ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

انت قلت اسمك إيه؟!

بقلم : علاء الغطريفى | 2015-04-20 20:08:48

فى زمننا هذا لا بد أن تضع فى عقلك فكرة ينبغى لك ألا تتركها لأنها ستعينك على فهم الكثير من الأشياء، إنها التراجع البادى فى كل شىء، والذى وصل حتى لمسألة التجديد فى الخطاب الدينى، فأصبح شخص بلا عمق متصدراً لصورة المجددين بغباء الاندفاع لمؤسسات رسمية وتواطؤ إعلامى، ففاز بالاهتمام ونال الإعجاب لأنه يحارب عدواً خلقه بذاته لذاته ومارس ما يفعله شخص قرر السير عارياً فى الشارع ليلفت الانتباه، فما أسهل أن تجذب الأضواء ما دمت اصطنعت الاختلاف وادعيت المعرفة، خاصة مع دين يمر معتنقوه بأزمة فى ظل نفوس مريضة متطرفة تسفك الدماء تحت عباءة الدين. لا زواج عائشة طفلة سيمنعنى من الصلاة ولا البخارى سيقودنى إلى نار جهنم، فالعقل العقل والقلب القلب ولا يماريك أحدهم فيما آمنت به إلا إذا قررت بعقلك ذلك، فحتى الإصلاح الدينى فى أوروبا كان مليئاً بالغباوة الفكرية كما يصف الفرنسى «جوستاف لوبون» منتقداً مبدأ المشيئة الأزلية: «لقد قرر الله منذ الأزل من سيدخل الجنة ومن سيعذب فى النار»، وحتى المصلحون ومنهم «كالفن» كان يقول «إن الله يريد أن تُطرح الرأفة والإنسانية جانباً عند الجهاد فى سبيله».

لا أبرئ الظاهرة الفضائية التى نعيش فصولها عن الهوى والغرض، ولا أهتم كثيراً باسم صاحبها لأنها تماثل البنطلونات «الشارلستون»، تغيب وتعود، فلا هى صمدت ولا استدامت بيننا، موضة ترتبط بفصل أو موسم عندما يفشل المصممون فى إدراك الجديد أو إعمال الخيال، وهذه الموضة تستهوى هؤلاء:

- طبقة تريد تديين انحرافها بتأويلات تضمن لها الدنيا والآخرة فى ذهنها المريض.

- مال يسعى لتقويض كل شىء لصالح تمكينه دون رادع أو وازع.

- شبكات مصالح تريد أن تحتكر سلطان العقول من أجل أغراضها السياسية.

- بشر لا يرغبون فى بقاء قداسة لأى شىء بما فى ذلك الدين حتى يتيه الناس فى سياقات أقرب للعيش فى الغابات.

إذا ذكرت أسماء الأفغانى ومحمد عبده ورشيد رضا ونصر حامد أبوزيد وآخرين، سواء اختلفت معهم أو مع اجتهادهم، فإنك ستقف على أفكارهم وتشحذ زناد العقل مع ما طرحوه، وإذا قارنت ما نحن فيه اليوم بما كانوا فيه فى الماضى فستحزن لأننا وصلنا إلى السطحية فى كل شىء، وأصبح يخادع الناس بالتجديد الدينى من يقيمون فى الفنادق «5 نجوم» على حساب أصحاب الهوى الراغبين فى الهدم والهدم فقط، فلن يأتى التجديد على يد هؤلاء، فالثورات الدينية لا تحدث بلسان الكذب والخداع أو بلسان المنفر «مختار جمعة»!

لم تكن الثورات الدينية -كما يقول لوبان- كلها سيئة مثل ثورة الإصلاح الدينى فى أوروبا، بل كان تأثير الكثير منها فى تقويم الناس وتهذيب نفوسهم عظيماً، فهى بمنحها الشعب وحدة أدبية تزيد قوته المادية كثيراً، كما حدث عندما حوّل محمد «صلى الله عليه وسلم» قبائل العرب الضعيفة إلى أمة عزيزة. لا ندرك كما أدرك الأوروبيون عظمة ديننا وتسامحه بل جرتنا الظاهرة الفضائية إلى طلاق وزواج، والدين هل هو علم أم لا؟ ولم نستفد سوى بمناظرة أعتقد أن الاستفادة الوحيدة فيها أننا أقمناها، أى أنها تصلح لأن تكون نموذجاً ينظر إليه أساتذة وطلاب الإعلام فقط فى إدارة الاختلاف ولا يتجاوز الأمر ذلك، فشكراً للمحاور، وشكراً لفريق إعداده، أما الظاهرة الفضائية فأرجوكم لا تمنحوها كثيراً من وقتكم لأنها لا تحيا سوى بـ«الشو»..!!

نقلا عن الوطن

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com