تشهد منطقة الشرق الأوسط، صراعات عديدة تدور في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، حيث يعاني سكان هذه البلاد الأمرين سواء بسبب حروب أهلية أو إرهاب "داعش"، الفزاعة الأمريكية، أو الحوثيين وصراعاتهم المذهبية، في سبيل تحقيق أهداف أمريكية كما أكد خبراء الشؤون الدولية، الذين كشفوا أن جميع الصراعات بالمنطقة تقف ورائها أمريكا بهدف تسويق أسلحتها وتفكيك الشرق الأوسط الى دويلات لتمكين إسرائيل.
وعقب سقوط الرمادي والأنبار في العراق على يد تنظيم"داعش" وتمدده في سوريا مُستغلاً الانقسام المذهبي بين السنة والشيعة في البلدين لحسابه، فضًلا عن اجتماع "كامب ديفيد" الذي عقدته الولايات المتحدة الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الحوثيين، والذي خرجت منه بإبرام العديد من صفقات الأسلحة الضخمة مع دول الخليج، استطلعت "الوطن" آراء الخبراء والمُحللين للكشف عن مستجدات الأوضاع بالمنطقة، ومن الذي يقف خلف تأجيج تلك الصرعات وكيفية التغلب عليها.
قال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، "لا بد أن يعترف الجميع أن داعش صناعة أمريكية مثل القاعدة، فأمريكا هي الراعي الرسمي والداعم للإرهاب بالمنطقة".
وأشار اللاوندي، لـ"الوطن"، إلى أن أسامة بن لادن، كان الطفل المُدلل لدي وزارة الدفاع الأمريكية لأنه ينفذ أهدافها ومُخططاتها واليوم أصبحت تتبرأ منه.
ووصف الخبير، أمريكا بـ"سمسار السلاح" في العالم العربي، لافتًا إلى أنها المُستفيد الوحيد من بث الرعب والخوف في نفوس دول الخليج العربي من "داعش" وإيران لتسويق سلاحها.
وأضاف "أمريكا تحذر العرب من إيران وتُخيفهم منها، على الرغم من أنها تُقيم علاقات معها، وتعترف بها كعضوًا في النادي النووي، ما يؤكد أنها أداة من أدواتها".
أكد اللاوندي، أنه لولا خوف العرب من "داعش" و"الحوثيين" لما باعت أمريكا سلاحها، مضيفا "هي نفسها التي تتحدث عن مُحاربة الإرهاب ثم تبيع السلاح للحوثيون، لافتًا إلى أن إيران و"داعش" ذراعا أمريكا بمنطقة الشرق الأوسط، وأن كل هذه الأحداث مُجرد مصالح أمريكية بحتة وجميعها تصُب في مصلحة إسرائيل.
اتفق الدكتور عماد جاد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، مع سابقه، مؤكدا أن ما تشهده العراق واليمن من صراعات مُجرد مصالح أمريكية، لافتًا إلى أن الضغط على العراق من خلال الميليشيات المُسلحة ممثلة في "داعش" يدفعها لشراء الكثير من الأسلحة الأمريكية.
وقال جاد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، "سوء الأوضاع في اليمن ودخول إيران على الخط، يدفع دول الخليج لإبرام صفقات أسلحة كبيرة مع أمريكا ما يُساعدها على تسويق أسلحتها".
أوضح رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن أمريكا هي المُستفيد الأكبر من كل هذه الصراعات، مُشيرًا إلى أن استفادتها تكمُن في تفتيت كيانات عربية كبيرة وإبرام صفقات ضخمة من الأسلحة.
وأضاف "صعب أن تكون داعش صناعة أمريكية، لأن أمريكا تخشاها ويُهمها تقييدها، لكن هذا لا يمنعها من توفير الأسلحة لهم ثم يقولون إنها بطريق الخطأ".
من جانبه، أكد محمود كمال الباحث السياسي والإستراتيجي، أن "داعش" مُجرد أداة للصهيونية العالمية، مضيفا "تعمل كحرامي بالوكالة عن أمريكا لسرقة البترول والموارد الطبيعية للدول العربية لصالح بني إسرائيل".
وأوضح كمال، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن الهدف الرئيسي من استمرار إرهاب وفزاعة داعش وإيران، تسويق وبيع السلاح الأمريكي من أجل انتشال أمريكا من الركود الاقتصادي الذي تعانيه الآن.
وأضاف "علينا أن نُدرك أن (فزاعة داعش)، تسخدم كأهم الأدوات الاقتصادية الأمريكية التي تسرق من خلالها البترول والطاقة، وتساعدها على تنشيط تجارة السلاح، وهو ما ظهر جليًا في قمة (كامب ديفيد) التي كان مُلخص رسالة أوباما للخليج: لا بد أن تشتروا السلاح فنحن في خدمتكم وحمايتكم من عدو وفزاعتانة صنعتهما أمريكا وهو إيران وداعش".
وتابع كمال، أن "داعش" تعتبر من أهم أدوات الصراع الطائفي والعرقي في المنطقة والتي تستخدمها أمريكا في مُهاجمة حدود السعودية والكويت وأغلب دول الخليج العربي، لتكون من أهم أوراق الضغط على الخليج للتخلي عن مصر.
أفاد الباحث السياسي، أن السيطرة على الأنبار من قِبل الأمريكين و"داعش" والإيرانيين تعد مؤشرًا خطيرًا، لأنها تمثل ثلث العراق وتحتوي على أكبر كمية من البترول، لافتًا إلى أن هذا مؤشرا خطيرا على تفكك اليمن والعراق وانقسامهم إلى دويلات صغيرة.
وأشار الباحث، إلى أن هذا المشهد يدعو إلى استحضار تاريخ سوريا ولبنان الذين كانوا قديمًا تحت اسم الشام، وبالتالي فإن مُخطط "داعش" القادم هو تفكيك دول الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة لخدمة مصالح أمريكا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com