فـي خطوة هـامـة وصفهـا المحللـون بالإيجابيـة
كتب - محرر الأقباط متحدون
وتسـاهم بقدر كبير في تحسين صورة مصـر في مجالي حقـوق الإنسان واحترام الـمـواثيـق والـعهـود الدوليـة ولاسيّـما في ذلك الـوقـت الذي تـتـطلع فيه مـصـر بشغـف نحو الفوز بمقعـد أفريقيـا في العضوية الغير دائمـة بمجلس الامن في دورته القادمة حيـث تبني مصر آمالا عريضة للفوز بهذا المنصب رفيع المستوى .
وتعـود فكرة المجلس الإستشاري لشئون الأقليات إلى توصيـة من الدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة إبان عـهد مبـارك ولكن الفكرة قوبلت حينهـا بمعارضة شديدة من تيارات عديدة ولم تـكُن القيـادة السيـاسية حينهـا لديهـا الرغبـة الملحـة لتحقيق ذلك .
وأفادت مصـادر مطلعـة أن الدائرة الـمقربـة للرئيس السيسي نصحت بوجوب البدء في خطـوات عمليـة نحو تنفـيذ تلك الفكرة لمـا لها من إنعكاسات دولية إيجابية ستخدم الشأن المصري في مجملـه.
وطبقا لمصـادر مطلعـة فقد تـمَّ عقـد مـؤتمرهام صباح الخميس 7 مايو تحت رعايـة المستشـارين القانونيين لمكتب الرئيس وبدعم شخصي من فخامتـه . وقد أقـيـم المـؤتمـربعيدا عن أضواء وسـائل الإعـلام المحليـة ولـوحِـظَ فقط تـواجـد مـكثـف لإعـلام الـوكـالات والـمـواقـع الـعـالميـة. وأدار مـجـريـات
المؤتمر مـنصـة رفـيعـة المستوى ضـمـت المستشارة تهاني الجبالي والدكتور يحيـى الجمل والمستشارهشـام فتحي رجب عضو اللجنة العليا للإصلاح التشريعي وقد تم توجيـه دعوات خاصة لـرمـوز الأقـليـات الـمصـريـة الشهيـرة ولحشـد كبير من النُخبة المثـقـفة المصرية ومن المهتميـن بقضايا حقوق الإنسـان والممثلـين المعتمدين لبعض السفارات الأجنبيـة وكانت مفاجأة المؤتمـر هو الحضور الشخصـي الـممـيّـز للدكتور بـطرس غالي الذي قـوبِـل
بترحاب شديد وألقى كلـمة ألأفتـتـاح الثريـة في معانيهـا والتي قـال فيهـا : أن وجود مجلس إسـتـشـاري لشئـون الأقليات يـتبـع مـؤسسـة الـرئـاسـة كانت إحدى توصيـاتـه للحكومـة المصـرية منذ سنوات طويلـة وهذا الإجراء الحضاري سوف يضع مشاكل وهمـوم كل الأقليات المصرية سواء العرقيـة أو الدينيـة في دائرة الضوء لإيجاد حلول دستورية وقانونية لـجميـع الأطيــاف بمـا يحقق مفهوم المواطنـة كقـيـمة إنسانـيـة عليا باتَ تحقيقهـا وعلى وجه
السرعة من متطلبـات العالم الإنساني الحُـر واستطرد الدكتورغالي قائلا علينا الأعتراف أن بمصر أقـليات يـعـانـون من التمييـز والتحـريض ضدهـم وهم مواطنون مصريون ولهم مشاكل يسهل حلهـا إذا خلصت الـنيّـة ووقفـت الدولة على مسافـة واحدة من كل مواطنيهـا فاليـهود المصريون لهم مشاكل والشيعـة لهم مشاكل والبهائيـون رغم كفاحهم لهم مشاكل والمسيحيون أيضا لهم مشاكل وأهل النوبة والامازيغ واللادينيين كل هؤلاء مواطنين مصريين
ويحبون وطنهم ولديهم مشاكل وآن الآوان لحلهـا جذريا وأضاف علينا أن نواجه أنفسنا بالحقائق ولا نتـوارى خلف أوهام تصنعها عقولنا فنحن لا نعيش في العالم بمفردنا أو منعزلين عن مـتـطلبـاتـه وإذا أردنا أن يحترمنا العالم فعلينا إحترام كل أطياف العالم بدون تصنيف أو تمييز واقتـرح في نهاية
كلمتـه أن يسفـر مؤتمر اليوم عن تـأسيس مكتـب الهيئة العليا للمجلس الإستشاري لشئـون الأقليـات وأن تـرتقـي أعمـال المجلـس من مـجـرد تـوصيـات إلى فـضـاء (تـوصيـات عـاجلـة وجـب الـعـمـل بهـا ) وقد لاقت كلمته ترحيب وإشـادة كبيرة من جميع الحضور.
وكان أبــرز المدعـوين من رموز الأقليـات المصرية المعروفـة الدكتور أحمد النفيس القطب الشيعي والدكتور صفوت البياض الرئيس السابـق للطائفة الأنجيلية في مصر والذي لايزال مـسئولا عن علاقة الكنيسة الأنجلية بالدولة والدكتور أنـطوان عدلي عن التيـار العلمـاني المسيحي والأستـاذة مـاجدة
هـارون رئيسـة الطـائفـة اليهـودية بمصـر والدكتور رؤوف هندي البهـائي الشهيـر وصاحب القضيـة البهائيـة التي نالت حـيّزا إعلاميا وقانونيا كبيـرا تـخطـى حدود الوطن وهي القضيـة التي رسـخّت لمفاهيم جديدة في مجال حرية العقيدة والفكـر كمـا أشـارت إلى ذلك المستشـارة تهـاني الجبـالي في كلمتهـا.
وكان الدكتور رؤوف أول المتحدثين من رموز الأقليات المصرية حيث وجّـه الشكر في بداية كلمته للقائمين على المؤتمر مثمنـا الجهد المبذول من جميع المسئولين بالدولـة لمـواجهـة مشاكل الأقليات المصرية ومحـاولة إيجـاد حلول دائمـة لها ثم توجه بتحـيـة تـقديـر واحترام للدكتـور بطرس غالي
على كلمتـه والتي وصفهـا هـندي بكونها دستورا إنسانيـا يحوى كل القيم العليا الإنسانية ثـم قـال هنـدي : أنه يـتـحدث للحضور حديث الـقـلب للـقـلب يتحدث كـاإنسان مصري لايمثـل أي طائـفـة ولايـتـحـدث بالنـيـابـة عنهـا وإن كان من دواعي فخري كوني بهائي معروف ولكن أنا مصـري قبل أن
أكون بهــائـيّ فـهـويتنـا الـمـصريـة تسبـق جميـع الأديـان زمنـا ولو كان الأمـر بيـدي لوضعـت عبـارة ( الديـانة مـواطن مصـري ) كمـادة رئـيسـيـة في الدستـور وهـنا ضجت القاعة بالتصفيـق . ثم أكـدّ في كلمته على وجــوب تـوافـر الإراداة السيـاسية الحقيقيـة نحو حلّ مشاكل كل الأقليـات
المصريـة وهذا سهل تحقـيقـة حين تصبح المواطنـة إجـراءات ملمـوسـة على أرض الـواقـع ويشعـر بهـا كل مواطن مصري .. لذا ومن اجل تحقيق ذلك الحُـلم يلـزم جملـة من الإجراءات الدستورية والقانونية لتفعيـل المعنى الحقيقي لمصطلح المواطنـة والذي يـأتي في مقـدمتـه عدم التمييـز بين
المواطنين بسبب الدين أو المعتقد أو الفكر أو اللون أو الجنس وإذا حـدثَ ذلك فـسوف تعبر مصر نحو الحداثـة والرقيّ وسـتنـال إحتـرام العالم أجمع وهذا تـستحـقـه مصـرالـغـالـيـة فـهـي أول بلد أنارت حضـارتهـا العالم الإنسـاني.
ثم أضـافَ إذا تحقـقـت الـمـواطنـة كـاإجـراءات ملمـوسـة في حيـاتنـا فسوف يخـتـفي وبلا رجعة مصطلح الأقليات الذي لاأحبـه ولا أستخدمه إلا مـضطـرا وأتـمنـى أن يـأتي اليـوم الذي يختفـى فيـه هذا المصطلح من قاموس حياتنا الإجتماعيـة لأنه وببسـاطة قـد يـنـتـزع بعض المصريين من حيّز المواطنة إلى فئـة الرعايا وقد تستغل بعض القوى الكارهة لمصر الـسـلبيـات الـكـامـنـة فـي ذلك المصطلح لـتـفـعيـل القانون الدولي لحماية الأقليات
تحت أي ذريعـة وهذا مالا يرتضاه أي مصري مخلـص لوطنه . وهنـا أناشـد مسـئولي الدولـة وعلى وجه السرعة وضع إصلاحات تشريعية تحقـق المواطنـة الحقيقـيـة طبقا للمفاهيم والقيـم الإنسانية العليا التي أشار إليها الدكتورغالي وطبقـا لما نصـت عليـه المـواثيـق والعهـود الدوليـة .
واخـتـتـم هـندي كلمته بـقـولة : أحـلم بوطنٍ يحتـضن كل أبنـائه بدون تفريق أو تمييـز ومصـر لكل المصريين بغض النظر عن الإسم والدين وقد قوبلت كلمة الدكتور رؤوف بترحاب شديد من الحضور.
وترددت أنباء مؤكدة أن هناك إجتماع آخر سيتم قبل نهاية مايـو يتم فيه إسـتـطلاع رؤى بقيـة رمـوز الأقليـات المصـريـة ثـم الـبـدء في الإجراءات التنفيذية لتأسيس مكتب الهيئة العليا للمجلس الإستشاري لشئون الأقليـات وتـحديـد مهـامه طبقـا لتـصورات ورؤيـة الدكتور بطرس غالي في كلمـة
الأفـتـتــاح .
وعـلمـت مصـادر مـطلـعـة أن الدكتـور القس صفـوت البيـاض والدكتـوررؤوف هنـدي من الأسمـاء الـمرشحـة بـقوة لـيكـونا ضمن أعضـاء الهيئـة العلـيـا للـمجلس ويحظـى الأسمـان بـدعـم مـلحـوظ من المستشـارة تهـاني الجبـالي ومسـئـوليـن آخـرين رفيعـي المستوى .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com