حلول مبتكرة لمقاومة التطرّف والارهاب (٢٩)
عن طريق صديق أمريكي مشترك تعرفت على الكاتب الامريكي الشهير توماس فريدمان والذي يكتب عموده في جريدة النيويورك تايمز، وهو من أفضل كتاب امريكا حاليا وخاصة عندما يكتب عن الشرق الأوسط لانه عاش فترة من حياته في بيروت والقاهرة، وبعد جريمة ١١ سبتمبر زاد الاهتمام الامريكي بالإسلام وزادت الدراسات عن تاريخ الاسلام وتعاليمه ومذاهبه ...الخ... الخ.. ووقتها دار بيني وبين توماس فريدمان حديثا عبر الايميل عن هل نبدأ باصلاح الاسلام ام نبدأ باصلاح المسلمين، وكنت انا ارى ان البداية تكون باصلاح المسلمين، اما توماس فريدمان فكان يري ان البداية تكون باصلاح الاسلام، وكانت وجهة نظره ان هناك تعاليم كثرة ونصوص مقدسة كثيرة في الاسلام يجب اعادة النظر فيها لان الزمن قد تخطاها، بل وزاد على هذا ان كثيرا من الأشياء التي كانت مباحة ومسموحا بها في الاسلام لم تعد موجودة الان مثل حق المسلم في تملك الجواري والعبيد والتجارة فيهم، فلا يوجد اليوم بلد في العالم الاسلامي يسمح بتملك الجواري.
لذلك تخيلت مواطن مسلم على سبيل المثال قام بشراء ثلاثة من الجواري من المنظمة الإرهابية في نيجيريا "بوكو حرام" والذهاب بهن لقضاء فريضة الحج، وفي مطار جدة دار الحديث مع موظف الجوازات السعودي:
موظف الجوازات: أين جواز سفرك؟
المسلم: تفضل وبه تأشيرة الحج
موظف الجوازات: أشكرك ، ومن هولاء النسوة معك؟
المسلم: هن ما ملكت يميني
موظف الجوازات: ماذا تقصد بما ملكت يمينك؟
المسلم: يعني هن جواري ملكي انا، وها هو عقد الشراء وقد دفعت فيهن اكثر من الف دولار لكل جارية
موظف الجوازات السعودي يضحك، وينادي رئيسه وعدد من زملاءه ويقول:
تعالوا شاهدوا هذا المسلم يرغب الدخول للسعودية مع جواريه
فقال لهم: لماذا السخرية؟ هل تسخرون من شرع الله؟ وبد يقرا لهم الآيات القرانية الكريمة:
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:5-6]
وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } النساء / 3 .
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:24]
وبالطبع ترفض إدارة الجوازات السعودية دخول الجواري وجاء رئيس الجوازات بنفسه ليشاهد الواقعة ويقول للمسلم: في اي عصر تعيش انت؟ لقد تم إلغاء الجواري منذ زمن بعيد؟ فقال لهم:
كيف تجرأون على تحريم ما احل الله؟؟
وعديد من البلاد الاسلامية قامت بتحريم الزواج من اكثر من زوجة واحدة، كما ان معظم البلاد الاسلامية تسمح بتداول وبيع الخمور للمواطنين والأجانب.
كما ان عقوبة الصلب والتعذير لا تطبق في اي بلد إسلامي، بالرغم من وجود آيه صريحة في القران:
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) المائدة/33 .
المهم في الموضوع ان توماس فريدمان اصر على ان العيب في بعض النصوص الاسلامية والتي يساء تأويلها وفهمها كما اني صممت على ان العيب في المسلمين وليس في الاسلام بدليل ان مسلمي معظم البلاد الاسلامية في اندونيسيا وماليزيا والبنجلاديش والسنغال ومسلمي الهند والصين وغيرهم من ملايين المسلمين لا يقومون بأعمال ارهابية ولا يفجرون أنفسهم، وإذا كان عدد المسلمين في العالم حوالي ١٥٠٠ مليون نسمة فان عدد الإرهابيين في العالم من المسلمين لا يتجاوز بضعة آلاف، وهو رقم ليس بالبسيط لان عدد قليل من الإرهابيين جدير ان يحدث الاضطراب والبلبلة ليس في بلد واحد ولكن في العالم كله، بدليل ان مخططي ومرتكبي جريمة ١١ سبتمبر لم يتجاوز عددهم العشرات ولكنهم استطاعوا بجريمتهم هز واثارة الرعب ليس فقط في أقوى بلد في العالم ولكن في العالم كله.
واليوم يظهر نوع جديد من الإرهابيين والذين يتأثرون بما يكتب على الانترنت ويتصرفون بشكل فردي وعشوائي ويُثيرون الذعر والخوف في قلوب الملايين بعملية واحدة.
وبعد ظهور تنظيمات ارهابية اكثر ارهابا وإجراما من تنظيم القاعدة، تنظيمات مثل داعش وبوكو حرام والشباب الصومالي وطالبان الباكستاني وطالبان أفغانستان بدأت في تغيير الرأي وأصبحت مقتنعا بان الإصلاح يجب ان يشمل كلا من الاسلام والمسلمين،
من ناحية الاسلام يجب التوقف على تضخيم واشعال الفتنة بين الشعوب والأديان باستخدام نصوص دينية تحض على كراهية الاخر، وبدلا من ذلك يجب تشجيع نشر نصوصا مثل :"جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وغض النظر عن نصوص الكراهية والتي كتبت في أزمان معينة وفي ظروف معينة وأصبحت غير ملاءمة لظروف العصر كما تم غض النظر عن نصوص الجواري والصلب وغيرها.
وبالنسبة لاصلاح المسلمين يجب عمل دراسات جادة لبحث أسباب ان معظم إرهابيي المسلمين ياتون من بلدان الشرق الأوسط وباكستان وافغانستان، يجب ان نذهب الى ماليزيا وإندونيسيا لمعرفة لماذا لا تقوم تلك الدول بتصدير الإرهابيين المسلمين، هل الخطا في النشأة او في نظم الحكم او في نظم التعليم ام انها مجموعة من عدة عوامل كثيرة.
وسواء كان الخطا في الاسلام او الخطا في المسلمين او فيهما معا فيجب ان نعترف نحن قبل غيرنا بان هناك خطا جسيم يحب علينا اصلاحه بانفسنا قبل ان يجبرنا العالم كله على اصلاحه.
نقلا عن إيلاف
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com