• المجتمع يدين المتحولين جنسيًا ولا ينظر إليهم على أنهم مرضى بل شاذين.
• كيف نحوّل ذكرًا مكتمل الرجولة إلى أنثى، أو نحوِّل أنثى مكتملة الأنوثة إلى ذكر؛ لمجرد أن نفسيتهم لا تتوافق مع جسدهم؟!!
• تعرُّض الأم لبعض الإضطرابات قد يؤدى إلى وجود خلل فى الهرمونات التى يتعرض لها مخ الجنين، وهذا يؤدى إلى اضطرابات فى تحديد الهوية الجنسية للطفل منذ تكوينه.
• إن مرض اضطراب الهوية الجنسية، هو اضطراب نفسي سلوكي، يعانى فيه المريض من الشعور بكراهية شديدة للجنس الذى وُلد عليه.
• على الأهل ألا يشجعوا الطفل على أى سلوك مناقض لجنسه.
تحقيق: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون
تطالعنا الصحف على فترات متباعدة، بأخبار عن إجراء عملية تحول جنسى لشاب أو فتاة. ومن أشهر القضايا التى أثارت لغط كبير فى المجتمع المصرى، قضية "سيد" الذى تحوّل إلى "سالى" فى أواخر تسعينيات القرن الماضى. ومؤخرًا نشرت الصحف خبر "اسلام" الذى تحوَّل إلى "نور".
والحقيقة، إنه مع كل خبر من هذه الأخبار، تُثار فى المجتمع العديد من الأسئلة عن العلاج المناسب لهؤلاء الذين يعانون من شعور جنسى مختلف عن حقيقة
نوعهم؟ وهل فشل العلاج النفسى والتربوى لهؤلاء حتى يتم الإلتجاء إلى العمليات الجراحية لإجراء عملية تحويل جنسى لهم؛ على الرغم من أن هذه العمليات ينتج عنها تشويه واضح فى الأعضاء التناسلية، كما إنها تؤدى إلى عدم التوافق النفسى والإجتماعى، وبالتالى إلى العديد من الإضطرابات النفسية لهؤلاء الأشخاص الذين فى كثير من الأحيان يقدمون على الإنتحار؟!!
"الأقباط متحدون" رأت أن تفتح هذا الملف، وتناقش هذه القضية التى تشغل الرأى العام..
إدانة المجتمع لهؤلاء المرضى
تساءل "عيد": أليس لكل داء دواء كما يقولون؟! إذًا لماذا لا يوجد دواء لمن يعانون من رفض لجنسيتهم، يجعلهم يتقبلون أنفسهم كما خلقهم الله؟! مضيقًا: "وعلى حد علمى، عمليات التحول الجنسى من الناحية الطبية غير ناجحة؛ لأنها تعطى مظهر الرجولة فقط، وهكذا بالنسبة للفتاة تعطيها مظهر الأنوثة فقط، وفى كلا الحالتين يؤثر هذا على حياة هؤلاء الأفراد حياة طبيعية، وبالتالى يلفظهم المجتمع ويُحرمون من الزواج والإنجاب، وكل هذا من شأنه أن يؤدى إلى تدمير نفسيتهم". مؤكدًا أنهم فى الحالتين يعانون نفسياً، ولذا يجب العمل على إيجاد دواء يجعلهم يتقبلون الجنس الذى خلقهم الله عليه.
عدم قبول الزواج من المتحول جنسيًا
وقالت "شيماء" ثالثة طب: إنها مقتنعة من الناحية الطبية أن هناك بعض الأفراد- سواء من الذكور أو الإناث- لديهم خلل هرمونى، أو عيب خلقى فى أعضاءهم. وهذا يستلزم فى بعض الحالات إجراء جراحة لهم لتحويلهم إلى الجنس الذى يرتاحون فيه على المستوى النفسى. ولكن –للأسف- مجتمعنا يدين هؤلاء، ولا ينظر إليهم على أنهم مرضى بل شاذين. موضحةً أنه على الرغم من هذا، فهى شخصيًا لا تستطيع على المستوى النفسى الإرتباط بزوج كان فى الأصل فتاة، وقام بإجراء عملية تحول جنسى؛ لأنه على أبسط تقدير لن يستطع القيام بمهامه الزوجية كاملة، كما أن هذا معناه حرمانها من الإنجاب طيلة حياتها.
العبث بخليقة الله وتشويهها
وأشار "شريف"- موظف- إلى أنه يسمع كثيرًا، عن عمليات التحول الجنسى، مثل "إسلام" الذى تحوّل مؤخرًا إلى "نور"، ولكنه يرى أن هذا حرام؛ لأننا نعبث بخليقة الله. فكيف نحوّل ذكر مكتمل الرجولة إلى أنثى، أو نحوِّل أنثى مكتملة الأنوثة إلى ذكر؛ لمجرد أن نفسيتهم لا تتوافق مع جسدهم؟!!. موضحًا أنه إذا كانت نفسيتهم هى المريضة فيجب علاجهم عند طبيب نفسى، وليس عند جراح يقوم بتشويه ما خلقه الله؛ لينتج لنا رجلاً فاقد ذكوريته، أو أنثى فاقدة أنوثتها وأمومتها.
وووافقه الرأى "حامد"- مهندس مدنى- فقال: بالطبع، ما يتم هو تشويه لما خلقه الله، ولو كان هذا التشويه هو الصواب ما كان كثير من هذه الحالات أقدمت على الإنتحار بعد إجراء هذه العمليات الجراحية. مؤكدًا أن الحالات التى لديها عيب خلقى فى أعضائها الجنسية، هى التى تستوجب التدخل الجراحى لكى يقوم الإنسان بممارسة حياته بصورة طبيعية، وما عدا ذلك مرفوض على جميع المستويات.
الحرمان من الحياة الطبيعية والإنجاب
تواستنكرت السيدة "عطيات"- موظفة حكومية- ما تسمعه مؤخرًا عن عمليات التحول الجنسى، وخاصة الفتيات التى يتحولن إلى رجال. وتساءلت: هل هذا لأننا مجتمع ذكورى يُحقِّر من شأن المرأة، فتسعى كثير من الفتيات للهروب من هذا المستقبل التعس الذى ينتظرها؟!! موضحة أنها تعتقد فى جميع الأحوال أن الفتاة التى تتحوَّل إلى ذكر، لا تستطيع أن تتزوج أو تقيم علاقة زوجية ناجحة، أو تنجب أطفالًا. مؤكدةً أنها كأم لا تقبل أبدًا أن تزوِّج ابنتها لزوج كان فى الأصل فتاة؛ لأنه سيحرمها من حقها الطبيعى فى أن تكون أم.
مأساة حقيقية
وتذكرت السيدة "نبيلة" مأساة ابن احدى صديقاتها، والتى حكتها لنا بصوت يشوبه التأثر، حيث كان طفلًا جميلًا وذكيًا ومؤدبًا، ولكن عند بلوغه عامه الثالث عشر، بدأت تظهر عليه ملامح الأنوثة التى كذَّبها الجميع، ولكن عند سن البلوغ، أصبحت كل ملامح الأنوثة واضحة عليه بصورة لا يخطأها الناظر إليه، الأمر الذى تسبب فى إحراجه واصابته بحالة نفسية سيئة للغاية، إلى الدرجة التى جعلته يُقبل على المهدئات والأدوية النفسية بشراهة كبيرة، إلى أن قرّر الأطباء أن حالته تستدعى إجراء عملية تحول جنسى، وبالفعل تم اجراء العملية بنجاح. ولكن بعد إجراء العملية حاول هذا الشاب أن يبدأ حياته من جديد كفتاة فلم يستطع مواجهة المجتمع الذى رفضه وأدانه، فأُصيب بحالة من الإكتئاب الشديد أدى به إلى الإنتحار.
اضطراب الهوية الجنسية يبدأ لدى الجنين
من جانبها، أشارت الدكتورة "سحر يسى"- إخصائى أمراض النساء والولادة- إلى أن تحديد نوع الجنين يتم فى بطن الأم، ويعتمد على عدة عوامل منها: إن الأعضاء الجنسية تختلف تمامًا عند كلا الجنسين، كما أن شكل الجسد يختلف فى الذكر عن الأنثى من حيث العظام، والعضلات، وتوزيع الشعر والدهون فى الجسم. مشيرةً إلى أنه- وللأسف- فى بعض الحالات، تتعرض الأم لبعض الإضطرابات التى تؤدى إلى وجود خلل فى الهرمونات التى يتعرض لها مخ الجنين، وهذا يؤدى إلى اضطرابات فى تحديد الهوية الجنسية للطفل منذ تكوينه، حيث نجد الجسد مكتمل الأنوثة من الناحية التشريحية، ولكن مشاعر تلك الأنثى وميولها تنتمى لغريزة الذكورة، والعكس صحيح. مضيفةً أن هناك بعض الحالات التى تجمع بين الجنسين، وهو ما يطلق عليه "التخنث"، وهو الشخص الذى يولد بأعضاء جنسية ذكر وأنثى معًا، كأن تكون الأعضاء الخارجية ذكر والداخلية أنثى، وهنا يجب التدخل الجراحى للإبقاء على الجنس الذى يعكس هوية الشخص الجنسية، وعادةً يستطيع هذ االشخص ممارسة حياته بصورة طبيعية فى الزواج والإنجاب.
اضطراب نفسي سلوكي
وقالت الدكتورة "نادية نظير"- استشارى الأمراض النفسية والعصبية: إن مرض اضطراب الهوية الجنسية، هو اضطراب نفسي سلوكي، يعانى فيه المريض
من الشعور بكراهية شديدة للجنس الذى وُلد عليه، مؤكدةً أنه يبدأ من سن الطفولة، ولكنه يظهر بصورة واضحة وقوية فى البالغين. وأن من أعراضه التشبه بالجنس الآخر فى الشكل والسلوكيات، إلى جانب الميل إلى الألعاب التى يحبها الجنس الآخر؛ ففى حالة البنت التى تعانى من اضطراب تميل إلى الألعاب الخشنة، وفى حالة الولد يميل إلى اللعب بالدمى، وإطالة شعره، والإهتمام بمظهره. مشيرةً إلى أن هذا الإضطراب يجعل الشخص غير راضٍ عن جسده غير المتناغم مع نفسيته، وتستمر هذه الرغبة لفترة طويلة، رغم محاولات المحيطين تغييرها، فيسعى كثير منهم عند البلوغ إلى استخدام أدوية وهرمونات تساعده على تغير جسمه ومظهره إلى الصورة التى تتناسب مع نفسيته، ولكن فى كثير من الأحيان يلجأون إلى طبيب جراحة لتحويل أعضاءهم الجنسية إلى الجنس الآخر.
التأكيد على الهوية الجنسية لأطفالنا
ووفى النهاية أوضح الدكتور "ميشيل حليم"- أستاذ علم الإجتماع- أنه لا توجد أسباب طبية واضحة لمرض اضطراب الهوية الجنسية، فهو مرض سلوكى ينشأ من السلوكيات الخاطئة التى يقوم بها الأهل تجاه الطفل، مثل السعادة والضحك عند التشبه بالجنس الاخر، أو الخوف من الحسد فيقومون بإعطاء الولد مظهر البنت، أو غياب النموذج الأبوى من نفس الجنس، وما إلى هذا من سلوكيات خاطئة فى التربية، كلها تؤدى إلى خلل فى الهوية الجنسية لدى الطفل. مؤكدًا أن هذا الإضطراب له تداعيات خطيرة على مجمل حياة الإنسان، لذلك يجب على الوالدين أن يحموا أطفالهم من هذا الإضطراب عن طريق الإكتشاف المبكر للهوية الجنسية للطفل، وإتاحة الفرصة للطفل لإنتقاء ألعابه والتى توضح ميوله وإتجاهاته النفسية. كما يجب على الوالدين أن يؤكدوا دائمًا للطفل انتمائه الجنسى وهويته الجنسية- سواء بالسلوك أو اللعب- وعدم تشجيعه على أى سلوك مناقض لجنسه.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com