بقلم: عـادل عطيـة
بئر الماضي عميقة جداً، كتب توماس مان ذات يوم!
من هذه البئر العميقة، صعد كوجه لوجه في الظلام، مغلفاً نفسه باسم مستعار.. لا يستطيع أحد مقاومته!
فمن يقاوم حزب يعلن عن نفسه، أنه حزب النور: نور الإسلام، ونور محمد، ان لم يكن يضمر في نفسه أنه نور الله نفسه؟!..
ها هوذا يصول ويجول في عقولنا، جاعلاً من نفسه نبياً على حياتنا، وواضعاً مستقبلنا الأبدي على فمه!
مستهتراً بدور الله الرئيسي في حفظ كلمته، وبدور الأزهر في رعاية رعيته، والتشكيك برأي معهد جالوب الأمريكي، الذي أكد على حقيقة أن إيماننا هو تاريخنا الأقدم، أقدم من الكتب والدساتير، حين أعلن في استبيانه: "ان مصر تحمل المرتبة الأولى عالمياً في التدين"!
من يثق في حزب يستطيع المرء أن يقرأ في تصريحاته مدى اتكاله على الكذب؛ فلطالما نعت شركاء الوطن بالكفر، وبصق على صليبهم الذي ينطق بمسيحيتهم، ثم يشد يده على يدهم، خافياً ايمانه وهويته، خوفاً على حياته البرلمانية؟!
ومن يثق في حزب يبني ملكوته الأرضي على أن الكل كافر على بطاقة الهوية، وعلى صلوات التكبير على الرؤوس الذبيحة، والترحيب بأخوّة الشر عابري الحدود؟!
ومن يثق في حزب يحاول العدو بنا إلى أسفل، بالمعاكسة لحركة التاريخ، ودوران الأرض حول الشمس، جاعلاً عقيدته من الله خطراً على المجتمع؟!
فكما يأخذنا النهار إلى الليل، وكما يقودنا النور من مكان مضيء إلى مكان مظلم، هكذا سيفعل حزب النور بنا؛ حين نخضع، ونسلمه دفة حياتنا؛ فنصل إلى ليل لا أمل في أن يغطيه نور النهار، مع إيماننا بأن النور يبقى نوراً!...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com