أثار التدخل العسكري التركي في سوريا، ومحاولات إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، غضب القاهرة، وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية بالأمس، حول متابعة مصر بقلق شديد للأوضاع في سوريا، يلمح إلى رفض مصر التصرف التركي الأخير.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، أن مصر تتابع باهتمام وقلق شديدين تطورات الأوضاع المأساوية في سوريا واستمرار أعمال القتل والتدمير في مختلف المناطق، داخل سوريا واستشراء التنظيمات الإرهابية بها.
وأكد في بيان صحفي حصلت الفجر على نسخة منه، دعم مصر لمحاربة التنظيمات الإرهابية في داخل سوريا مع ضرورة أن يتم ذلك في إطار المحافظة على وحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، وبما يتوافق مع أسس وقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن.
وأعلن مسؤولون أميركيون، بعد جدل استمر سنوات، أن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على تأسيس «منطقة أمنة» داخل الأراضي السورية، تكون نواة لحشد «المعارضة المعتدلة»
وقال المسؤولون، الذين رفضوا نشر أسمائهم ووظائفهم، لصحيفة «واشنطن بوست»، الاثنين، نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية، إن الاتفاق «يتوقع أن يزيد كثيرا من مدى وسرعة مواجهة الولايات المتحدة لداعش». لكن المسؤولين رفضوا الإشارة إلى أن الاتفاق جزء من خطة لإسقاط نظام الأسد.
وتحدث تلفزيون «فوكس» (اليميني) صباح الاثنين عن هذا الاتفاق، ووصفه بأنه «بداية التحرير الحقيقي لسوريا». وأشار التلفزيون إلى أن قادة في الحزب الجمهوري، منهم السيناتور جون ماكين (جمهوري، ولاية أريزونا) «ظلوا منذ سنوات يريدون من الرئيس أوباما خطة واضحة ومباشرة للتخلص من نظام الأسد في سوريا». وانتقد التلفزيون أوباما، وقال إنه كان قادرا على تفادي مواجهة «داعش» لو كان واجه نظام الرئيس الأسد مباشرة ومنذ البداية.
و قال سونر كاغاباتاي، خبير في معهد واشنطن للشرق الأدنى، إن الاتفاق يمكن أن يغير ديناميكية الحرب في مناطق أخرى في سوريا. ولهذا، يمكن أن يكون في صالح تركيا، وذلك لسببين: أولا: لتركيز تركيا على إسقاط نظام الأسد. وثانيا: لتقليل نفوذ القوات الكردية التي تحارب «داعش».
وحسب الاتفاق حول «المنطقة الآمنة»، يجري وضع «خطة شاملة لهزيمة داعش نهائيا»، تتكون من خطوات، بينها، طرد «داعش» من منطقة طولها 68 ميلا تمتد من نهر الفرات غربا إلى حلب. وضع المنطقة المحررة تحت سيطرة المعارضة السورية «المعتدلة». وإيواء لاجئين سوريين في المنطقة لتخفيض العبء على تركيا. واقتراب الطائرات الأميركية والتركية من قواعد عسكرية تابعة لنظام الأسد.
غير أن مسؤولا أميركيا، رفض نشر اسمه ووظيفته، قال أمس لصحيفة «واشنطن بوست»، إن هناك خلافا بين البلدين حول الخطوة التالية، وهي إعلان «منطقة حظر طيران» فوق «المنطقة الآمنة». وقال: «أي تعاون عسكري مع تركيا لن يشمل تأسيس منطقة حظر طيران».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com