افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، ميناء "قسطل - أشكيت" البري بين مصر والسودان، حيث حضر الافتتاح وزراء "التخطيط والصناعة والتنمية المحلية والتموين والتعاون الدولي والسفيرة فايزة أبوالنجا ومستشار رئيس الجمهورية ومحافظ أسوان وعدد من القادة العسكريين".
كما حضر رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة نيابة عن وزير النقل وعدد من رجال الدولة والشخصيات العامة وحضر من الجانب السوداني والفريق أول ركن بكري حسن صالح والنائب الأول للرئيس السوداني ووزير الطرق والجسور وحاكم الولاية الشمالية.
وخلال الافتتاح، استمع رئيس الوزراء إلى عرض حول ميناء قسطل البري، الذي يعد بمثابة أهم بوابة مصرية تطل على إفريقيا، حيث سيسهم في إحداث نقلة كبيرة في حركة التجارة والاستثمار بين مصر من جانب، والسودان والقارة الإفريقية من جانب آخر، من خلال تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع والثروة الحيوانية، وتنشيط حركة المسافرين.
وأوضح، أن ميناء قسطل البري تبلغ مساحته 45 ألف متر مربع، وتبلغ مساحة منطقة الإعاشة للعاملين به نحو 15 ألف متر مربع، وبلغت التكلفة الاستثمارية للميناء نحو 79 مليون جنيه، بالإضافة إلى البنية التحتية التي بلغت 160 مليون جنيه.
وتحملت القوات المسلحة إنشاء ميناءين نهريين على شرق وغرب بحيرة ناصر، بينما تحملت الهيئة العامة للطرق والكباري إنشاء طرق بطول 35 كيلو مترًا تقريبًا، من شرق البحيرة حتى بوابة الميناء.
وأكد العرض، أن الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، راعت البُعد الاجتماعي لأبناء النوبة، حيث تم تعيين ما يقرب من 80% من العاملين بالميناء من أبناء النوبة وأسوان والقبائل العربية المختلفة.
وأشار العرض إلى أنه تم الاتفاق على بدء التشغيل التجريبي للميناء في 27 أغسطس، وبلغ إجمالي الإيرادات المحققة للميناء منذ التشغيل التجريبي وحتى 31 مارس 2015 نحو 5.500 مليون جنيه، حيث بلغ حجم الصادرات من خلال الميناء خلال هذه الفترة نحو 4.620 مليون دولار، بينما بلغ حجم الواردات 8.180 مليون دولار.
وفيما يتعلق بالحركة القادمة من دولة السودان عبر ميناء قسطل البري منذ التشغيل التجريبي وحتى 31 مارس 2015، قال إن عدد الأفراد القادمين بلغوا نحو 39000 فرد، وبلغ عدد الشاحنات القادمة نحو 1900 شاحنة، أما فيما يتعلق بالحركة المغادرة إلى دولة السودان عبر ميناء قسطل، خلال الفترة ذاتها، وبلغ عدد الأفراد المغادرين نحو 35500 فرد، وبلغ عدد الشاحنات المغادرة 2500 شاحنة.
من ناحية أخرى، أضاف العرض أن الطريق (قسطل ـ أشكيت ـ وادي حلفا) هو أول طريق بري يربط بين مصر والسودان منذ 100 عام، حيث عبرت أول سيارة للحدود المصرية ـ السودانية في 27 أغسطس 2014.
ويساهم هذا الطريق في اختصار الرحلة بين مصر والسودان، لتصبح المسافة من مدينة أبو سمبل السياحية إلى وادي حلفا نحو ساعتين ونصف تقريبًا، بينما تصبح المسافة الإجمالية بين أسوان ووادي حلفا نحو 5 ساعات ونصف تقريبًا.
ووجّه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، التحية والتهنئة للرئيس السوداني عمر البشير، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ودعا له بالتوفيق في تحقيق آمال شعب السودان.
وقال محلب، إن هذه الروابط الأزلية التي تربط بين البلدين تفرض على حكومتيهما مسؤوليات كبيرة لدعم هذه العلاقات وتوفير أفضل الظروف لتطويرها، مشيرًا إلى أننا نحتفل اليوم بالافتتاح الرسمي لمنفذ "قسطل أشكيت" البري بين البلدين، الذي يمثل جسرًا جديدًا لا يربط فقط بين شعبي البلدين، بل يفتح لمصر والسودان الطريق لتحقيق مزيد من التواصل والانطلاق نحو دول القارة السمراء.
وتابع: "كانت هناك كلمات حفظناها معًا منذ نعومة أظفارنا في المدرسة، عاشت مصر حرة والسودان، السودان لمصر، ومصر للسودان".
وأوضح محلب، أنه كانت هناك معوقات ظلت أهم معوقات انسياب حركة التبادل التجاري بين مصر والسودان عدم وجود طرق برية ممهدة تربط بين البلدين، وعدم وجود منفذ بري رسمي لتسهيل إجراءات المعاملات التجارية، وقد سجل حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان ما يقرب من 506 ملايين دولار في عام 2014، وننتظر أن يسهم الافتتاح في مضاعفة هذا الرقم باعتباره حلا أساسيًا لإزالة هذه العقبات التي طالما طالب بتذليلها رجال الأعمال في البلدين.
واستطرد، "اليوم لا حجة لنا، ونحن مسئولون أمام الله وأمام شعبينا، وحجم التبادل التجاري بيننا أقل بكثير من رغبة شعوبنا، وهذا رقم ضعيف بالنسبة لإمكانات واحتياجات شعوبنا، فالتكامل هو الطريق".
وقال: "نحن أمامنا مشروعات كبرى للتكامل، وعلى رأسها المشروع الإستراتيجي لمجمع اللحوم، وهذا المشروع فيه الخير لبلدينا، ليس في تصدير اللحوم فقط، بل في دباغة وصناعة الجلود والأعلاف، وغيرها".
"كما أن مصر من الممكن أن يكون لها دور في التنمية الزراعية بالسودان، بما ينعكس بالخير على الشعبين، وهناك رغبة من القائدين لذلك، وعلينا ان نعمل كمسؤولين تنفيذيين على تحقيق رغبة رئيسي وشعبي البلدين".
وأشار إلى أنه على الرغم من الظروف الاقتصادية التي مرت بها مصر خلال السنوات السابقة فإننا وضعنا نصب أعيننا افتتاح وتشغيل المنافذ الحدودية بين مصر والسودان كأهداف قومية لا يمكن التأخر في إتمامها على أكمل وجه، وأنفقت الحكومة المصرية ما يقرب من 300 مليون جنيه مصري لإنشاء المنفذ البري، وإتمام تجهيزاته ورصف الطريق البري المؤدي إليه، وكذا المواني النهرية والعبارات اللازمة لنقل البضائع والأفراد عن طريق بحيرة ناصر، إيمانًا منها بمردود هذا المنفذ على انتعاش حركة التبادل التجاري وتسهيل تنقل الأفراد من وإلى البلدين.
وقال رئيس الوزراء: لا يفوتني ونحن ندشن هذا الافتتاح الرسمي لمنفذ قسطل / أشكيت البري أن أتقدم بجزيل الشكر لكل عامل تحمل مشقة ومتاعب العمل في هذا الموقع، للانتهاء من بناء هذا الصرح العظيم الذي يجب أن نفتخر به جميعا، مشيرا إلى أن الأمل معقود أن ينتهي الجانبان في أسرع وقت ممكن من استكمال كافة المباني والمنشآت الخاصة بمنفذ أرقين وافتتاحه تجريبيا علي غرار ما تم في منفذ قسطل، حتي تكتمل بكل قوة منظومة التواصل بين شعبي وادي النيل وتنطلق حركة التبادل التجاري وانتقال الأفراد بين البلدين.
وأعرب محلب عن سعادته بوجوده في هذه المنطقة الغالية، متمنيا من الله أن يوفقنا في تحقيق الهدف المنشود من افتتاحه وتشغيله رسميًا، في تعميق وتدعيم العلاقات المشتركة بين شعبي مصر والسودان، لمضاعفة حجم التبادل التجاري وتسهيل إجراءات تنقل الأفراد من وإلي البلدين، وأن يكون هذا المنفذ نقطة انطلاق لآفاق أوسع في العلاقات المصرية الإفريقية.
وتعليقا على أهمية الميناء، أكد محلب أن افتتاح الميناء ينبع من حرص مصر على التواصل والتعاون الدائم مع شعب السودان، مضيفًا أن الميناء سيسهم في إحداث نقلة كبرى في دفع حركة التبادل التجاري بين شعبي وادي النيل، بجانب تحقيق إضافة أسواق حرة جديدة تعمل على تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع والثروة الحيوانية، علاوة على زيادة حركة المسافرين بين مصر والسودان.
وأكد الفريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول للرئيس السوداني أن اليوم يوم فرح وسعادة لشعبي وادي النيل، وهذه نقطة تحول عظيمة في علاقات البلدين، والشعبين الشقيقين، لما فيه خيرهم.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com