أريد أن أتوجه بهذه السطور إلى الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، أو إلى اللواء محسن عبدالنبى، مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، أو إليهما معاً، لأنهما معنيان بما سوف أقول حالاً، ولأن ما جرى فى شمال سيناء، وتحديداً فى منطقة الشيخ زويد، يوم الأربعاء أول يوليو، لا يجوز أن يمر علينا عابراً، ولا يجوز أيضاً، أن نتحدث عنه لفترة، ثم ننساه تحت ضغط مشاغل الحياة فى كل يوم.. لا يجوز.
لا يجوز أن يمر ما حدث فى ذلك اليوم عابراً، لأن ما يتكشف عنه، يوماً بعد يوم، من حيث حجمه، ومن حيث هدفه، يقول إنه لم يكن كمثله شىء من نوعه، منذ أزاحت ثورة ٣٠ يونيو جماعة الإخوان من الحكم، قبل عامين من الآن.
لا يجوز أن يمر عابراً، لأن الدكتور سمير غطاس عندما يقول فى حديث معه فى صحيفة «الصباح» هذا الأسبوع، مثلاً، إنه كانت هناك خطة لعقد مؤتمر صحفى من جانب الإرهابيين، بعد العملية، لإعلان سيطرتهم على مدينة الشيخ زويد، فهذا معناه أننا كنا أمام عملية ليست ككل العمليات!
لا يجوز أن يمر عابراً، لأن الدكتور غطاس عندما يقول، فى الحديث نفسه، إنه كانت هناك خطة كذلك لإسعاف الإرهابيين بإمدادات بحرية، عن طريق البحر المتوسط، فهذا معناه أننا كنا أمام عملية «كبيرة» بكل معنى، وأننا كنا أمام عملية تفوق، من حيث الإمكانات الواقفة خلفها، حدود جماعات الإرهاب، سواء كانت «داعش» الإرهابية، أو غيرها، لتصل إلى إمكانات دول وأجهزة مخابرات عاتية!
لا يجوز أن يمر ما جرى عابراً، لأن معركة من نوع ما قام به رجال فى الجيش المصرى فى ذلك النهار قد استغرقت ساعات وساعات، وشهدت بطولات وبطولات، على أيدى ضباطنا وجنودنا الشجعان.. وهذا كله لابد من تسجيله حياً، وإعادة عرضه على المصريين باستمرار ودون انقطاع لعلنا جميعاً نرى!
لا يجوز أن يمر ما جرى عابراً، لأن الذين استمعوا معنا إلى عبارات جرت على ألسنة بعض مصابى العملية، من ضباطنا وجنودنا، فى التليفزيون، قبل أيام، قد وجدوا أنفسهم أمام رجال ليسوا ككل الرجال، وأمام ملحمة حقيقية دارت فى تلك المنطقة، ودامت نهاراً بكامله!
لا يجوز أن يمر ما جرى عابراً، لأننا عندما نقرأ، على سبيل المثال، عن الجندى أبانوب، ابن الإسماعيلية، وكيف أنه ضحى بنفسه فى كمين سدرة أبوالحجاج، ثم كيف أنه صوَّب رصاصاته إلى واحدة من سيارات الإرهابيين، حين رفضت الامتثال لأوامره بالتوقف فوراً، بما أدى إلى تفجيرها على بعد أمتار من الكمين، وبما أدى إلى فقدان حياته فيها، فهذا كله ليس له معنى إلا أن بطولة أبانوب، الذى رفعوا فى عزائه لافتة تحمل الآية الكريمة «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» لا يجوز أن تمر علينا عابراً، هى، ولا بطولات سائر زملائه، ولابد أن نسجلها حية وأن نمسك بها، وهى لاتزال ساخنة، لتظل تمثل عند عرضها على المواطنين، فى كل مرة، طاقة أمل، وتظل تمثل باعثاً قوياً على التفاؤل لدى كل واحد فينا.
هذا كله، مع غيره، دار فى ذهنى، فى اللحظة التى نبهنى فيها الأستاذ مصطفى محمود على، المدير السابق فى شركة موبيل، إلى أن فيلماً طويلاً، لا مجرد فيلم تسجيلى قصير، لابد أن نقوم به، وبسرعة، عما جرى، بحيث يجرى تصويره فى المكان ذاته، الذى شهد العملية، وبحيث يكون أبطاله هم أنفسهم أبطال العملية نفسها، فيروى كل واحد فيهم لنا ماذا رأى بعينيه، وكيف تصرف، وماذا فعل دفاعاً عن صورة بلد بكامله، وعن كيان بلد بكل أبعاده.
لا تفوتوا هذه الفرصة، وحولوها من فضلكم إلى عمل تليفزيونى كبير، يستغرق ساعة أو أكثر، ويظل يمثل، فى كل مرة نعرضه فيها، صفعة على قفا الذى دعم الإرهاب هناك، والذى راح يموله، بمثل ما سوف يظل يمثل نافذة أمل كبرى لكل مصرى وطنى.. وليكن اسم العمل «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه».. وساعتها سوف يكون اسماً على مسمى حقاً!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com