"أعداء الأمس حلفاء اليوم" تعد هذه العبارة هى الأنسب للتعبير عن التغير الذى طرأ فجاة فى العلاقات الخارجية بين دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد اتفاقيات التعاون التى تمت بين السعودية وروسيا والتى شملت اتفاقية فى مجال الطاقة النووية، وذلك رغم الخلافات الواضحة بين الدولتين في الملف السوري، حيث تدعم الرياض إسقاط الرئيس بشار الأسد في حين تلتزم موسكو بتحالفها مع حكومة دمشق.
طرح هذا التغير المفاجئ فى العلاقات بين الدوليتن العديد من التساؤلات حول اسباب تغير رؤية الجانب السعودى واتجاهه إلى روسيا برغم الخلافات بينهما، وفسر عدد من الخبراء أسباب ذلك إلى غضب الجانب السعودى من اتفاقية التعاون النووى بين امريكا وايران، مما جعل السعودية تلجأ إلى روسيا كـ"صفعة" لأمريكا ورسالة تهديد تشير إلى وجود حليف أخر معادي يمكن اللجوء له.
ومن جهته.. قال السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية السابق، أن العلاقات بين السعودية وروسيا لم تكن سيئة بالقدر الذى يمنع إقامة علاقات فيما بينهما، موضحًا أن العداوة بين السعودية وروسيا كانت فى فترة الاتحاد السوفيتى وبعد تفككه لم يكن هناك ما يحول دون تطور هذه العلاقات.
وأوضح الغطريفى فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد، أن التساؤلات التى انتهى إليها إجتماع أوباما ومجلس التعاون وتنحى ثلاث اعضاء من المجلس بالاجتماع، أدى إلى صعوبات فى طريق العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، مبينًا أنه من أجل ذلك بحثت السعودية عن حليف أخر لأنها بصدد توسيع دائرة علاقاتها الدولية لتوفير ما تحتاجه من الدعم الدولى.
وتوقع مساعد وزير الخارجية، أن الأتفاق النووى الذى وقعته أمريكا مؤخرًا مع إيران والاتفاق الاخر المزمع توقيعه، يضع السعودية فى موقف دقيق فيما يتعلق بتوازنات القوة فى منطقة الخليج، مؤكدًا أن العلاقات الأمريكية الايرانية لها اهتمام كبير من الجانب السعودى ودائمًا ما يتم الإشارة إلى ذلك أو التلميح إلى المخاوف من الاتفاق النوورى لامريكى الايرانى.
وتابع الغطريفى، أن التقدم الذى حققته السعودية فى علاقاتها الخارجية خاصة مع روسيا "ملحوظ" وله العديد من الدلالات التى تجعل السعودية تحتفظ بثقلها فى منطقة الخليج العربى.
أرجع السفير عادل الصفتى، وكيل أول وزارة الخارجية الاسبق، أسباب اتجاه السعودية لروسيا بهذه القوة إلى العلاقات الامريكية الايرانية والاتفاق النووى الذى يتم الآن بين الطرفين، مبينًا أن ذلك تسبب فى غضب شديد من الجانب السعودى خاصة وان هذه الاتفاقية تهدف إلى إدخال ايران كقوة كبرى بالمنطقة وهذا يترتب عليه سيطرة ايران على المنطقة خاصة بعد امتلاكها السلاح النووى.
وأشار الصفتى، فى تصريح خاص لبوابة الوفد، إلى إحتمالية أن تكون السعودية قد طلبت من أمريكا عمل إتفاقية تعاون فى مجال الطاقة النووية إلا ان هذا العرض قُبل برفض الجانب الامريكى، موضحًا أنه لا يكن ان تصمت السعودية عن كل ما يدور حولها من اتفاقيات تمثل خطر كبير عليها وعلى المنطقة بأكملها .
و اعتبر وكيل أول وزارة الخارجية الاسبق، أن إعلان أمريكا بالأمس أن ايران ضمن الدول الموضوعة على قائمة الارهاب برغم الاتفاقات النووية بينهما، بمثابة "تذكير" لايران بأنها مازالت فى قائمة الارهاب، موضحًا أنها رسالة لايران حتى تقلل وتخفض من شروطها فى الاتفاق النووى الامريكى الايرانى، مؤكدًا أن ايران سيتم حذفها من قائمة الارهاب فيما بعد اكتمال الاتفاقية بين البلدين.
وأضاف أن التغيرات التى طرأت على المنطقة والتى تمثلت فى اتفاق ايران مع أمريكا واتفاق السعودية مع روسيا، لن يؤثر كثيرًا على خارطة العلاقات بالمنطقة، مكملا أن ايران لا يمكن أن ترتمي فى أحضان أمريكا على حساب علاقاتها مع روسيا، مشيرًا إلى أنها تهدأ من الأوضاع حتى تتمكن من تحقيق حلمها فى امتلاك السلاح النووى.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com