رحلة استمرت نحو 20 عامًا تقريبًا، دخل فيها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، عالم السيرة الهلالية الرحب وظل يجمع شتاتها ويمسك بأطرافها حتى ارتبط اسمها باسمه، حيث قال يومًا إنه بذل كل هذا الجهد لجمع السيرة الهلالية، لأنها الباقية وبقائها يضمن بقاء "الأبنودي".
لعقود طويلة، ظل العرب يتناقلون "تغريبة بني هلال"، التي عُرفت لاحقًا باسم السيرة الهلالية، التي تتناول هجرة قبيلة "بني هلال" بين بلدان العرب، والحكايات الملحمية المرتبطة بشخوصها على مدى طويل، ليمتزج الواقع الحقيقي مع الخيال الشعبي للرواةِ الشعبيين، ويكون النتاج هو قرابة مليون بيت شعر، في أكبر ملحمة أدبية عرفها العرب في تاريخهم.
"يعيش الآن على حلمه بافتتاح متحف السيرة الهلالية، والذي سيتحقق خلال أيام"، كانت تلك الأمنية الأخيرة لـ"الأبنودي" التي نقلتها زوجته نهال كمال في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، وأضافت أن وزير الثقافة أبدى رغبته في تأجيل افتتاح المتحف لحين تحسن حالة "الأبنودي" الصحية، حتى تتاح له فرصة المشاركة في الافتتاح وتحقيق حلمه، لكن الأبنودي وهو على فراشه بالمستشفى أكد رفضه.
جمع "الأبنودي" السيرة الهلالية في خمسة هي "خضرة الشريفة"، "أبوزيد في أرض العلامات"، "مقتل السلطان سرحان"، "فرس جابر العقيلي" و"أبوزيد وعالية العقيلية".
متحف السيرة الهلالية مقره بمدينة أبنود بمحافظة قنا، ويضم 9864 كتابًا، منها 6917 كتابًا خاصة بالمكتبة، 2447 كتابًا مهداة من الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، والكاتب جمال الغيطاني، و500 كتاب مهداة من الهيئة العامة للكتاب.
وتضم المكتبة مجلدات وكتب وأشرطة كاسيت للرواية الأصلية للسيرة الهلالية، ودواوين الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، و132 شريطًا يوثق لرواة السيرة الهلالية، وتعليقات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي عليها.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com