سعيد السني
مزهوا منتشيا بانتصار زائف موهوم.. كشف الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، فى تصريحات صحفية، أن «وقف برنامج إسلام بحيرى، جاء بفضل تحركات دعوته السلفية مع الأزهر الشريف»،
ومُحذرا من أن «أى شخص يهاجم التراث الإسلامى، سيحدث له مثل إسلام بحيرى».. ومعلوم أن للسلفيين كما هائلا من الفتاوى الشاذة، الدائرة حول الجنس غالباً، نذكر منها لبرهامى: «ترك الزوج زوجته لمغتصبها،
والهرب للنجاة بنفسه»، و«عدم جواز رفع المرأة للنقاب أمام الأطفال»، و«تزويج القاصرات دون سن العاشرة»، ناهيك عن فتاوى أقرانه السلفيين ومنهم أزهريون بـ«إرضاع الكبير»، وحرمة نزول المرأة البحر لأنه ذكر، وعدم لمسها للموز،
وإباحة تلصص الخاطب على خطيبته وهى تستحم، وغيرها من «أباطيل»، اعتماداً على «كتب التراث »، التى تحظى بـ«القداسة»، لديهم وبعض الأزهريين، ويتخذونها سيفاً مسلطاً على رقابنا، لإعادتنا قرونا إلى الوراء، وسجننا فى زنازين الجهل وظلماته، بعيدا عن المقاصد الصحيحة للدين.
عودة إلى تصريحات «برهامى».. فهى كاشفة عن تحكم سلفى بصنع القرار الأزهرى.. وأن «دعوات تجديد الخطاب الدينى» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى تكراراً، محفزا الأزهر بالمبادرة لمراجعة التراث.. لن تجدى نفعاً.. وثمة ملاحظات بشأنها، والقضية برمتها:
- أن قدرة «الأزهر» على تطوير الفكر الدينى وتجديده، هى مجرد سراب.. فهو محافظ ميال للتشدد، وإلى تقديس كتب الأولين، والموروث.. مقاوم للتجديد والمجددين..
إلا إذا تدخلت الدولة بقرارات حاسمة تعيد تنظيمه بالكامل والحد من «سلطانه الدينى».. ولعل مناظرتى إسلام بحيرى، كاشفتان عما لا يسر.. ففى الأولى، أوفد الأزهر أحد أنصار حازم أبوإسماعيل.. وفى الثانية بدأ الشيخ أسامة الأزهرى، مشغولاً بالدعاية لنفسه والترويج لـ«سبوبة» تخصه،
وهى برنامج تلفزيونى ينوى تقديمه.. وأظنها انتهازية لا تليق.. ناهيك عن أنه والشيخ الجفرى سحبا المشاهدين إلى غيامات «التنظير»، بكلام معقد ومقعر، هروبا من المسائل الخلافية، وإقناعاً للمشاهد المُسلم بأن عليه تسليم مفاتيح عقله، وأموره كلها إلى المشايخ والعلماء،
أو بالأحرى «الكهنة»، رغم أن القرآن يخاطب الناس جميعا.. وفات عليهم، أن سر قوة إسلام وتأثيره، يكمن فى بساطة منطقه وسلاسة أسلوبه فى توصيل المعلومة أو المعنى، دون كلكعة.. مع التسليم بأن الخطأ والخلاف واردان بشأن اجتهاداته كما البشر عموماً.
- من المهم إسناد مسؤولية مراجعة «الفكر الدينى» وتطويره لمجموعة علماء دين من الأزهر وخارجه (كلية دار العلوم بجامعة القاهرة مثلا)، مع مثقفين وخبراء فى التربية والاجتماع.. إذ إن مراجعة «الفكر الدينى» قضية المجتمع كله، الذى يدفع من دماء أبنائه الكثير ثمنا لتغلغل الفكر التكفيرى المستمد من موروثات بالية، فى نفوس وعقول الكثيرين.. بما مفاده أنه قضية ومسؤولية الجميع، وليس حكرا على الأزهر.
ختاماً.. نسأل.. هل تصدى الأزهر لفتاوى القتل والتكفير التى كانت تطلقها فضائيات الفتنة المغلقة بعد 30 يونيو؟.
نسأل الله السلامة لمصر.
Saidalsionny2@gmail.com
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com