شهدت مصر على مر التاريخ العديد من الكوارث التي شابت من أهوالها الرؤوس، وأبيضت من بأسها وشدتها العيون، وبين الحين والآخر كانت الكوارث الطبيعية تزور مصر وتنزل بها لفترات، أحيانًا تطول وأخرى تقصر، ولكنها كانت زيارات غير محمودة كادت أن تفني أهلها وتهلك حرثها ونسلها تارة بفعل هزات الأرض وتارةً أخرى نتيجة تقلبات تدفق مياه النيل وتارةً ثالثةً بفعل الأوبئة والأمراض، وجسدت هذه الكوارث أصعب اللحظات التي مرت بها مصر والمصريين على مر التاريخ.
5. الشدة المستنصرية (1065- 1071م)
واحدة من من أشهر المجاعات التي تعرضت لها مصر على مر تاريخها نتيجة تراجع وانحسار مياه نهر النيل إبان الحكم الفاطمي لمصر واستمرت لـ7 سنوات، وسميت بالشدة المستنصرية لأنها حدثت في عهد الخليفة المستنصر بالله.
ويقول المقريزي في كتابه «السلوك» وهو يحكي عن هذه الواقعة: «المصريون أكلوا الدواب والقطط والكلاب والجيفة والميتة، وبلغ ثمن رغيف الخبز الواحد حوالي50 ديناراً، وهناك من يزيدوا على ذلك بقولهم إن الأحباش (عبيد القصر الفاطمي) كانوا يتربصون بالنساء في الطرقات ويخطفوهن ويقتلوهن ليأكلوا لحمهن».
وتابع: «اضطر الخليفة المستنصر إلى بيع كل أثاث قصره ومتاعه وسيوفه ودروعه بأبخس الأثمان ولم يبق له إلا حصيرة يجلس عليها وبغلة يركبها وغلام واحد يخدمه، ونتيجة لكل ذلك قرر أميرا مكة والمدينة الانشقاق عن طاعة الخليفة المستنصر واتبع الخليفة العباسي وسقطت صقلية التي كانت تابعة لملك الفاطميين في مصر في يد الفرنسيين لضعف الدولة الفاطمية».
4. طاعون 1295
وقع بمصر في يناير عام 1295 وفتك بالكثير من أهلها وكاد يفنيهم، ويقول «المقريزي» في وصف هذا الوباء وشدته في فتكه بالأرواح: «هذا الوباء تزايد حتى كان يموت كل يوم ألوف ويبقى الميت مطروحًا في الأزقة والشوارع لمدة يوم أو يومين لا يوجد من يدفنه لانشغال الأصحاء بأمواتهم والسقماء بأمراضهم».
وتابع: «اشتد هذ الوباء في أكتوبر 1295م حيث قدرت ضحاياه في هذا الشهر بنحو 20 ألف نسمة، وفي بداية عام 1296م ازدادات حدة الوباء بشكل أكبر وأحصي من مات في شهر ديسمبر 1295م بحوالي 127 ألف نسمة، وكان يخرج من كل باب من أبواب القاهرة كل يوم ما يزيد على 700 ميت ويغسل في الميضأة من الغرباء الطرحاء في كل يوم نحو الـ 150 ميتًا ثم تزايد الأمر فصارت الأموات تدفن بغير غسل ولا كفن».
3. زلزال 1303
تعرضت مصر في 8 أغسطس عام 1303م إلى واحد من أشد الزلازال قوة في تاريخها لمدة بلغت حوالي 20 دقيقة وكانت الإسكندرية أكثر المدن التي تأثرت به، واستمرت الأرض ترجف لمدة حوالي 20 يومًا بحسب ما قال «المقريزي»، وقد وصف المؤرخون أمثال « المنصوري، النويري، المقريزي» هذا الزلازل بأنه «من قوته تساقطت جدران البيوت وتشققت الجبال وتهدمت المباني وتفجرت المياه من الأرض ومادت الأرض بأهل مصر لدرجة أن النساء الحوامل وضعن ما في بطونهن المصريين ظنوا أن يوم القيامة قد قام فابتهلوا إلى الله» وقال: «العيني»: «أن الزلزال لو كان دام أكثر من ذلك لما كان بقي على الأرض دار أو ثبت بها جدار، وقال «المقريزي» في وصف قوة هذا الزالزال إن «من رأى مصر بعد الزلزال ظن أن عدوًا أغار عليها وخربها».
2. طاعون 1348 أو «الموت الأسود»
في عام 1348 تفشي وباء الطاعون أو «الموت الأسود» في العالم وبدأ ينتشر في مصر وكان أول ظهور له في الإسكندرية، ومع بداية انتشار المرض كان يموت يوميًا من المصريين حوالي 100 نسمة ومع تفشي الوباء زاد عدد الموتى إلى 200 نسمة يوميًا ثم إلى 700 نسمة يوميًا وعظم الوباء وأخذ في الانتشار إلى كافة أرجاء مصر حتى بلغت أعداد الموتى يوميًا حوالي 20 ألف نسمة وقدرت حصيلة موتى المصريين من «الطاعون» في شهرين بـ 900 ألف نسمة بحسب ما ذكر «الذهبي والمقريزي».
وتجسد هذه الكلمات التي قالها «المقريزي» في وصف هذا الوباء الذي نزل بمصر قدر المعاناة التي عانها المصريون من هذا المرض إذ يقول: «أصبحت القاهرة خالية مقفرة لا يوجد في شوارعها مار بحيث إنه يمر الإنسان من باب زويلة إلى باب النصر فلا يرى من يزاحمه لكثرة الموتى والاشتغال بهم وعلت الأتربة الطرقات وصارت النعوش لكثرتها تصطدم والأموات تختلط».
1. زلزال 1992
وقع بمصر في بوم 21 أكتوبر عام 1992 حوالي الساعة الثالثة و10 دقائق عصرًا بمدينة دهشور، التي تبعد عن القاهرة 35 كيلو مترا من الجنوب الغربي، مركزه السطحي، واستمر لمدة دقيقتين و23 ثانية، وبلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في مصرع 370 شخصًا وإصابة أكثر من 3 آلاف، وتشريد ما يقرب من 50 ألف شخصًا، حسب ما أشارت « بي بي سي»، كما أدى إلى تدمير 398 منزلا بالكامل، وألحق أضرارا خطيرة في 8 آلاف منزلا آخر، وتسبب في إتلاف 350 مدرسة و216 مسجدًا، وتضرر 212 أثرًا، وأسفر عن الزلزال عن سقوط كتلة صخرية من الهرم الأكبر بالجيزة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com