هذه الفضيحة حدثت بعد الإفطار أمس على فضائية "الحياة".. كان الستار يسدل على آخر مشهد في برنامج المقالب "هبوط اضطراري"، بينما كان لاعب منتخب مصر السابق محمد زيدان يطلب من هاني رمزي - مقدم البرنامج - إحضار تلك الفتاة التي كانت تجلس بجواره على الطائرة أثناء المقلب، وبعد أن تأتي إليه عند مهبط الطائرة، يضع اللاعب الدولي يده في خصرها ويتأبطها ذاهبا بها كالفريسة إلى جهة غير معلومة، في فعل فاضح لنجم يفترض أنه قدوة لكثير من الشباب.
مراهقة زيدان مع الفتاة تجلت بشكل صارخ منذ اللحظة الأولى لبدء الحلقة، فلم يتورع اللاعب عن أن يطلب منها أن تكتب له رقم موبايلها، ولم يعبأ بكثير من الأحداث التي تقع من اهتزازات متعمدة للطائرة؛ لبث الرعب في قلب الضيف.
ولأن مخرجي ومعدي هذا البرنامج يجيدون التعامل مع نقطة ضعف الضيف أو الصيد الثمين الذي سيشرب المقلب، فقد كان لديهم علم مسبق بأن زيدان وصل إلى مرحلة متقدمة من المراهقة، فأخد يأتي بأفعال صبيانية تؤشر على أنه فقد اتزانه وعقله، حتى أنني شعرت بالخجل من تصرفاته، ورغم أنه نزل من الطائرة على حمالة بعد أن تعرض لإغماءة وتم استدعاء الإسعاف له، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يلجأ إلى ارتكاب هذا الفعل الفاضح فور إفاقته أمام الملايين من الأسر الجالسة أمام الشاشات؛ لتشاهد هذا النوع من البرامج الذي يحظى بنسب مشاهدة عالية.
مراهقة لاعب منتخب مصر السابق، يجب أن نتوقف أمامها كثيرًا، وأخطر ما فيها أن اللاعب يعلم أن اللقطة التي تأبط فيها تلك الفتاة شبه العارية التي تعمل في طاقم البرنامج في نهاية الحلقة بشكل فاضح، سيشاهدها الملايين من الشباب المصري المحبط البائس اليائس الذي فقد الأمل في الزواج.
أمس الأول أيضًا وفي برنامج المقالب على فضائية الـ"إم بى سي"، أطل علينا لاعب المنتخب السابق إبراهيم سعيد إطلالة أساءت إليه وكرست الصورة الذهنية السلبية عنه، فراح يلعن ويسب ويصدر أصواتا ويضرب طاقم الطائرة بالبوكس والشلاليت في مشهد يثير الغثيان والقرف، ثم لا يخجل من أن يقول إن الراحل الجوهري قرر ترحيله من أحد معسكرات المنتخب الوطني على أول طائرة لأنه كان بصحبة "مُزة"، أي والله هكذا قال اللاعب مبتسما، وكأننا أصبحنا في زمن أصبحت فيه الفضائح الأخلاقية مثارا للفخر.
بعض لاعبي الكرة للأسف ممن ينعم عليهم المولى سبحانه وتعالى بنعمة الأضواء والشهرة، يتمردون على هذه النعمة، لا يدركون ولا يستوعبون أن الرياضة هي في المقام الأول أخلاق، ولا يفهمون أن كل اللاعبين الذين حفروا لأنفسهم مكانا في قلوب المصريين عبر التاريخ، لم يكن ليتحقق لهم ذلك دون أن يتحلوا بالخلق الرفيع ويتشبعوا بقيم التسامح والرقي مع من يعتدي عليهم سواء داخل الملعب أو خارجه.
في ملاعب مصر مواهب قررت بحماقتها الانتحار مبكرا؛ لأنهم لا يدركون أن الموهبة لا تكتمل إلا بالأخلاق الذي يتوَّج بحب الناس.
بعد أن شاهدت سلوك زيدان أمس وإبراهيم سعيد أول أمس، أدركت لماذا ابتعد الأول عن المنتخب بعد أن كان لاعبا أساسيا وموهوبا منذ خمس سنوات، واستوعبت لماذا كان عمر الثاني في الملاعب قصيرًا، ولماذا أنهى مشواره الكروي مبكرا.
نقلا عن فيتو
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com