أخيراً استجاب مسؤول فى الحكومة وتفاعل مع ما تكتبه الصحافة، شكراً لوزير الصحة د. عادل عدوى، الذى استجاب بسرعة لما كتبناه عن النصب بالخلايا الجذعية وأغلق عيادة الأستاذ الذى استخدم هذا الوهم وتاجر بآلام المرضى وأحلامهم المحبطة ورغبتهم العارمة فى الإنجاب، لكن القصة لم تنته بإغلاق العيادة، فوراء كل نصاب يولد نصاب جديد، لابد من الملاحقة القانونية وتقديم بلاغ إلى النائب العام باسم وزير الصحة، بصفته أميناً على صحة المواطنين، حتى يلقى كل مجرم يضحك على الناس تحت لافتة الأستاذية ويخفى عدة النصب خلف البالطو الأبيض جزاءه، ثم تقديم بلاغ لهيئة الاستثمار فى قناة «القاهرة والناس» التى من خلال برنامجها الطبى روّجت لهذا الرجل وخدعت المشاهدين، وكانت هى المنوم المغناطيسى الخادع الكاذب الذى وجه الغلابة لجلسات تنشيط الخصية الوهمية وحقن الخلايا الجذعية، التى مازالت فى طور البحث المعملى، ولا يسمح باستخدامها على المرضى فى العقم ولا غيره،
حتى فى أمريكا، وهناك حلقة شهيرة من هذا البرنامج روجت لهذا الدجل تعتبر بمفردها جريمة مكتملة الأركان تستحق عليها هذه القناة الإغلاق الكامل، فقد استضاف المذيع- الذى للأسف هو فى الأصل طبيب- هذا الأستاذ- الذى للأسف أيضاً ينتمى إلى جامعة الأزهر- ومعه فلاح صعيدى غلبان، وقال إن هذا الفلاح ظل 14 سنة بدون حيوان منوى واحد، بسبب ما يسمى «الكلاينفلتر سيندروم الكامل»، وهو مرض استحالة أن تنتج خصية صاحبه رائحة ربع حيوان منوى، نتيجة خلل جينى لا يمكن إصلاحه حتى الآن، حتى فى أعتى المراكز البحثية الأمريكية، ولو فعلها طبيب لأصبحت جائزة نوبل حصرية له لمدة ربع قرن!
أخرج المذيع أوراق التحاليل، وكأنه يستعرض «الجلا جلا» فى المولد «وعلى كتفها تنور وعلى بطنها تنور»، وزف إلينا البشرى بأن الدكتور المغوار عنترة بن شداد بعد 14 سنة- ومن خلال حقن الخلايا الجذعية- خلى الراجل الغلبان ده بعد ما كان صفر بقى مليون ونصف، لكن الدكتور الجهبذ الطيب الورع التقى النقى تدخل معترضاً: «لأ وحتبقى خمسة مليون وعشرة مليون بعون الله!!»، بالطبع طلعت عناوين وتليفونات مراكز الدكتور المنتشرة فى أنحاء الجمهورية على الشاشة وخلفه اليافطة البراقة اللامعة وكأننا نشاهد نمرة كباريه أو فاصلاً فى ملهى ليلى!! ماذا نسمى هذا التصرف؟
هل يا أستاذ طارق نور ما حدث من هذا البرنامج ما يستاهلش من حضرتك لافتة اعتذار زى اللى انت عملتها مع إسلام بحيرى؟!! على الأقل برنامج إسلام لم يضحك على غلابة بحقن وهمية، هل السبب أن هذا البرنامج يتم إيجاره من سيادتكم بمبلغ يتراوح ما بين 600 ألف جنيه ومليون جنيه شهرياً، حسب ضغط الزبائن، ثم يجمع البرنامج الغلة من هؤلاء الزباين من السمسرة مثل مقاولى الأنفار؟!! لا أعترض على أن تكسب، ولكن هناك طرق أكثر شياكة وأقل ضرراً للناس من طريقة تأجير البرامج الطبية مفروشة تسليم مفتاح! مطلوب أيضاً أن تقدم وزارة الصحة البديل ولا تكتفى بالملاحقة القانونية، لابد أن تقدم الثقافة الصحية السليمة بدلاً من قناة «صحتى» الكسيحة التى لا يشاهدها إلا من يعملون فيها، وغالباً لا يشاهدونها!! عموماً، شكراً للوزير ونعرف أن العبء كبير، ولكن صحة المواطن المصرى تستاهل من كل الحكومة وليس وزير الصحة فقط جهداً أكثر واهتماماً وحسماً أشد وأقوى.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com