بقلم : مينا ملاك
نحن نعيب على "ماري أنطوانيت" حين حلت مشكلة الشعب الفرنسي حين قالوا لها: إن الشعب مش لاقي يأكل عيش، قالت لهم: يأكلوا جاتوه. والمفسرين احتاروا في ماهية الجاتوه، ونحن في "مصر" بنقول: إللي جعان يأكل طوب، وكلها حلول مبتكرة، ولا داعي أن أذكِّركم أن حكومتنا الرشيدة النظيفة الغالية علينا حين إتورطت في أزمة الكهرباء، قررت ترشيده على المواطنين، وقطعه على الناس كحل مبتكر أسعد معظم الناس المقبوض عليهم في الأقسام. ففي الفترة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي يكتفي الضباط بالضرب بالأيادي والجزم والكرابيج وأسلاك الكهرباء، عوضًا عن تيارات الكهرباء التي كانت تسري بأجسادهم فترة مرور التيار الكهربائي على القسم.
ولكن أحد الخبثاء يؤكد لي أن الأقسام لها مولدات خاصةً تعوِّض فترات إنقطاع التيار الكهربائي، ومن ثم لا يهنأ المقبوض عليهم بفترات راحة.
وعلى ذكر الكهرباء، وأنا لا أقصد صدقوني أن أهاجم وزارة الكهرباء والطاقة للمرة الثالثة، أو وزارة الداخلية، لكن القافية بتحكم، لكن المهم أن أحدهم يحكي لي- وهو يغلظ بأغلظ الأيمانات- أن ما يقوله حقيقة وليس افتراء، أن في مكان ما من أرضنا الواسعة الكروية، يوجد مكان معني بالمكفوفين، دخل أحدهم يغسل يده وبعد انتهائه، رفع يده ليأخذ الفوطة إللي فوق الحوض لتجفيفها، تجفيف يده طبعًا مش الفوطة، فانصعق بتيار كهربائي مر بيده من خلال سلك عريان كان من المفترض أن تعلق به لمبة من اللمبات التي تُعلَّق فوق الأحواض، والمهم أن صاحبنا ربنا ستر ولم يتوصل للفوطة، ونشّف يده بثبات إنفعالي عالي جدًا.
ولما خرج وجد أمامه مدير من مديري المكان، فقال له: يا سيدنا يا ريت تلفوا السلك العريان ده عشان المكفوفين الموجودين ما يتكهربوش– بيني وبينكم هو كان خايف على المكفوفين بدرجة والدرجة الأكبر كان خايف على إهدار الكهرباء بأجساد الناس، وكان خايف كمان من أن يتحول هذا المكان لقسم شرطة لكثرة المكهربين فيه، فما كان من المدير بعد أن فكّر برهة إلا أن أعطاه حل مبتكر عظييم بديل عن حل تغطية السلك بلفة شيكارتون؛ حيث قال المسئول: لا تستخدموا الفوطة، فالفوطة غير صحية الأفضل استخدام الكيلينكس، فنظر صاحبي بذهول لهذا الرد، ثم قال: لامانع من عمل ما تقوله، ولكن الأضمن برضه أن تؤمِّنوا السلك، فقال المدير: نعم نعم لكني لا أفضل استخدام الفوطة، وأخذ يلقي محاضرة على الحضور في أضرار الفوطة، وفوائد الكيلنيكس!!.
شفتم بقى أن المشكلة في الشعب مش في الحكومة، ماهي الحكومة من الشعب، هي ثقافة شعب كسلان بيحل حلول بعيدة عنه عايز يريح نفسه.
المختصر المفيد، نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيبٌ سوانا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com