ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"الدولة الإسلامية".. الهيكلية والاقتصاد

روسيا اليوم | 2015-10-03 17:20:26

 تستمر العملية الجوية الروسية في سوريا ضد "داعش" وردود الفعل الدولية متضاربة إزاءها، فيما تتواصل التكهنات حول سر بقاء هذه التنظيم. 

الاستخبارات الأمريكية تُكذب البيت الأبيض: روسيا تقصف الإرهابيين في سوريا 
 
 المقاتلات الروسية تستهدف معاقل "داعش" في الرقة وحماة وإدلب 
وعليه، فقد أصبح اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على كل لسان في العالم، وصارت الأحرف الأولى من كلمات تسمية هذا التنظيم  مصطلحا مختصرا ودارجا، هو في العربية على سبيل المثال "داعش".

ولادة "داعش"
وبالعودة إلى نشأة "داعش" نرى أن بداياته الأولى جاءت بعد أن حشدت 11 جماعة إسلامية سنية متطرفة تحت كنف "فرع" تنظيم "القاعدة" في العراق. وكالة "تاس" الروسية للأنباء تعيد للأذهان في ملفاتها أنه وبعد مبايعة أبو بكر البغدادي أميرا لـ"الدولة الإسلامية في العراق"، والمدرج على القائمة الأمريكية لأخطر الإرهابيين، أعلنت استخبارات واشنطن جائزة نقدية قدرها 10 ملايين دولار لقاء رأسه.
 
طموحات التنظيم عندما كان يخطو خطواته الأولى كانت تقتصر على إدارة المناطق السنية في العراق، ولكن بعد انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي من هناك.
 
وفي 2013 التحق "فرع" تنظيم "القاعدة في سوريا"، أي "جبهة النصرة"، التحق بـ"الدولة الإسلامية في العراق" ليتمخض عن هذا التحالف ما بات يعرف اليوم بـ"داعش".
وبعد ذلك اتسعت أطماع التحالف الإرهابي الجديد لتشمل "الشام"، إلا أن وحدة الصف والشراكة بين أجنة "القاعدة" لم تدم طويلا، وإن كان الثمن هو مشروع مشترك، في دولة "إسلام" تمتد من العراق إلى الشام. واستمر التخبط في صفوف هذا حتى أن خلص الأمر إلى إعلان زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري في نوفمبر/تشرين الثاني عن حل "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وولادتها ميتة.
وقررت فلول "داعش" المنحل بقرار من الظواهري على خلفية ذلك عدم التفريط باسم "الدولة الإسلامية" التي ذاع صيتها وآثرت الاستمرار في نشاطها بعد أن سلخت عن جلدها "جبهة النصرة" وأبعدته عن صفوفها، ما اضطر الظواهري فيما بعد إلى الإعلان عن براءة "القاعدة" من "داعش" الذي صار أشهر من نار على علم في جميع أصقاع الدنيا.
 
وفي صيف 2014 أعلن "داعش" عن تبديل اسمه في خطوة ترويجية جديدة منه، وسمى دولته "خلافة" بزعامة أبو بكر البغدادي أو اختصارا "الدولة الإسلامية" في المناطق الخاضعة لمسلحيه.

مصادر التمويل
وبين أهم التكهنات حول سيرة ومسار "الدولة الإسلامية"، هو السؤال عن موارد بيت مالها، في وقت يجمع فيه المراقبون والعارفون على أنها غدت "أغنى" تنظيم إرهابي في العالم.
 
ففي هذا الصدد تقدر أموال "الدولة الإسلامية" بزهاء 7 مليارات دولار، وصارت اليوم بعد أن استولت الصيف الماضي على الموصل تسيطر على مساحات بين سوريا والعراق تفوق مساحة بريطانيا بأكملها. و"الغزوة" الأبرز لمسلحي "الدولة" في الموصل عادت عليهم بسبائك ذهبية "اغتنموها" من فرع البنك المركزي العراقي في الموصل قدرت قيمتها بملياري دولار.
 
صحيفة "كوميرسانت" الروسية وفقا للمواد المتوفرة لديها ترجح أن يكون التنظيم قد استولى في سوريا على حقول وآبار نفطية تدر عليه 44 ألف برميل من النفط يوميا، إضافة الى آبار تنتج له نحو 4 آلاف برميل يوميا في العراق، ليصل إجمالي ما يعود على "الدولة" إلى جانب مبيعاتها من الغاز إلى حوالي مليون دولار يوميا.
 
وعلاوة على ذلك تشير الصحيفة إلى أن عائدات "الدولة" لا تقتصر على ذلك فحسب، بل تجني حوالي 50 مليون دولار سنويا من منجم فوسفات عكشات في العراق ناهيك عن عائدات مجمع الأسمدة في القائم الذي قد تصل إلى 300 مليون دولار سنويا.
 
وفضلا عن مصادر التمويل هذه فرض إرهابيو "الدولة الإسلامية" الضرائب وأقروا الجزية "على المشمولين بها" في المناطق الخاضعة لهم، ثم شرعوا الرسوم على جميع أنواع العمليات التجارية والمصرفية، كما يعكفون على جباية الرسوم الجمركية على "بواباتهم الحدودية".
 
وبين عائداته كذلك تشغل أعمال النهب والسطو والجريمة المنظمة حيزا "لا بأس به" يدر على التنظيم أرباحا طائلة، أسخاها تلك الناجمة عن بيع الآثار ومحفوظات المتاحف في مناطق سطوته، حيث تشير "كوميرسانت" إلى أن لصوص التنظيم الذين نهبوا متاحف حلب، على سبيل المثال التزموا بتسديد 20 في المئة من أثمانها لإدارة "الدولة" المالية.
 
ووصلت أعمال نهب الآثار والمتاحف التي يديرها عناصر التنظيم حسب "نيويورك بوسط" إلى حد اضطر "مكتب التحقيق الفيدرالي" الأمريكي إلى تعميم نشرات خاصة على مشتري ومقتني التحف استنادا لمعلومات موثقة حول ظهور تحف وآثار سورية وعراقية راجت مؤخرا في أسواق التحف الأمريكية، وأن قيمة هذه الموجودات تقدر في السوق السوداء بمئات ملايين الدولارات.

التسليح
وفيما يتعلق بمصادر السلاح، وهو الأهم فإن العراق كان قد أنفق خلال فترة الاحتلال الأمريكي منذ عام 2003 زهاء 15 مليار دولار على تسليح جيش العراق "الديمقراطي الجديد". وبعد حشد "الدولة الإسلامية" مسلحيها واجتياح العراق في يونيو/حزيران 2014 تمكنت من الاستيلاء على معظم أسلحة الجيش العراقي بعد أن أخذ عناصره يفرون بالآلاف أمام زحف "الدولة" تاركين وراءهم أسلحتهم وعتادهم لقمة سائغة للمسلحين، كما حاز التنظيم على مئات العربات والآليات الخفيفة والثقيلة التي اشتراها العراق من واشنطن لجيشه.

 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com