رحلت نهلة القدسي الزوجة الثالثة للفنان المصري محمد عبد الوهاب، وهي أيضًا أم السفير الأردني عمر الرفاعي، سورية الأصل من إحدى عائلات مدينة حلب.
ونهلة القدسي كانت زوجة للشاعر والدبلوماسي والسیاسي الأردني الشهير عبد المنعم الرفاعي، وصادف أن كانت في زیارة مع زوجها لبیروت في العام 1957، ونزلا في فندق البریستول في بیروت في الوقت نفسه الذي كان عبد الوھاب نزیلا فيه.
وبدأت علاقتها بالموسيقار المصري عندما كان مريضا وأرادت بعض السیدات من صدیقات نهلة زیارته فرافقتهم في تلك الزیارة، ولإخفاء شخصيتها وضعت نهلة نظارات سوداء على عينيها وعبد الوهاب مشاكس النساء انتفض واقفا حين رآها طالبا منها خلع نظاراتها لكنها رفضت فقال لها: "هو أنتي حُولة... فردت عليه: وأنت قليل الأدب"، ومن هنا بدأت علاقتهما.
وأصر "عبد الوهاب" على معرفتها وقام بزيارة عبد المنعم الرفاعي في جناحه بالفندق، وبالطبع تعرف شخصيا إلى نهلة القدسي.
ووقعت نهلة في حب موسيقار الأجيال وقررت ترك زوجها والزواج بعبد الوهاب بعدما اتفقا على ذلك، رغم أن زوجها شخصية مرموقة، ولكن رفض زوجها ذلك خوفا من الضجة الإعلامية الكبيرة فالزوج شخصية مشهورة ومحمد عبد الوهاب شخصية مشهورة وتفوقه شهرة.
في ذلك العام 1958 كانت أجواء قيام الوحدة على أشدها بين سوريا ومصر والعداء على أشده بينهما وبين الأردن واستغل محمد عبد الوهاب واتفق مع نهلة على الهروب واللقاء في دمشق، ومنها إلى القاهرة.
وفى الوقت نفسه، أعلن زوجها أنه هو وزوجته نهلة القدسي توصلا إلى الطلاق لتفادي الإحراج الذي وقع فيه؛ حيث إن زوجته استطاعت الهرب إلى حبيب الملايين الذي بدى كمراهق طائش في نهاية الخمسينيات من عمره.
وتم عقد القران، وبدأت مرحلة جديدة في حياة محمد عبد الوهاب هي مرحلة نهلة القدسي هذه السيدة التي تنتمي لعائلة حلبية عريقة وتربت على حياة الصالونات الراقية انتظمت معها حياة الموسيقار بشكل لم يسبق له أن عاشه.
واستمرت حياتهما سويا حتى بدأت المضايقات تأتي لنهلة من نساء مصريات عن طريق الهاتف والرسائل، ولكن لباقتها وحسن تعاملها أذهل الجميع حتى كفوا عن ذلك، وأصبحت هي القلب والعقل المفكر للموسيقار.
ومن التهم الموجهة إليها قضية إبعاد ميادة الحناوي عن مصر، وتداولت الصحف وقتها أن "نهلة" اتصلت بوزير الحربية شمس بدران، الصديق المقرب لعبد الوهاب، وطلبت منه عدم السماح لميادة بالبقاء في مصر.
واستمر هذا الزواج لسنوات طويلة، حتى توفّى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى أوائل تسعينيات القرن العشرين، وتحديدًا فى عام 1993.
وعادت نهلة إلى الأردن، وصار عالمها مجرد "مقعد متحرك" تتجول به في رقعة محدودة، و"شاشة تليفزيون" تنقل لها الدنيا وأخبار مصر، و"ركن كنبة" تسند ظهرها عليه وهى تأكل من يد زوجة السفير عمر الرفاعي المتفانية فى خدمتها بحب، و"حفنة ذكريات"، تطوف برأسها حين يتسلل إليها صوت محمد عبد الوهاب يغنى، و"ابنها السفير" يتحرك أمامها ويعطيها دفقة حماس للحياة، واستمر ذلك إلى أن توفيت نهلة القدسي، زوجة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، اليوم الأحد، بالعاصمة الأردنية عمان.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com