فى ورشته الصغيرة بمنطقة المريوطية التى لا تتجاوز بضعة أمتار، سألته زبونة بعد أن انتهى من تصليح فستانها: «حسابك كام يا أسطى؟»، فرد عليها: «من غير ولا مليم»، معلناً يوم الجمعة من كل أسبوع وتحديداً من الواحدة حتى الثالثة ظهراً، يوماً مجانياً لزبائنه الذين يأتون إليه خلال ذلك الوقت.
قرار «سامح توفيق» باستقطاع جزء من عمله اليومى لتقديم خدمات مجانية لزبائنه، أمر فكر فيه كثيراً قبل أن يتخذه بشكل نهائى، فهو لا يملك الكثير من المال للتبرع به لمساعدة غيره من المحتاجين والفقراء، فلم يجد سوى مهنته التى قد يفيد بها غيره: «أنا واهب ساعتين من وقتى لله، أى حد عايز أى حاجة أنا بعملها ليه ببلاش إن شاالله يكون الدولاب كله معاه، وفعلاً بعلنها لو حد عنده أى حاجة عايزة تتعمل من غير فلوس يجينى».
زوجة «سامح» شجعته على هذا القرار، مؤكدة أن كثيراً من الناس يمر بأزمات ومشاكل مادية، وهو ما دفعها وزوجها إلى تخصيص ساعتين مجاناً كل أسبوع للزبائن غير القادرين على دفع أجرة الترزى: «حاجة بسيطة نعبر بيها عن تضامننا مع الناس البسيطة». لافتة إلى أن دخل زوجها من الورشة لا يكفى أسرتها، وهو ما يجعله يعمل فى وردية صباحية فى أحد المصانع بجانب العمل ليلاً فى ورشة الخياطة حتى يتمكن من توفير مستلزمات طفليه «منة» و«سيف»: «إحنا ناس على قد حالنا، بس فاهمين يعنى إيه كلمة عَوَز وحاجة».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com