دانت الحكومة العراقية الهجوم الذي تشنه منذ أيام ستة القوات التركية على قواعد مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي شمالي العراق بأنه "تصعيد خطير وانتهاك لسيادة العراق."
ودعا بيان نشر على موقع رئيس الحكومة حيدر العبادي يوم الاربعاء تركيا الى تجنب التصعيد والسعي نحو التوصل لحل للأزمة الراهنة.
وجاء في البيان أن الحكومة العراقية ملتزمة بمنع أي هجوم على تركيا يصدر من داخل الحدود العراقية.
وكانت القوات التركية قد كثفت الليلة الماضية من غاراتها على مواقع حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، بجانب تركيا، على انه تنظيم ارهابي، في العراق وعلى مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد قال الثلاثاء إنه من المستحيل مواصلة العملية السلمية مع حزب العمال.
ألمانيا وكردستان
لكن وزير الخارجية الألماني، فرانك-فلتر شتاينماير، ورئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، اتفقا على وجوب مواصلة تركيا لعملية السلام مع الأكراد بالرغم من تصعيد العنف، بحسب ما ذكرته برلين الأربعاء.
وكان شتاينماير قد تحدث مع برزاني هاتفيا الثلاثاء، و"اتفقا على ضرورة استئناف حزب العمال الكردستاني وتركيا لعملية السلام، وعلى أن التصعيد لن يخدم إلا المتطرفين"، بحسب ما ذكرته متحدثة باسم الخارجية الألمانية.
وأضافت المتحدثة أن ألمانيا - عضوة حلف الأطلسي التي يوجد بها نحو ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية، من بينهم كثير من الأكراد - تعتقد أن "عملية السلام يجب أن تستمر".
وكانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل قد أكدت على تلك النقطة في محادثات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو تمت في عطلة نهاية الأسبوع.
محادثات هاتفية
وقد أبلغ الرئيس التركي، زعماء فرنسا، وقطر، والسعودية بالعمليات التي تنفذها تركيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني المحظور.
وقال مصدر رئاسي إن قادة فرنسا، وقطر والسعودية أيدوا الجهود التركية.
وقال أردوغان للقادة إن بلاده ستبقى مصممة على محاربة جميع أشكال الإرهاب. وأبلغ أردوغان القادة أيضا بأن الفوضى في سوريا تهدد الأمن القومي لتركيا.
وقدم زعماء فرنسا، وقطر، والسعودية تعازيهم لتركيا للهجوم الانتحاري الذي تعرضت له بلدة سروج، وخلف 31 مدنيا قتلى، إضافة إلى الانتحاري، وللهجمات التي تعرض لها أيضا بعض أفراد الشرطة والجيش في الأيلام الأخيرة.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن هولاند أعرب عن رضاه لجهود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وما تبذله تركيا ضد التنظيم.
وكان أردوغان قد أجرى عدة محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس العراقي فؤاد معصوم في 26 يوليه/تموز، وأبلغهما بالعمليات الأخيرة.
على صعيد آخر، أصيب ثلاثة جنود أتراك بجروح بليغة جراء استهداف دوريتهم بقذائف آر بي جي أطلقها مسلحون في ولاية اغري شرقي تركيا، حيث نقلوا إلى مستشفى ارضروم.
واعتبر زعيم حزب الشعب الديموقراطي الموالي للأكراد صلاح الدين ديميرطاش فكرة إقامة منطقة آمنة في شمال سورية تحت غطاء محاربة تنظيم الدولة الإسلامية مجرد محاولة من جانب أنقرة لمنع الأكراد وحزب العمال الكردستاني من تشكيل منطقة لهم في شمالي سورية.
وكانت تركيا والولايات المتحدة قد اتفقتا على إنشاء منطقة آمنة داخل شمالي سوريا مقابل السماح للطائرات الأمريكية باستخدام قواعد عسكرية تركية لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويقول مراسل بي بي سي في تركيا، مارك لوين، إن هذه المنطقة التي، ستمتد لمسافة 90 كيلومترا، سوف تستخدم لتدريب المعارضة السورية المعتدلة.
وتأمل الحكومة التركية أن يتسنى لها السماح السماح لبعض اللاجئين السوريين في تركيا بالعودة إلى منطقة آمنة، بحسب مراسلنا.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن تكون الولايات المتحدة أقرت الضربات التركية شمالي العراق.
وقدم حلف شمال الأطلسي - خلال اجتماع طارئ الثلاثاء - دعما سياسيا لحملة تركيا على مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أشار إلى أنه من "واجب" الحلف أن يصبح مشاركا أكثر.
سوريا تتساءل
من جانب آخر، تساءلت وزارة الخارجية السورية في رسائل وجهتها الى مجلس الامن والامم المتحدة عن "النوايا التركية في مكافحة الارهاب".
وجاء في الرسائل "هل النوايا التركية صادقة في مكافحة الإرهاب أم أنها تدعي ذلك بهدف ضرب الأكراد في سورية والعراق وربما لأسباب داخلية".
و في أول موقف سوري، رسمي رفضت دمشق في رسائلها محاولة ما أسمته النظام التركي "تصوير نفسه على أنّه الضحية وأنه يدافع عن نفسه".
وحمّلت رسائل الخارجية السورية اليوم الأربعاء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة "الحكومة التركية المسؤولية المباشرة عن سفك الدم السوري وعن المعاناة الإنسانية لملايين السوريين داخل سورية وخارجها بفعل دعم الحكومة التركية للإرهاب".
وأشارت الرسائل إلى "أنّ تركيا لو التزمت ودول الجوار بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب لكان 70 بالمئة من عوامل الأزمة في سورية قد تم تجاوزها".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com