أكد الفريق سيرغي كورالينكو ممثل روسيا الرسمي في المركز المعلوماتي ببغداد، أن المهمة الأساسية للمركز هي الكشف عن مواقع داعش، ما سيؤدي إلى رفع درجة نوعية الضربات وفعاليتها.
وجاء حديث الفريق سيرغي كورالينكو في لقاء خاص مع مراسل قناة RT في بغداد أشرف العزاوي الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول، وفيما يلي نص المقابلة الخاصة:
سؤال - نريد أن نطلع المشاهد على الأسباب التي أدت إلى إنشاء هذا التحالف الرباعي ما بين بغداد وموسكو وطهران ودمشق؟
جواب - "بداية هو لا يسمى تحالف بمعنى الكلمة، وإنما مركز معلوماتي دولي جرى تشكيله في بغداد، مهمته الأساسية تعتبر جمع وتحليل ومعالجة وتبادل المعلومات الجارية حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق مكافحة ما يسمى "الدولة الإسلامية"، وللقيام بعدها بتوزيع هذه المعلومات، التي يتم الحصول عليها وايصالها السريع إلى هيئات الأركان في روسيا والعراق وإيران وسوريا".
سؤال - داخل هذا التحالف الرباعي وغرفة العمليات المشتركة ما هي واجبات كل طرف تجاه الطرف الآخر وما هو دور كل دولة في هذا التحالف الرباعي
جواب - "أود التأكيد بأن الواجبات المسجلة في وثيقته التأسيسية، والتي سيتم التصديق عليها في الوقت القريب هي واجبات المساواة بين كافة الجهات الأربع: روسيا وإيران والعراق وسوريا، وهذه الدول لها حقوق متساوية في هذا المركز المعلوماتي. وهو يطال، كما كنت قد تحدثت، جمع وتحليل ومعالجة المعلومات الجارية، ومن ثم نقلها من قبل الجميع لهيئة أركانهم، وهذا يعني المساواة التامة بين الجميع، حيث نقوم بتحليل المعلومات معاً، وطبقا لذلك نبني الاستنتاجات المحددة، ومن ثم نقوم بنقل هذه المعلومات كل إلى هيئة الأركان التابع له".
سؤال - سيد سيرغي، إعلان هذا التحالف أو غرفة العمليات المشتركة جاء قبل أيام قليلة من بدء الحرب من الجانب الروسي على تنظيم داعش في الأراضي السورية عبر توجيه ضربات جوية مكثفة على معاقل التنظيم، إلى أي مدى تشترك غرفة العمليات الرباعية المشتركة في تقديم المعلومات الاستخبارية لسلاح الجو الروسي وهل غرفة العمليات المشتركة بإمكانها أن تدير دفة المعارك ضد تنظيم داعش؟
جواب - "المهمة الأساسية، التي لأجلها تم تشكيل هذا المركز، هي بالطبع كشف مواقع المنظمة الإرهابية أو ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية"، ومن الطبيعي أن هذه المعلومات سوف يجري نقلها أيضا، خلال العمل وكشف المواقع التابعة لهذه المنظمة الإرهابية على الأراضي السورية، إلى مقر الأركان السورية ومقر الأركان الروسية، وهذا بدوره، بشكل عام، سيعمل على رفع درجة نوعية الضربات وفعاليتها، ولكن داعش له وجود كما على الأراضي السورية وأيضا على الأراضي العراقية، لذلك الحديث يدور عن جمع المعلومات كما على الأراضي السورية، كذلك على الأراضي العراقية، والمعلومات التي ستستنتج سيتم نقلها أيضا إلى مقر الأركان العراقية، مما سيسمح بدوره بإنجاح العمليات على الأراضي العراقية أيضا".
سؤال - وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أوضح بأن واشنطن سوف تقوم بالتنسيق مع وزارة الدفاع الروسية في عملية تبادل المعلومات ومواجهة تنظيم داعش، هل يمكن أن يكون هناك تعاون في تبادل المعلومات الاستخبارية بين التحالف الرباعي والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن؟
جواب - "من الطبيعي، وطبقا لإعلانات مسؤولينا، وجود تبادل للمعلومات على مستوى القيادة العسكرية بين بلداننا، وكنت قد أكدت أن المركز يقوم بنقل المعلومات للجهات الأربع المكون منها عن طريق المختصين الذين يدخلون في هذا المركز، وبعد ايصال المعلومات إلى مقر الأركان الروسية، ومن ثم بقرار من رئيس الأركان يتم الاتفاق حول المعلومات الضرورية لتبادلها بهدف انجاز كافة الأطراف المهمات بأفضل ما يمكن".
سؤال - الجانب الروسي الآن وجه ضربات على تنظيم داعش في الأراضي السورية وهناك معلومات تتحدث على أن الجانب الروسي وبموجب التحالف الرباعي ما بين العراق وروسيا وايران وايضاً سوريا سوف يقوم بتقديم الدعم للجانب العراقي من خلال تقديم المعلومات الاستخبارية بالإضافة إلى تقديم الدعم في مجال التسليح. هل يمكن أن نشهد خطوات أخرى على سبيل المثال توجيه ضربات على تجمعات داعش أو معاقل داعش في العراق ايضاً؟
جواب - "مثل هذه القرارات تتخذ من قبل الحكومة العراقية والحكومة الروسية، وهي لا تدخل ضمن صلاحيات المركز، ومن جهتنا يجب أن تكون في إطار القانون الدولي".
سؤال - سيد سيرغي، حسب المعلومات المتوفرة لديكم، إلى أي مدى سوف تسهم الضربات الجوية الروسية في تحجيم تنظيم داعش داخل الأراضي السورية وهل هناك خطة موضوعة لتأمين الحدود الرابطة بين العراق وسورية أو ضرب خطوط الإمداد التابعة لتنظيم داعش والممتدة من الرقة ودير الزور السورية باتجاه الأراضي العراقية في محافظتي الأنبار ونينوى؟
جواب - "مما لا شك فيه أن توجيه الضربات يعتبر فعال، وسوف تعمل هذه الضربات على قطع خطوط الامداد وستقلص الاحتياطيات من المواد وستكبد مواقع ما يسمى "الدولة الإسلامية" خسائر فادحة".
RT
سؤال - المعلومات المعلنة تؤكد أن أحد أهداف هذا التحالف الرباعي هو تتبع خيوط الإرهاب بالإضافة إلى كشف امتدادات داعش في المنطقة، هل سيكتفي هذا التحالف الرباعي بعملية كشف الخيوط وامتدادات هذا التنظيم المتطرف أم أنه بالإمكان اتخاذ خطوات أخرى باتجاه الأطراف الداعمة للإرهاب؟
جواب - "بلا شك، أن عمل كافة الأطراف الأربع معا، وهذا يعني عمل استخبارات الدول الأربع معا، ومعا كذلك سوف يحصلون على المعلومات، ومعا سوف يحللونها، فمن الطبيعي أن هذا سيكون فعالا بأضعاف المرات فيما لو كانت دولة واحدة تقوم بذلك، ولذلك نحن واثقون بأن عمل هذا المركز سيكون فعالاً".
سؤال - من خلال هذا التحالف الرباعي وغرفة العمليات المشتركة هل توصلتم إلى نتائج تتعلق بنقاط قوة وضعف تنظيم داعش سواء في العراق أو سوريا وهل وضعت معالجات مشتركة حول هذه النقاط؟
جواب - "طبعا، ولهذا الهدف كان قد تأسس هذا المركز المعلوماتي.. في الوقت الحالي لقد رتبنا الاتصالات وبدأنا العمل مع الجهات الإيرانية والعراقية والسورية، وبدأنا أيضا تبادل الآراء بما في ذلك ذات الصفات العسكرية والضرورية للعمل، ولقد تم نقل جزء من المعلومات إلى هيئات الأركان".
سؤال - هنالك أنباء ومعلومات كثيرة تحدثت عن أن عملية تدفق المتطرفين باتجاه الأراضي السورية ومن ثم الأراضي العراقية للتحالف مع تنظيم داعش تجري عبر الأراضي التركية وربما هذه النقطة لا تزال – حسبما يعلن – تمثل أحد أهم نقاط القوة لهذا التنظيم المتطرف، هل هناك رؤية مشتركة لدى التحالف الرباعي وهل وضعتم معالجات لحل مشكلة تدفق المتطرفين باتجاه الأراضي السورية والأراضي العراقية أيضاً؟
جواب - "في الدرجة الأولى، يجب أن نعمل على الكشف عن هذه القنوات، ومن ثم وبالاشتراك مع أصدقائنا وكافة الدول ذات المصلحة، سنعمل على قطع هذه القنوات".
سؤال - سيد سيرغي، هل يمكن لجبهة التحالف الرباعي بين بغداد وموسكو ودمشق وطهران أن تتوسع وبإمكانها أن تضم مثلاً أطراف دولية أخرى؟
جواب - "أود التأكيد بأن هذا المركز المعلوماتي لا يعتبر مخصص فقط لأربع أطراف، وإنما نأمل أن ينضم لعملنا دول أخرى، والتي لها مصلحة في القضاء على داعش، ولذلك نحن مقتنعون بأنه سينضم إلينا دول أخرى وسيصبح عملنا أكثر فعالية".
سؤال - السقف الزمني لهذا التحالف هل ينتهي بالقضاء على تنظيم داعش أم هو تحالف استراتيجي طويل الأمد بين الأطراف الأربعة؟
جواب - "مهمتنا اليوم، هي القضاء على هذا الشر الكبير (أي المنظمة الإرهابية ما يسمى "الدولة الإسلامية")، وبعد انجاز هذا الهدف سوف نجلس معا ونقرر انجاز أمرا آخر، وأنا واثق من أنه في المستقبل سوف نتعاون ليس بين هذه الدول الأربع المشاركة في المركز الاعلامي فحسب وإنما مع كل الدول، التي لها مصلحة بالسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، المهم، هو أن نستطيع تقديم العمل معا بحيث تحصل كافة الدول في هذه المنطقة على السلام والازدهار، ولكي يستطيع كل إنسان في بغداد، وهذه المنطقة أن يتحرك بأمان فيها، ولكي يستطيع الأطفال الذهاب إلى المدرسة بأمان، وأيضا لكي يستطيعوا إقامة الأفراح بأمان، ولكي يعم الأمان والاستقرار في هذه الأرض".
سؤال - وفقاً للمعلومات الاستخبارية المتوفرة لديكم، أين سيتم القضاء على داعش بشكل أسرع، على الساحة العراقية أم على الساحة السورية أم أن الحرب ضد الإرهاب ستطول كما تعلن واشنطن بشكل مستمر؟
جواب - "سوف نسعى للقضاء على التنظيم في العراق وسوريا بنفس الوقت وبفضل جهود كافة أصدقائنا والمجتمع الدولي بأكمله".
سؤال - هنالك من يسأل، لماذا اختار الجانب الروسي توجيه ضرباته الجوية على تنظيم داعش في الأراضي السورية دون توجيه ضربات مماثلة إلى معاقل التنظيم داخل الأراضي العراقية؟ هل هذا الموضوع يتعلق بحسابات ميدانية وبحسابات المعارك أم أن هناك حسابات أخرى؟
جواب - "لقد قلت إن مثل هذه القرارات تقع ضمن صلاحيات حكومات الدول كما في روسيا كذلك في العراق.. مهمتنا تكمن في جمع وتحليل المعلومات، وطبقاً لذلك فإن مثل هذه القرارات لا يحق لمثل هذا المركز أن يتخذها".
سؤال - سيد سيرغي، يبدو أن هناك زحام في الأجواء السورية هذه الفترة لاسيما وأن هناك ضربات جوية روسية على معاقل تنظيم داعش داخل الأراضي السورية وأيضاً في نفس الوقت هناك ضربات وغارات للتحالف الدولي الستيني بزعامة واشنطن على معاقل التنظيم، هل هناك عملية تنسيق ما بين العمليات العسكرية الجوية الجارية في الأراضي السورية أم أن كل طرف يعمل بمعزل عن الآخر؟
جواب - "هذه المسألة قائمة والوزارات العسكرية للدولتين يعملون اليوم على حلها.. جرى إقامة اتصالات هاتفية مباشرة بين وزيري الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والعسكريين في الدولتين لديهم الامكانيات لتنسيق عملهم".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com