بقلم: مينا ملاك عازر
انتخابات مجلس النواب يهجرها الشعب المصري بكثير من الحكمة، ينزل للانتخاب من يعرف من ينتخبه، أما لو نزلوا فقط للنزول فهو حقاً شعب لا يستحق أن يكون شعب مصر، ولأن شعب مصر لا يطبل مثلكم يا كريمة المجتمع والباحثين عن رضا السلطة.
المرشحون لم يعرفوا كيف يستنفروا همم الشعب لينزل لهم، ولما راهنوا على الرئيس السيسي - في المرة الأهم- أن يخاطب الشعب بالطريقة التي اعتادها منه والتي يتجاوب معها، قرر السيسي أن يغير اللغة وخاطبهم بعيداً عن الارتجال المعتاد منه فلم يتأثر به أحد عندما طالبهم بالنزول لكني لم أشعر أن ذلك كان مطلباً ملحاً لديه بالمقارنة بطلبه النزول للتفويض في يوليو من عام 2013، فهو ليس متحمس لمجلس النواب لسبب لا أعرفه، لا أجزم بهذا الشعور ولكنه شعور موجود، ويبقى السؤال، لماذا تخلى السيسي عن ارتجاليته وقراء من خطاب مكتوب مع أنه حتى في افتتاح قناة السويس - ذاك الحدث الرسمي- تخلى عن رسمية الخطاب ونصه وارتجل!؟.
الرئيس قلق من فوز السلفيين، والشعب رغم قلقه يبدو أنه غير متحمس لمنعهم، فهو لا يمانع أن يصدرهم للرئيس ليعرف ماذا تُقدم له حكوماته المتعاقبة وأمنه المتراخي بتعاونهم مع السلفيين، يبدو أن الشعب يعاقب الحكومة بطريقة عليَ وعلى أعدائي، دلوقتي جايين تفزعوننا من السلفيين، وإنتم بتتحالفوا معهم، وبتصدروهم المشهد ماحلتوش الأحزاب الدينية بتاعتهم ليه!؟.
هي طريقة خاطئة لا جدال، لكنني لا أظن أن النور السلفي سيتسيد الموقف على نور مصر، فشعب مصر قادر أن يفعلها بحكمة يضع السلفيين مسمار في كرسي الحكومة يؤرقها ويقلق منام الرئيس الذي ترك أجهزة الدولة تُخدم على السلفيين.
أطالب الشعب أن يعوض ما جرى في المرحلة الأولى بغض النظر عن النتيجة وينزل بكثافة أعلى لكنني أحترم اختياراته، وأتفهم أنه لم يجد ما يجذبه ومن يخاطبه بطريقة الرئيس السيسي الجاذبة له، فالعيب في المرشحين وليس في الشعب يا طوال اللسان، يا من تهينوا الشعب، فمن قال أن شعب مصر شعب المتغطي به عريان هو ومن مالئهم طوال ثلاثين سنة هم إللي عرونا، وجعلونا في هذه المواقف المحرجة، قلقين من السلفيين الخونة حين تركتم الشعب فريسة للجهل الذي يستثمره السلفيون.
وأما الذي يقول أن الشعب كسر قلب من فوضناه، فأحب أقول له، وليه ما تقلشي إن هناك من كسر قلبه وكسر قلب الشعب بتركه لحزب النور السلفي ينزل الانتخابات وعلى كل حال مسألة كسر القلب دي محتاجة مقالة تانية إن شاء الله تتنشر يوم السبت القادم.
المختصر المفيد شعب لم يعد يستجيب لكل ما يطلب منه، هذا مؤشر للرئيس أن طلباته لم تعد أوامر وعليه أن يبحث لماذا حدث هذا
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com