ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الدميرة

عبد المنعم عبد العظيم | 2015-05-21 09:41:10

عبدالمنعم عبدالعظبم
الدميرة كتب عبالمنعم عبدالعظبم تشدنى الزكريات الى أيام فيضان النيل النهر العظيم شريان الحياة فى بلدى ومصدر الحياة والخصب والخضرة والنماء حيت تصبح مصر عروسا تتهيأ لليلة زفافها الى هذا النهر الخالد الذى يؤتى حاملا لها الطمى والغرين ليغمر ارض مصر بالخير.

وتسيل دموع ايزيس لتملىء النهر بعد أيام التحاريق فينصب الغرين على ضفتيه انصبابا يقيم بها حتى يشبعها ثم ينحسر عنها فيتركها صالحة لاستقبال الحياة فإذا ماالقى عليها الحب خرج نباته باذن الله فى الدميرة يتحول النيل الهادىء الوديع الى وحش كاسر ومارد مدمر يغرق ويهدم من اسماء مصر تا مرى تى ارض الفاس والفلاحة ومنها الدميرة التى تعنى تهيئة الأرض لاستقبال الفيضان .

ولان الفيضان يؤتى هادرا فيحطم الجسور ويغرق القرى يتعاون كل الناس فى مواجهته ومحاولة ترويضه وقد ابتكر المصريون منذ أيام الفراعنة تقسيم الأرض الزراعية مابين جسر النهر الى الهضبة الى أحواض احاطوها بجسر سميك فاذا فاض النيل يملىء هذه الاحولض التى تفتح على بعضها حتى تستوعب هذه الأحواض ضغط الفيضان وتتحول الرقعة الزراعية الى أحواض هائلة مليئة بالماء ويظل الماء ساكنا فيها حوالى شهرين قبل ان يبذء قى الانحسار وعندما يهبط النيل تعود هذه المباه اليه تاركة طبقة من الغرين والأسماك الصغيرة ويبدء الفلاح فى الزرع ذلك هو نظام رى الحياض الذى اختفى بعد بناء السد العالى ومازالت السواقى والشواديف والطنابير تحكى معنا قصة فلاح الدميرة وارتبطت الدميرة بالسخرة فمنذ العصر الرومانى بعد ان كانت مواجهة عسف النهر طواعية يتعاون كل الناس فى بناء الجسور وسد الثغور أصبحت إجبارية فيما عرف فى التاريخ بالخدمة الوضيعة يفرض فيها العمل كرها على الفلاحين فى بناء الجسور والسدود وشق الترع .

وكذلك كانت تسخر دواب الفلاحين كان منزلنا فى ارمنت يقع على شاطىء ترعة سواحل ارمنت تأتى الدميرة فتنساب المبأة فى الترعة الجافة المتشققه وفى سريانها تملىء الشقوق وتخرج الفئران والعقارب والثعابين ويجتمع الناس بعصيهم لقتل الثعابين والفئرلن والعقارب ونظل امام منازلنا ندفع هذه الهوام حتى لاتدخل بيوتنا حتى تمتلىء الترعة بالماء فنجلس لصيد السمك ثم السباحة فى الترعة فنصاب بالبلهارسيا ونذهب لعلاجها بحقن الطرطير المقىء ثم نعاود الكرة وفى مرة تورم زراعى فحرمت على نقسى الحقن وظلت البلهارسيا تلازمنى حتى ظهر العلاح بالأقراص وبعد الفيضلن كنت ازرع المساحة امام منزلى بالجرجير والبقدونس والخس وكل مايحتاحه البيت.

وعندما تجف الترعة كنت استخرج تصريحا من الرى لاستغلال الطمى قى صناعة الطوب التى كان تصنيع الالف طوبة يكلفنى ثلاثون قرشا وأبيع الإلف بخمسون قرشا حتى يأتى فيضان جديد وبعد بناء السد العالى تم ضيط ايراد النهر واخنفي الغرين وظل الاطماء يهدد بحيرة السد العالى وقابلت فى موسكو احد الروس من بناة السد وقال لى خسارة كنا نجهز قلا بات ضخمة على عوامات لتقلب مياه البحيرة لتحافظ على الغرين بعد تذويبه فى الماء ولكن لم يسال عنها احد وفى دراسة أجراها المهندس مدحت محمد كمال رئيس هيئة المساحة الحالى مع فريق بحثي ان البحيرة يهددها الاطماء الذى يتزايد ولابد من رفع الطمى واستغلاله فى استصلاح الصحراء وتصنيع الطوب اللبن ولكن الحكومة فى وادى أخر زكريات كثيرة جرفها معه بحر الدميرة وتركنى على الترعة التى تحولت الى مساكن حجبت الخضرة والتضرة وكل شىء جميل عبدالمنعم عبدالعظيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاقصر مصر

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com