جدد راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة فى تونس "إخوان تونس"، مطالبته مرة أخرى بعقد مصالحة بين النظام المصرى وإخوان مصر، مؤكدًا أنه التقى بعدد من قادة العرب ليقوموا بالوساطة لعمل مصالحة فى مصر. وزعم "الغنوشى" أن مصر تغرق فى الظلام، وشن هجومًا حادًا على القيادة والحكومة المصرية.
وقال "الغنوشى" فى تصريحات اليوم بعد زيارته لدولة الجزائر والتقائه بالرئيس الجزائر بوتفليقة: "لذلك إذا نُفذت إعدامات كما وعد السيسى فيخشى أن يفلت الزمام من قادة الإخوان، وأن تصبح السياسة التى أعلن عنها مرشدهم (سلميتنا أقوى من رصاصهم) غير قابلة للصمود، ولذلك طالبت كل الرؤساء الذين قابلتهم بالتدخل لمنع وقوع الإعدامات، والرئيس بوتفليقة نفسه ذكر لى أن الجزائر تدخلت لمنع إعدام سيد قطب من قبل، والرئيس بورقيبة والبرلمان التونسى تدخلا أيضًا، لكن سيد قطب أعدم، فهل أعدم فكره؟ أليست الجماعات الجهادية انطلقت من هناك، من دم سيد قطب؟".
الغنوشى يطالب السعودية بالتدخل لعقد مصالحة
وعن مطالبته المستمرة بالمصالحة قال "الغنوشى": "لوحت فى عدة تصريحات بمبادرات، ودعوت القادة السعوديين والمملكة العربية السعودية بما لها من وزن روحى واقتصادى أن تقوم بمصالحات فى المنطقة كلها وفى مصر، أرجو أن تجد هذه الدعوات استجابة لدى القادة الذين التقيتهم فى السعودية وتركيا وفى الجزائر".
وأضاف "الغنوشى": "واضح أن داعش هو البديل عن الاعتدال الإسلامى، فى العراق عندما أقصى المكون السنى المعتدل من العملية السياسية ظهرت داعش، وكذلك سوريا عندما أبيد التيار الإسلامى المعتدل قدم داعش نفسه كمدافع عن الطرف المقصى، تونس نفسها لمدة 30 سنة عندما كانت النهضة موجودة لم تعرف تطرفًا وسلفية وقاعدة وداعش، كل هذا جاء بعد تغييب النهضة فى التسعينات والعشر سنوات الأولى من الألفية بكم هائل من العنف، وبعدما تم إقصاء الزيتونة الذى كان يمثل مرجعًا للإسلام السنى المعتدل، ومع غياب النهضة كان الفراغ الذى ملأته دعوات التطرف القادمة عبر الفضائيات والإنترنت، فكان أنصار الشريعة".
المصالحة مع الإخوان مستحيل
من ناحيتهم، استبعد خبراء سياسيون إجراء مصالحة مع الإخوان، وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن جماعة الإخوان تعتمد على الوجوه المعتدلة لديها للقاء قادة عرب وطرح محاولات إنقاذ قيادات جماعة الإخوان فى مصر.
وأضاف ربيع لـ"اليوم السابع" أن استخدام الإخوان لراشد الغنوشى لطرح مبادرات متكررة لإعادة الإخوان للمشهد السياسى من جديد، هو محاولة من التنظيم لتجميل صورته الخارجية، إلى جانب استغلال بعض علاقات قياداته بالتنظيم الدولى مع بعض رؤساء العرب لعرض مطالب ومقترحات لعرضها فى مصر.
وقلل ربيع من فرص قبول النظام المصرى لمطالب راشد الغنوشى، خاصة أن العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر مؤخرا تصعب تماما أى فكرة مصالحة من قيادات التنظيم والتى ما زالت تنتهج العنف.
فيما قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن راشد الغنوشى يعتبر أكبر قيادات التنظيم الدولى التى لديها قبول داخل المجتمع العربى، ويستطيع التحرك وطرح المبادرات نظرا لآرائه الأخيرة لذلك تستغله الجماعة لطرح مبادرات ومصالحات على دول عربية.
وأضاف البشبيشى، أن النقاط الذى ذكرها الغنوشى هدفها فقط إخراج الإخوان من السجون، إلا أن استمرار تحريض الإخوان على العنف يصعب من أى محاولات لإنقاذهم.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com