بقلم - نعيم يوسف
شغلت قضية مريم ملاك، صاحبة نتيجة "الصفر" في الثانوية العامة الرأي العام المصري، على اعتبار أنها قضية التعليم بأكمله، وليست مسألة شخصية، بل حتى المعارضين لها وقضيتها منحوها بعض الوقت للحديث عنها في الإعلام.
قضية الطالبة دائما ما تذكرني بالفيلم الرائع الذي قام ببطولته الفنان أحمد زكي، وهو ضد الحكومة، وخصوصا مشهد المحكمة اﻵخير والذي يعترف فيه بخطاياه في حق الجميع ليصرخ صرخته المدوية في أذاننا حتى اليوم: "كلنا فاسدون.. لا استثني أحدا.. حتى ذي الصمت العاجز قليل الحيلة"..
وأعتقد أنه جاء الوقت الذي يجب أن نراجع فيه أنفسنا، في أزمة التعليم التي شاركنا فيها جميعا، وما زلنا نشارك.
دعونا نصرخ جميعا ونقول "كلنا فاسدون".. كلنا تحولنا إلى "تروس" في منظومة التعليم الفاسدة الفاشلة.. ليس هذا فحسب بل أصبحنا تروسا خربة فيها، ففي الوقت الذي نغضب ونثور كل عام على المنظومة ونصفها بالفشل.. لا نملك اختيارا سوى أن نكون نحن وأبنائنا جزء منها.. نعم نحن "العجزة قلائل الحيلة"!!!
في الوقت الذي نطالب بضرورة التخصص في المهن الحرفية التي تحتاجها البلاد.. نربي أبنائنا على أن هذه المهن غير لائقة اجتماعيا، وأن هناك "كليات للقمة" أحرى بهم أن يدخلوها.. نعم يا سادة نحن فاسدون!!
في الوقت الذي نصرخ ونستغيث من جبروت الدروس الخصوصية ... نتهافت على المدرسين ذائعي الصيت ونوفر من قوت أيامنا لنعطيهم ما يطلبون..
في الوقت الذي نعرف سوء المنظومة التعليمية وأنها لا يتفوق بها إلا الفشلة الذين يحفظون ولا يفهمون.. نطير من الفرح عند حصول أبنائنا على الدرجات النهائية بل ونطالبهم بالتفوق دائما!!!
في الوقت الذي نعرف جيدا سوء حال المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء ... ليس أمامنا سوى أن نرسل أولادنا ليكونوا جزءا و"تروس" في هذه المنظومة الفاسدة الفاشلة.. نعم إنها الحقيقة المرة أننا "كلنا فاسدون... كلنا مذنبون... كلنا فشلة... كلنا مشاركون في المنظومة.. كلنا تروس بها... لا استثني أحدا.. حتى أنا -ذي الصمت العاجز قليل الحيلة- ... هذه هي الحقيقة .. وهذه هي اعترافات "ترس خربان"!!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com