توصية من خبير لانشاء جهاز سلامة الطرق
كلما قرر احد أولادي ان يسافر إلي الساحل الشمالي او إلي الغردقة سائقا اعيش في دوامة من الخوف لعدة اسباب...فما بين سائق نقل يمشي عكس اتجاه الطريق او ركن في ظلام الليل في عرض الطريق دون تحذير...الي شباب أرعن يطير بسيارته دون احترام لأي قواعد...او المشاة الذين يقطعون الطريق السريع دون انذار... فاسأل نفسي ماذا لو حدث لا سمح الله اي من هذا إلي ابني اثناء رحلته؟؟
التقيت مؤخرا بخبير سلامة وهندسة الطرق الدكتور خالد مصطفي وسألته عن الحل فأرسل إلي خطابه التالي الذي ضمنه توصية بإنشاء جهاز سلامة الطرق والذي انشره كاملا نظرا لأهميته:
توصية مقدمة من: د. خالد مصطفي- خبير سلامة طرق
1- حجم مشكلة «حوادث» تصادم الطرق في مصر:
عدد الخسائر في الأرواح الناتجة عن حوادث الطرق في مصر يقدر ب-12،000 في العام. (WHO، 2007) هذا الرقم يزيد عاماً بعد عام بسبب الزيادة السريعة لعدد السيارات علي الطرق. يقدر البنك الدولي الخسائر الاقتصادية بسبب حوادث الطرق في مصر ب 50 مليار جنيه سنوياً.
عدد السيارات بمصر يقدر بـ 4 مليون سيارة. (WHO، 2008) هذا الرقم يتضاعف كل عشر سنوات تقريباً والرقم يقدر بـ 7 ملايين في 2015. هذا يعني أن عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق من المتوقع أن يصل إلي أكثر من 20،000 في عام 2020.
عدد الوفيات لكل 100 مليون كيلومتر-سيارة في مصر يقدر بـ 15، بينما يقدر بـ 0.6 في الولايات المتحدة، ويصل إلي 0.3 في بعض دول شمال أوروبا و2 في بعض الدول الأقل تقدماً مثل كوريا الجنوبية. وضع وتفعيل سياسة سلامة طرق متكاملة في مصر، سوف يؤدي حتماً إلي تقليل هذا الرقم بشكل كبير، وإنقاذ الآلاف من الأرواح المصرية كل عام.
أسباب تفاقم مشكلة حوادث السيارات في مصر:
عدم وجود سياسة مصرية ورؤية علمية شاملة تدير منظومة سلامة الطرق في الجمهورية وتنسق بين الجهات المعنية وذلك بسبب غياب الكيان المسئول عن سلامة الطرق.
ضعف القوانين المنظمة للمرور، قانون المرور ومواصفات السيارات ومواصفات الطرق، وضعف تطبيقها وعدم ارتباطها ارتباطا قوياً بالسلامة علي الطرق.
ضعف نظام المسئولية المدنية والتأمين علي السيارات لدرجة أنه لا يشكل رادعا كافيا.
عدم وجود نظام متكامل لتحليل حوادث الطرق وجمع البيانات وتحليلها.
غياب الوعي الكافي من مستخدمي الطريق بسلامة الطرق.. ولذلك يجب إنشاء جهاز لسلامة الطرق. هذا الجهاز يجب أن يكون مستقلا، وله السلطة المناسبة والتمويل الكافي. ويجب أن يعتمد علي كوادر علمية متخصصة وملمة بعوامل سلامة الطرق. ويجب أن يوضع الجهاز محل المسئولية ويسأل عن النتائج بشكل دوري.
الهدف من الجهاز هو تقليل الخسائر في الأرواح والإصابات والخسائر المادية الناتجة عن حوادث الطرق، عن طريق الإشراف علي سلامة الطرق بعواملها الأساسية الثلاث، الطريق، المركبة، والعامل البشري. هذا الإشراف يجب أن يكون بمنهجية علمية متطورة وبمنظور شامل للعوامل المؤثرة وللمؤسسات المعنية المتعددة.
مسئوليات الجهاز:
صياغة المواصفات والقوانين المنظمة لسلامة الطرق. مواصفات الطرق، مواصفات السيارات وقانون المرور واختبارات ومتطلبات رخصة القيادة وإبداء الرأي في سياسات النقل والسكن من منظور سلامة الطرق.
مراقبة تطبيق المواصفات والقوانين من الجهات المعنية ونشر تقارير بالنتائج.. توقيع عقوبات علي الجهات المخالفة للمواصفات والقوانين.. القيام بالأبحاث في مجال سلامة الطرق سواء بالطريق المباشر أو عن طريق توجيه جامعات أو جهات أخري للمهام البحثية. والتنسيق البحثي وجمع نتائج البحوث.. تنسيق تحليل حوادث الطرق وجمع وتحليل وتخزين بياناتها.. تقدير مؤشرات سلامة السيارات عن طريق بيانات اختباراتها بالخارج ومميزات الأمان بها. الإعلان عن معدلات الحوادث وتقدير مؤشرات الأمان علي الطرق بعينها. الإعلان عن معدلات الحوادث وتقدير مؤشرات الأمان بكبري شركات نقل البضائع ونقل الركاب.
التوعية بحوادث الطرق في مختلف وسائل الإعلام.
الهيكل التنفيذي للجهاز:
رئيس الجهاز
القسم الفني: مواصفات الطرق، مواصفات المركبات، وقانون المرور.
قسم رعاية ما بعد التصادم والصحة العامة
القسم الاقتصادي
القسم القانوني
قسم التنسيق المؤسسي بالدولة
قسم تحليل الحوادث
قسم التوعية والإعلام
إدارة، وحسابات وموارد بشرية
هل لنا ان نطمع في ان يتبني السيد رئيس الوزراء هذا الموضوع وهذه التوصية ويدخل التاريخ بوضع حد لنزيف الاسفلت وإيجاد حل حاسم لمشكلة حوادث السيارات في مصر؟
نقلا عن الأخبار
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com