فرض زعيم تنظيم «داعش» الإرهابى أبوبكر البغدادى حضوره على الأحداث الجارية فى العالم، بظهوره المفاجئ فى أول تسجيل صوتى له بعد شائعات إصابته فى غارة للتحالف، حيث شن هجوماً حاداً ضد عدد من الدول العربية، على رأسها مصر والسعودية، بالتزامن مع مباحثات «كامب ديفيد» بين الرئيس الأمريكى بارك أوباما وزعماء الخليج، وعقب ساعات من ظهوره حقق التنظيم تقدماً خطيراً على الأرض فى المعارك داخل سوريا والعراق.
فى مصر، رفعت قوات الجيش والشرطة حالة الاستنفار الأمنى بسيناء، تحسباً لتنفيذ أية أعمال إرهابية عن طريق عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» بعد كلمة أبوبكر البغدادى، التى أثنى خلالها على دور التنظيم الإرهابى فى سيناء. وقالت مصادر أمنية إن قوات الجيش كثفت وجودها بمدينة رفح، لمنع تحرك العناصر الإرهابية، كما تم تحذير أفراد الجيش والشرطة من السير بشكل فردى بالعريش، وأضافت أن البيانات الصوتية لـ«البغدادى» دائماً ما تحمل فى مضمونها رسائل موجهة لتنظيم «بيت المقدس» الإرهابى بسيناء، لتكون إشارة لبدء تنفيذ عمليات ضخمة. وقال مصدر عسكرى مسئول إن تنظيم داعش الإرهابى يعرف جيداً قوة مصر وجيشها جيداً وحاول أكثر من مرة تشكيل بؤر إرهابية له على الحدود الغربية مع ليبيا وفشل، ولقى نفس المصير أيضاً فى سيناء حيث فشل فى الوجود هناك وأقنع جماعة «أنصار بيت المقدس» للعمل تحت رايته، ولكنه لم يلق سوى الفشل أيضاً بعد نجاح الجيش والشرطة فى ضرب معاقل الإرهاب حتى وصل عدد من تمت تصفيتهم فى سيناء خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى أكثر من 725. وأضاف أن «البغدادى» لن يجد سوى نار جهنم إذا حاول المساس بالأمن القومى المصرى وستكون نهايتهم على حدود مصر. وفى منتج كامب ديفيد الأمريكى، حاول باراك أوباما كسب تأييد دول الخليج للولايات المتحدة، فى الوقت الذى تحاول فيه القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التوصل إلى اتفاق نووى مع إيران، وتعهد بـ«التزام راسخ» من قِبل واشنطن تجاه الحكومات السُّنية فى منطقة الخليج العربى، وأكد أنه سيفوض «قوة عسكرية أمريكية إذا تعرض أمن الحلفاء للخطر من جانب إيران أو أى جهة أخرى». وقال يسرى العزباوى، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رسالة «البغدادى» الصوتية بالتزامن مع لقاءات «أوباما» مع زعماء الخليج تحمل تحدياً كبيراً لأمريكا والدول العربية، مفادها أن واشنطن لن تستطيع أن تحمى نفسها ولا الدول العربية من «داعش»، موضحاً أن مضمون الكلمة حمل تهديداً للأطراف المشاركة فى القمة. وأضاف لـ«الوطن» أن «داعش» أراد أن يشغل العالم برسالته، التى تمت ترجمتها لـ5 لغات، فى نفس توقيت القمة.
وفى سوريا، اقترب تنظيم داعش من مشارف مدينة «تدمر» الآثرية المُدرجة على لائحة التراث العالمى، وأرسلت قوات النظام السورى تعزيزات إضافية إلى المدينة لوقف تقدم التنظيم. وفى العراق سيطر مسلحو «داعش»، أمس، على المجمع الحكومى وسط «الرمادى»، بعد ارتكابهم «مجزرة» أوقعت 200 قتيل على الأقل، ورفعوا راية «داعش» على المجمع الحكومى الذى شهد قبل اقتحامه تفجيرات انتحارية عقب هجوم واسع للمتشددين فى المحافظة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com