إذا دخلت السياسة فى الدين أفسدته، وإذا دخلت فى الرياضة دمرته، والنادى الأهلى العريق والعتيد، وأشهر الأندية العربية والأفريقية، أفسدته السياسة، وتدفع به بقوة إلى الانهيار.
النادى الأهلى الذى كان قبل ثورة 25 يناير مصنع إنتاج السعادة الوحيد للمصريين، وراسم البسمة على شفاه الغلابة، والمحقق لطموحات الملايين المتعطشة للانتصارات فى جميع المجالات، تحول بعد ثورة 25 يناير، إلى فريسة تتنازع عليه الأحزاب والجماعات والتنظيمات السياسية للسيطرة عليه، والاستفادة من جماهيريته.
وتمكنت بالفعل التنظيمات من اختراقه خاصة جماعة الإخوان الإرهابية، وكونت خلايا داخل النادى عمادها هادى خشبة، والدكتور إيهاب على طبيب النادى السابق، وشقيق أيمن على مستشار المعزول محمد مرسى، بجانب محمد أبوتريكة وسيد عبدالحفيظ، وشريف عبدالفضيل، وأحمد عبدالظاهر، الذى رفع إشارة رابعة فى نهائى بطولة رابطة الأبطال الإفريقية بالقاهرة العام قبل الماضى، ومحمد عامر، بجانب آخرين فى مختلف اللعبات وقطاعات الناشئين.
الأهم أن هذه الجماعة الإرهابية اخترقت «الألتراس» وجندتهم لصالحها، وبدلا من أن يتفرغوا فى تشجيع ناديهم، والوقوف خلفه، أقحموا أنفسهم فى السياسة، وارتضوا أن يرتموا فى أحضان الجماعات المتطرفة ضد الدولة، بإثارة القلاقل، وأصبحوا عبئا وسيفا مسلطا على رقبة النادى، يدفع ثمنه غاليا الأهلى من حرمان البطولات، وتراجع مخيف فى الأداء.
وبعد ثورة 30 يونيو قفز علينا مجلس إدارة محمود طاهر، وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار، وأنا شخصيا كتبت مقالا حينذاك توقعت فيه أن النادى الأهلى سينهار فى عهد المجلس الجديد، فكيف يجلس أحمد سعيد على المقعد الذى كان يجلس عليه محمود الخطيب، أشهر من عزفت أقدامه أجمل الألحان الكروية داخل المستطيل الأخضر؟
أدركت هنا أن «العيش ذهب إلى غير خبازينه» «فباظ»، وانهار، وعافته النفوس من شدة السوء، وغابت عين «الجواهرجى» التى تستطيع أن تفرز الذهب من الفالصو والمتمثلة فى لجنة الكرة التى كانت تضم أشهر مشاهير كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية، طارق سليم، وحسن حمدى ومحمود الخطيب، والنتيجة اختيار مدرب «على ما تفرج» المعروف «بجاريدو»، وهو المدرب الذى لا يصلح لتدريب مركز شباب عين الصيرة، فيكفيك عزيزى القارئ أن تعرف أن هذا المدرب لعب بـ26 تشكيلا مختلفا منذ بداية الموسم حتى الآن، وهو رقم خرافى، لا يصنع فريق يفوز حتى ببطولة الدورة الرمضانية.
إذن لا تسأل عن الأسباب الفنية وراء انهيار القلعة الحمراء، والمصنع الوحيد لإنتاج السعادة للمصريين، وإنما اسأل عن السياسة التى وظفت الألتراس لخدمة الهدم والتدمير، ودفعت بأحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار السابق ليقود الأهلى، بينما يجلس الخطيب وطارق سليم فى منازلهما، وعايزين الأهلى يحقق الانتصارات.. ابقوا قابلونى!!!
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com