بقلم: رامى حافظ
أكاديمية الفنون
كنت أشاهد يوميًا أثناء ذهابى للعمل بشارع خاتم المرسلين مبنًا جميلًا منحوتًا عليه رأس امراة فرعونية بجوارها آلة موسيقية تنتمى لنفس العصر، هذا المبنى الجميل يُسمَّى "المركز الأكاديمى للثقافة والفنون.. سيد درويش" التابع لأكاديمية الفنون التى تشرف عليها وزارة الثقافة، يعد النحت المرسوم دليلًا على أن صانعه فنان ذو حس رفيع وإنسانى وعبر عن الهدف من المبنى فى نحت غاية فى الجمال.
منذ فترة لم تكن بعيدة شاهدت أعمال ترميمات وهو أمر محمود للحفاظ على ما تبقى لنا من حصون فى مواجهة التشدد الذى اصبح فى كل مكان بالأضافة إلى أن النحت كان فى حاجة للترميم فعلاً وتجديده ، وبدون مناسبة تحولت عملية الترميم للمبنى إلى عملية هدم كاملة للنحت وحسب معلوماتى ان أعمال الترميم يتم الموافقة عليها من قبل أكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة والتى يجب أن تحصل على موافقة الأخيرة على التصميمات ، وهو ما أصاب كل المارين بصدمة فى هذه المنطقة وأتذكر قول السيدة العجوز " ليه كده " فكان النحت جميلاً ومعبراً بقدرة قادر يتحول الترميم والحفاظ على تراثنا الجميل إلى أعمال هدم.
الغريب، والذى يصيب المتابع بالغيظ أن النحت الذى تم هدمه وضع مكانه مجموعة من البلاط الرخام مكتوب عليها بحروف ذهبية " وزارة الثقافة .. أكاديمية الفنون .. المركز الاكاديمى للثقافة والفنون .. سيد درويش " ، هذا الرخام الذى وضع لم يضع مكان النحت وفقط بل وعلى الجدران والعواميد الخرسانية ويلاحظ فى الفترة الاخيرة ان هناك عادة حكومية جديدة وهى لصق الرخام فى كل مكان وهو ما حدث مثلاً فى محطات مترو الانفاق وخاصة محطة حلوان الذى أصبحت كلها رخام فى رخام.
إنجازات وزارة الثقافة
وهنا لا نغفل أنجازات وزارة الثقافة فلا ننسى ان فى عهد الوزير أنهارات صناعة السينما لفترة طويلة جداً وهى الصناعة الوحيدة التى يتم تصدير أنتاجها100% إلى الخارج ، وأصبحنا لا نسمع عن معارض فنية الأ للوحاته التى لا تعبر عن واقعنا او مجتمعنا ولا نجد فنان واحد يستطيع تقييمها ، أما عن قضايا الفساد فحدث ولا حرج ولأشخاص قريبه منه وآخرهم ايمن عبد المنعم والتى فتح ملفها قبيل انتخابات اليونيسكو بفترة قليلة ، وانتهت انجازات هذا الوزير بفشله فى الانتخابات بالرغم من رغبة العالم أجمع أختيار شخصية عربية وأسلامية من الجنوب كنوع من المصالحة بين الغرب والشرق ولكن كل مؤيدى هذا الاتجاه قالوا نبهنا مصر بتغيير شخص الوزير فهو فى حد ذاته مشكلة بما يعنى أننا لا نعفيه من مسئولية انحدار الثقافة فى مصر.
"جلال الشرقاوى"
لا ينكر أحد الدور الذى لعبه ذلك الفنان فى حياتنا بل أنه يعد من الفنانين القليلين الذى يتفاعلوا مع الاحداث ولا ننسى معالجته لأزمات مصر والعالم العربى فى مسرحه والتى اعتقد أنه يدفع ثمنها حتى الآن وحده دون مساندة من أى فنان من الذين جعلهم نجوماً ، وكان لهذا الفنان دور عظيم فى التعبير عن الضمير الوطنى بأن أختيار الوزير فى معركة اليونيسكو هو تمثيل للنظام الذى يحكمنا وليس الثقافة أو حتى الشعب ، وأعتقد أن ما يحدث معه هو تصفية حسابات حيث أن الفنان الكبير لم يكن من مؤيديه فى انتخابات اليونسيكو بل وكان آحدى نقاط ضعفه وأتذكر أثناء الانتخابات أن الفنان أستغل الحدث فى طرح مشكلته على الرأى العام المحلى والدولى وهذا لا يعيبه ولكن يحمل الوزير العار الفنى.
فالأزمة المصتنعة التى بدأت بأخطار ثم معاينات من قبل الوزراة والمحافظة ولجان تشكل من هنا وهناك والفنان وحيداً فى مواجهة دولة بكل أمكانياتها ينفذ هو وحده التوصيات وصلت إلى حد أستيراده غرفة إطفاء كاملة من الخارج ولا نعرف اين هذه اللجان وممارسة دورها فى الحد من الحرائق فى المؤسسات الثقافية مثل مسرح بنى سويف والمسرح القومى والاخير يرمم الآن وربنا يستر من الرخام .
معركة الفنان جلال الشرقاوى هى معركة الضمير المصرى فى مواجهة السلطة متمثلة فى وزير الثقافة فاروق حسنى الذى وصف فن جلال الشرقاوى بالعبث متجاهلاً أن معظم مهرجانات المسرح التى يشرف عليها فاشلة لا يحضرها جمهور ولا تعبر عن واقعنا بالأضافة إلى الفضائح التى تصاحبها دائماً من سوء تنظيم وتجاهل والمصالح الشخصية التى تحدد الفائزين والمستحقين للجوائز إلى أخره ، وتعود بنا هذه القضية لمن هو صاحب الكلمة العليا فى اختيار معاونيه الذى قال له " أرمى ورا ضهرك " بعد السقوط المخزى فى انتخابات اليونيسكو ، أما الشئ المحير هو أنصراف الفنانين عن مساندة الفنان فى ظل مواجتهه مع الوزير وعلى رأسهم احمد ادم وأحمد بدير وغيرهم.
المواقف هى التى تبقى
متضامن مع الفنان الكبير جلال الشرقاوى ضد وزير الثقافة فاروق حسنى عدو الثقافة الأول فى مصر
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com