( قصة تربوية طريفة )
للشاعر والأديب فايز البهجورى
حطّت نحلة فوق رأس رجل أصلع
فمد يده إليها وهشّها برفق.
طارت النحلة ثم وقفت على الشباك . ولكنها عادت وحطت مرة أخرى على إذن الرجل الأصلع . فدفعها بشدة بيده . فلدغته فى أصبعه
وسببت له ألما شديدا .
-------------***----------------
لم يحاول الرجل أن يقتل النحلة رغم ما سببته له من ألم .
ولكنه حاول أن يخرجها خارج الغرفة لتنطلق إلى الحقول .
تمتص رحيق الأزهار وتصنع منه عسلا .
-------------***----------------
وبينما كانت النحلة تدور فى الغرفة
إصطدمت بزجاج برواز صورة كبيرة
كانت معلقة على حائط الغرفة
وسقطت النحلة إلى أسفل .
-------------***----------------
تصادف وجود كوب ماء
كان فى " صينية "
فوق " الكنبة "
التى كان يجلس عليها الرجل.
وكادت النحلة أن تغرق فى ماء الكوب
وتموت
-------------***----------------
أسرع إليها الرجل وأخرجها من الماء .
ووضعها فوق " منديل من الورق . فرشه تحت ضوء الشمس . حتى يساعدها على أن تجف من البلل ، وتستطيع الطيران مره أخرى
-------------***----------------
بعد قليل جفت أجنحة النحلة واستردت قوتها . وما كادت تصبح قادرة على الطيران حتى طارت إلى الحقل من خلال شبّاك الغرفة .
وكان الرجل الأصلع ينظر إليها فى سعادة غامرة وهى تعود مرة أخرى إلى الحقول .
-------------***----------------
فى هذه الأثناء كانت ذبابة تراقب ما حدث بين الرجل والنحلة .
إقتربت الذبابة من الرجل وقالت له:
عجيب أمرك أيها الإنسان
لقد حاولت إنقاذ حياة النحلة من الموت غرقاً فى كوب الماء ، رغم إنها لدغتك فى أصبعك ، وسببت لك ألما.
كان مفروضاً أن تقتلها عندما لدغتك.
ولكنك لم تفعل ذلك .
وكان يمكن أن تتركها تغرق فى ماء الكوب
ولكنك لم تفعل ذلك أيضاً .
فى حين إنك ـ بالنسبة لنا ـ نحن الذباب - تحاول دائماً أن تقتلنا . فى أى مكان ، وفى أى وقت ، وبأى طريقة ، وبلا سبب.
رغم إننا حشرات مسالمة لا نلدغك كما يفعل النحل
-------------***----------------
نظر الرجل إلى الذبابة فى دهشة وقال لها :
أيتها الذبابة الغبية
أنت حشرة ضاره بالإنسان
تحطّين على القاذورات .
ثم تنقلين الميكروبات إلى عيون
الأطفال فيصابون بأمراض العيون .
أو تحطين على طعام الإنسان فتلوثينه
فيصاب بالتسمم .
وأنت حشرة لحوحة.
كم من المضايقات تسببينها للإنسان
وانت تتنقلين فوق وجهه ويده وجسمه .
كما تزعجينه بطنينك المزعج .
وما تتركينه على حوائط وشبابيك منزله من قاذورات .
أو على ما يزيّن به منزله من نجف وتحف .
-------------***----------------
وهنا برزت من تحت " الكنبة " شوارب طويله لصرصور عجوز .
ثم ظهر الصرصور .
وكان قد إستمع إلى الحديث الذى دار بين الذبابة والإنسان .
ونظر إلى الإنسان نظرة إستنكار وقال :
هكذا أنت أيها الإنسان .
حيوان غادر متسلط .
لك تصرفات غير مفهومه .
تقتل حشرات هادئة ومسالمة وجميلة
مثل الذباب والصراصير.
بينما تعطف على حشرات مؤذية مثل النحل .
لو أن هذه الذبابة هى التى لدغتك
بدلاً من النحلة ، هل كنت تنقذها من الغرق ؟
أو تتركها بغير عقاب ؟
قال الرجل للصرصور :
أيها الصرصور الغبى
النحلة لم تلدغ أصبعى إلا حينما دفعتها
بشدة عن أذنى.
و لكن عندما عاملتها برفق حينما حطّت فوق رأسى لم تفعل ذلك .
إنها حشرة صديقة للإنسان
تمنحه العسل الحلو المذاق
وتقدّم له الشمع الذى ينير ظلام طريقه
ثم نظر الرجل الى الصرصور نظرة فيها معنى وقال له :
أما أنت أيها الصرصور الغبى
ماذا تفعل من أجل سعادة الإنسان ؟
أنت تفسد عليه حياته وطعامه وشرابه.
وتقلق راحته . وتخيف أطفاله . وتفسد ملابسه ومفروشاته وحوائط بيته .
وتلقى بقاذوراتك على أوانى مطبخه . فلماذا يبقى عليك وليس لك نفع واحد بالنسبة له ؟
-------------***----------------
وهنا قام الرجل وأحضر " بخّاخة " بها مبيد للحشرات . ثم صوّبها نحوالصرصور وهو يقول له:
أيها الصرصور الغبى. إنك مالم تغيّر طريقتك وتفكر فى شيىء نافع تقدمه للإنسان ، فسيظل الإنسان يبحث كل يوم عن طريقة جديدة للتخلص منك .
ثم صوب البخاخة نحوه وضغط عليها فخرج منها رزاز قضى على الصرصور فى الحال .
-------------***----------------
ثم إتجه الرجل إلى الذبابة وقال لها :
لعلّك سمعتى ما قلته للصرصور الغبى .
وهو نفس ما أريد أن أقوله لكى .
وليكن مصيرك مثل مصيره.
ثم ضغط على البخاخة ورش منها رشه واحدة سقطت الذبابة بعدها ميتة .
-------------***----------------
فى هذه اللحظة دخل الى الحجرة الابن الأصغر للرجل الأصلع ، وكانت عيناه مصابتين بالرمد ، بسبب ميكروب نقتله إليه ذبابة
فقال الرجل فى نفسه :
لقد كنت على حق حينما تخلصت منك
أيتها الذبابة اللعينة .
-------------***----------------
ثم قام الرجل الأصلع وأحضر ورقة وقلما وأخذ يكتب قصيدة شعرية قال فيها :
إذا كنت دودة
إذا كنت دودة .
كن دودة قـــز .
تعطي للناس الحرير.
ليصنعوا منه ملابسهم الجميلة.
ولا تكن أبدا دودة قطن .
تأكل لوزة القطن .
فلا يجد الناس القطن .
ليصنعوا منه ملابسهم الجميلة .
حاول أن تكون طول الوقت .
نافعا لكل الناس .
عندئذ سوف تصبح مكرّما .
في أي مكان تحت الشمس.
*___________***___________*
و إذا كنت حشرة
إذا كنت حشرة ..
من الأفضل أن تكون نحلة
تعطي الناس الشمع والعسل
ولذلك سيدعك الناس تعيش .
وما لا يجب أن تكونه أبدا
ذبابة ضارة
فلن يسمح لك أحد أن تعيش
والجميع يريدون لك الموت .
If you are a worm
If you are a worm
be a worm of silk,
give people threads of silk ,
to make their beautiful clothes.
Never be a worm of cotton,
who eats their almond’s cotton .
Then people can’t find cotton,
to make their beautiful clothes.
Try to be all the time,
useful to everyone.
Then you will be respected, wherever you are under the sun.
***----------------------------------------------***
If you are an insect
If you are an insect,
it is better to be a bee.
Give people wax and honey,
so people let you be.
You must never try
to be a harmful fly.
No one will let you live ,
and all want you to die.
Try to be at all times
useful to everyone.
Then you’ll be respected,
wherever you are under the sun.
By : Fayez Albahgoury
================================
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com