يستيقظ الإنسان على مطالعة مقال جهاد الخازن فى جريدة الحياة اللندنية بعنوان «أخبار طيبة من مصر». زادنى تفاؤلاً. قلت يمكن لما حضراتكم تقرأونه تتفاءلون مثلى. يقول الرجل:
فى بلدان بر الشام، مثل سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، عندنا المَثل «الدنيا وجوه وأعتاب»، وهو بمعنى سعد ونحس، أو جيد وسيئ.
أزعم اليوم أن حكم «الإخوان المسلمين» كان ذلك النحس الذى ضرب المصريين، فهم فى سنة واحدة فى الحكم سعوا إلى إقامة نظام حزب واحد، مثل النظام السوفيتى الذى قضى غير مأسوف عليه وسقط وسقطوا.
الرئيس عبدالفتاح السيسى ليس ابن عمّى، ولكن له فى الحكم 15 شهراً فقط؛ رأينا فيها إكمال «وصلة» قناة السويس ليصبح عبور السفن فيها باتجاهين، واكتشاف حقل للغاز فى البحر ربما كان بين الأكبر فى العالم، وحرباً على الفساد.
شركة الطاقة الإيطالية «إينى» قالت إن الحقل «ظهر» ربما كان يحتوى على 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، أو ما يعادل 5.5 بليون برميل نفط. هذا يعنى أن تصبح مصر مكتفية ذاتياً فى مجال الطاقة ومصدِّرة أيضاً.
اكتشاف هذا الحقل جعل إسرائيل تصاب بالعصبى، وفق خبر نشرته جريدة «التايمز» اللندنية، فالحقل المصرى المكتَشَف يزيد أضعافاً على حقلى ليفياثان وتامار الإسرائيليَيْن، ما جعل مؤشر الطاقة فى بورصة إسرائيل يهبط 13 فى المائة. وقد ألغى رئيس الوزراء أو مجرم الحرب، بنيامين نتنياهو، تصويتاً فى الكنيست على مشاريع الطاقة فى إسرائيل.
أقول إن شاء الله نراهم يموتون بغيظهم، فالقصة لا تنتهى هنا لأن العرض الرقمى للطاقة فى العالم الذى تصدره شركة بريتش بتروليوم يقول إن لدى مصر الآن ما يعادل 65 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهذا يعنى أن يزيد الحقل الجديد احتياط مصر بنسبة 45 فى المائة.
الحقل الجديد على عمق 13 ألف قدم تحت باطن البحر، والإنتاج منه سهل بالوسائل الحديثة المتوافرة، وقد قرأت تقديرات لخبراء تقول إن الإنتاج قد يبدأ عام 2017.
وثمة سابقة مصرية أو «نادرة» فى السياسة العربية، فقد استقال وزير الزراعة، صلاح الدين هلال، أو أقيل بتهمة الفساد وسيُحاكَم. ومثله رئيس جمعية الفساد النائب السابق حمدى الفخرانى الذى سيُحاكَم أيضاً.
فى أهمية ما سبق عودة العلاقات الطيبة مع الدول العربية القادرة، وقد سمعت بنفسى فى المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وغيرها كلاماً عن إصرار هذه الدول على عودة مصر إلى موقع قيادى ضمن المجموعة العربية، فهى أكبر دولة عربية فى عدد المواطنين، وقوتها قوة للدول العربية الأخرى، وحماية من أطماع الشرق والغرب. هذا الكلام تُرجِم عملياً بتمويل «وصلة» قناة السويس وعشرات المشاريع الأخرى من كبيرة وصغيرة، والعمل مستمر وسيعود بالخير على الشعب المصرى كله.
إذا كان لى أن أزيد شيئاً من عندى فهو أن أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بحملة شاملة على الإرهاب والإرهابيين، والرد على العنف بمثله فلا يفلّ الحديد إلا الحديد. وعندما يُهزم الإرهاب، أعود إلى المطالبة بإطلاق الحريات المدنية كلها، والإفراج عن السجناء السياسيين وبدء مصالحة وطنية. كل هذا مطلوب بعد هزم الإرهاب، والرئيس السيسى كما عرفته ديمقراطى الميول.
«الدنيا وجوه وأعتاب»، فأختتم بخبر ربما بدا بسيطاً وسط التحديات القائمة، إلا أننى قرأت أن تصنيف أيلول (سبتمبر) الحالى لأبطال لعبة الإسكواش يجعل المصريَيْن محمد الشوربجى فى المركز الأول للرجال ورنيم الوليلى فى المركز الأول للنساء، وهناك ثلاثة مصريين آخرين فى المراكز العشرة الأولى، مبروك للاعبين المصريين وبلدهم.
وأضيف على كلام الأستاذ جهاد الخازن إنجازات أبطالنا الرياضيين فى كل الألعاب الأفريقية.
الحمد لله.. ويا رب القادم يكون أفضل.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com