ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الفرس الأحمر

نسيم عبيد عوض | 2010-09-11 00:00:00

بقلم نسيم عبيد عوض
" ولما فتح الختم الثانى سمعت الحيوان الثانى قائلا هلم وانظر . فخرج فرس آخر أحمر وللجالس عليه أعطى أن ينزع السلام من الأرض وأن يقتل بعضهم بعضا وأعطى سيفا عظيما." رؤ 6: 3-4"

     فى الذكرى التاسعة لوقوع الهجوم الغادر على آلاف المقيمين بأبراج مركز التجارة العالمى فى نييويورك وعلى مبنى وزارة الدفاع الأمريكية بواشنطن سنة 2001 , ذكرى تثير فى النفس المرارة والألم, هذه الغزوات التى راح ضحيتها الآلاف من ابرياء آمنين ,و تذكرت على الفور ماورد فى سفر الرؤية عن الفرس الأحمر الذى , أعطى أن ينزع السلام من العالم , مقارنة بالفرس الأول والجالس علية هو رئيس السلام , أما هذا لينزع السلام , وأعطى سيفا عظيما , ليقتل به الأبرياء والآمنين من شعوب الأرض. فالصدمة من هول هذة الضربة كانت من هول الغدر , وكيف يمتلئ قلب بشر بهذا الحقد الأعمى والتعصب الأسود حتى ينفس سمومة ويطعن بسيف الارهاب ظهر هؤلاء الآمنين,

 وبعد ان راحت غيبوبة الصدمة , وجدنا أنفسنا والعالم كله يهب من نعاس وغفوة مصطنعة على هذا الأرهاب الأسود, وأقول غفوة غير حقيقية لأن العالم وأميركا بالذات كانوا يعلمون ان هذا العمل الشيطانى سيحدث فى أى وقت , وكان وقوعة مرتقب , فهذا الفرس الأحمر يحمل سيفا عظيما متعطشا لسفك الدماء وإشعال الحروب وقتل الأبرياء , لأنه أعطى أن ينزع السلام من الأرض, , وكقول الكتاب المقدس " ألم تأت ساعة فيها يظن ( هذا الفارس بسيفه العظيم) أن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله " يو 16!1" , وقد أتت هذه الساعة منذ زمن طويل , ويوميا يكبرون الله وفى يدهم السيوف ويقتلون الأبرياء ,

بدأ التخطيط منذ الضربة الأولى لمركز التجارة العالمى فى نيويورك والتى إنطلقت من جامع السلام (لاحظ الأسم – السلام) بجيرسى سيتى , وبقيادة الشيخ المصرى  عمر عبد الرحمن ,والتى كان يمكن أن يذهب ضحيتها عشرات الآلاف وليس 3 الاف فى الضربة الأخيرة , لانهم كانوا يخططون لنسف المبنى من القاع , وكان يجب ان تحرك هذه الضربة العالم وأميركا  لفتح ملفات الارهاب القادم من العالم الإسلامى بهدف تدمير مظاهر الحضارة فى المجتمع الأمريكى , ولكن للأسف مر الحادث مرور الكرام وحكم على الشيخ بالسجن وليس لأنه المخطط للضربة فقط ولكن لأنه عميل سابق لابد من كتم أنفاسه, وحتى بعد سجنه داوم على قيادة أعماله الأرهابية من داخل السجن حتى قبض على المحامى الدنئ والوسيط لنقل أوامره وشرائط تسجيله.

وعلى العكس تماما تمتع هذا الأرهاب وترعرع خلال الثمانى سنوات لحكم الرئيس كلينتون الذى فتح أبواب الأستثمار لرؤوس الأموال الإسلامية فى قلب المجتمع الأميركى , بينما حركة طالبان تأسس حكمها فى أفغانستان , وبينما بن لادن السعودى يجمع الأرهابيين المسلمين ويأسس هو الآخر قاعدة وامبراطورية قوية على غرار المغول فى حماية افغانستان وحكومة باكستان , ثم بدأت القاعدة توزع فروعها الارهابية على كل انحاء العالم , إستعدادا لليوم الجهاد العظيم , بينما الحكومة الأمريكية سعيدة برئيسها ومغامراته , وأقتصادها وبورصة الأوراق الماليه التى تغدق بالملايين على البشر , ومن مركز التجارة العالم الذى يدير حركة الإقتصاد فى العالم. والعجيب فى الأمر ان تقوم حكومة كلينتون بقتل ديفيد كورش وأتباعة فى ولاية تكساس لإنحرافه الدينى فقط , وتحرقهم بالنار داخل معسكرهم , وفى نفس الوقت تصدر طابع بريد أميركى وباللغة العربية بمناسبة عيد الفطر المبارك, , تذهب القوات الأمريكية لتقتل اليوجسلاف المسيحيين لأعتدائهم على المسلمين فى البوسنة , بينما هم يعدون لضرب أمريكا ورموز حضارتها.
   
  ويحضرنى قصة حقيقية كنت أحد أفرادها , وهذا موضوع لا يعرفه أحد من الأقباط هنا إلا قليلون ومنهم المهندس فايز خلة والدكتور عادل حنا _ أطال الله عمرهم – وهم شهود على قولى , وهذه القصة حدثت فى أعقاب الضربة الأولى لمركز التجارة فى 1993 , فقد إتصل بى المرحوم المهندس مراد سليمان وطلب منى الحضور لمنزله لمقابلة مجموعة من المباحث الفيدرالية الأمريكية قادميين من نيوييورك لتعيين مصريين فى هذا الجهاز الكبير والخطير, وبالفعل ذهبنا وكان حاضرا 3 من المباحث الفيدرالية , وفوجئنا بعرضهم ان نساعدهم فى البحث عن الأرهابيين المسلمين فى دائرة جيرسى سيتى ونيوارك, وكان المتحدث الرئيسى هو المهندس مراد الذى أوضح لهم أننا لا نعمل جواسيس لأحد مهما كان , وإذا كنتم تبحثون عن موظفيين مصريين فنحن موجودين , وأضاف لهم القول لنصيحتهم ان يهتموا بدراسة العقائد الإسلامية والأهتمام بالمراكز الإسلامية فى أميركا وفتح ملفات السلفية الإسلامية حتى يستطيعون مواجهة العدو الحقيقى , ولكن موظفى المباحث الفيدرالية إحتجوا بدعوى لا دخل للدين فى الموضوع, وعندئذ قال لهم المهندس مراد إذا نقفل المناقشة لأنكم لاتودون معرفة اساس الإرهاب وتودون معاملة بوليسية للمشكلة  ,ولكن ذلك مضيعة للوقت , وبالفعل أقفلت المناقشة وانصرف الجميع , وتذكرت هذه القصة ونشرتها بعد وقع الضربة الثانية ,
     
وطوال هذه السنوات وبعد فتح الملفات لأنهم ضربوا فى عقر دارهم , مازالوا هنا فى أميركا لا يهتموا بسيف الإرهاب فى العالم كله , ونحن فى مصر مثال واقعى لضربات السيف والغدر ,وفى الذكرى التاسعة  هاهو الرئيس الأميركى يقيم حفل إفطار للمسلمين فى أميركا ويؤيد إنشاء جامع قرطبة فى جوار مركز التجارة العالمى , وهاهى أميركا تعتقد الآن أنها إنتخبت رئيسا مسلما لأمريكا , وبعد مشكلة جامع قرطبة والقس الأميركى الذى يهدد بحرق القرآن فى فلوريد , ألا تستحق منا ان نكون جاهزين لحرب دينية تكتسح الأخضر واليابس , اللهم أرحمنا.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com