بقلم: سحر غريب
حتي وقت قصير كان اسم "أحمد" الحركي بين أفراد العائلة هو تاكسي. فكانوا ينادونه بتلقائية تعالي يا تاكسي..روح ياتاكسي..إتلهي علي عينك ياتاكسي..حتي تمرد تاكسي علي لقبه القديم عندما قرّر أن يتزوج من فتاة لا تعرف حكاية تاكسي.
وتاكسى هو لقب حصل عليه "أحمد" بمجهوده الفردي ودون مساعدة من أحد. وتعود جذوره إلي خمسة وعشرين عامًا للوراء، حين كانت أم "أحمد" تعجن العجين بكلتا يديها حتي أتاها المخاض فجأة ودون سابق إنذار، وكانت ساعتها وحدها في البيت؛ فاستعانت بـ"أم حنفي" جارتها، فخرجتا معًا لاستقلال اتوبيس هيئة النقل العام الذي تأخرعن الوصول كالعادة، فاضطرتا التضحية بجوز من الجنيهات لكي تستقلا تاكسي حتي تصلا إلي المستشفي قبل ميعاد نزول رأس الجنين.
وفي التاكسي حصلت المعجزة، وانزلق "أحمد" للنور من داخل بطن أمه بسهولة ويسر..وعندما سمع سائق السيارة الأجرة صوت الطفل الوليد، أخذ يزبد ويرغي ويسب ويلعن الساعة التي قرّر فيها أن يكون فيها شهمًا، ويقف فيها لتلك المرأة التي تلد: كانت ساعة سودة، ياريتني كنت مشيت من شارع الكمين ولا مشيتش من شارعكم، الفرشة لسة جديدة يا مدام.
لم ترد عليه أم "أحمد" علي الإطلاق، ولم تستوعب شتائمه أو سبب حزنه. فلحظاتها كانت حرجة، وطفلها قد تدحرج إلي النور في التو والساعة. ولكنها اكتفت بالابتسام وقالت: ها اسميه تاكسي علي اسم عربيتك.
ومن هنا التصق لقب تاكسي بـ"أحمد" ابن الست "أم أحمد"..ألم أقل لكم بأن "أحمد" حصل علي لقبه بمجهوده الفردي، ودون حاجة لوجود داية أو طبيب؟!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com