ناصر كوماندوز»، وهى مجموعة صاعقة بها 4 كتائب، أو المظلات، خاصة أن أجسامهم كبيرة، ومن الممكن أن يستخدموا الهليكوبتر.
 
■ معنى ذلك أنك تنصح بألا تتجاوز مشاركة مصر برياً أكثر من لواء مشاة؟
- المرحلة الأولى ندعمهم بلواء مشاة أو لواء صاعقة، لو أكثر من ذلك يحتاج لتفكير وتخطيط أكثر، لأن المعارك البرية فى اليمن لا بد أن يكون بها حذر، كما لا بد أن يكون هناك شركاء لنا يساعدوننا، عندما كنا نحارب فى اليمن كنا نفعل ذلك من صنعاء حتى الحديدة، والآن ليس لنا قواعد نبدأ منها، فصنعاء فى يد الحوثيين.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com