وهانت عليه العشرة، وما تهون العشرة إلا على ابن الحرام، وولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة، فأقام الشاب السيساوى على زوجته الإخوانية دعوة «نشوز»، واتهمها بالعصيان الزوجى، والتخطيط لتجمعات، والمشاركة فى مظاهرات تدعو لزعزعة الاستقرار داخل مصر والقيام بأعمال تخريبية.. هذا ما جاء على لسان الزوج المفجوع فى زوجته الإخوانية بعد 9 أشهر زواج، وهذا وارد فى محرر رسمى، فى دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة.
أول مرة فى حياتى أطالع دعوى «نشوز» مبنية على أسباب سياسية، على الأخص «أسباب إخوانية»، مفردات عريضة الدعوى تشبه محضر تحريات حرره ضابط مباحث مجتهد فى عمله، أو وكيل نيابة يطبق حرف القانون على الورق، ناقص الزوج يرشد المباحث على مكان السلاح المخزن فى حجرة الغسيل.
ما ورد فى أوراق الدعوى رقم 2897 لسنة 2015 التى أقامها زوج ضد زوجته أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، من اتهامات سياسية وإرهابية ليس هيناً ولا ليناً، ولا يجب التعامل معها بخفة أو باعتبارها قضية نشوز عادية، هذه سابقة خطيرة، ولو استفحلت ظاهرة الطلاق لأسباب إخوانية تبقى مصيبة.
ماذا تفعل لو اكتشفت إذ فجأة أن زوجتك إخوانية وتخونك مع الجماعة، وتكتب بوستات عنف وتحريض وتظاهر، والخطير ليس كونها زوجة نكدية بل تزعزع الاستقرار، يا ساتر، زوجة تودى الليمان، مثل هذه الاتهامات الزوجية أخشى أنها تروج الآن، والأرض جاهزة، مبللة بالغضب والكراهية للإخوان.
الدعوى تؤشر بأن الروابط العائلية والأسرية تأثرت بشدة بما فعله الإخوان، أخشى أن تصير الإخوانية حجة جاهزة للطلاق، أو يرمى الزوج على زوجته يمين الطلاق لإخوانيتها، أو تقيم الزوجة دعوى خلع على زوجها ليس لبخله أو لضعفه بل لإخوانيته.
من دليل الطلاق الزوجى، أسهل طريقة للخلاص من زوجتك النكدية الإبلاغ عنها بأنها إخوانية، إرهابية متنكرة فى صورة فيسبوكية، وأسهل وسيلة للخلاص من الزوج «اللعبى» الإبلاغ عنه بالإخوانية، عضو فى اللجان النوعية، الإخوان للأسف خلفوا فى قعور البيوت المصرية ميراثاً ثقيلاً من الغل والحقد والثأر والكراهية، بذروا بذور الشقاق، فرقوا فى المضاجع بين المرء وزوجه، وألزموا المرء أن يفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
هذا ليس تزيداً، والجميع يعرف، ويدفن رأسه فى الرمال الناعمة، ويرى ويغض البصر، ويسمع ويصم أذنيه، ويشم رائحة الشياط تنبعث من تحت الأبواب المغلقة على من فيها وما يتعمل فيها، والكل سادر فى غيه، لكنها الحقيقة المرة.
الميراث الثقيل لخروج الإخوان على الشعب هو تمزيق مؤلم للنسيج المجتمعى، كم من عائلات طيبة تمزقت، وكم من زيجات مبشرة تصدعت، وكم من صلات رحم تقطعت، وكم من صداقات عمر صارت تحمل كراهية طول العمر، أسوأ ما خلفه الإخوان انهيارات وتصدعات وتشققات فى البنية الأساسية الطيبة للمجتمع المصرى.
للأسف، الإخوانى صار فى أهله منبوذاً مكروهاً مذموماً، وصار الأب فى عيون ابنه خائناً عبداً خانعاً، تخيل كيف ينظر الإخوانى لأهله، أنجاس مناكيد، يقرعون بالعصا، ويتعاطى بشأنهم فتاوى ضلال من مشايخ الحرام، يحرمون الطعام مع الأهل أو السلام عليهم أو الزواج منهم، فتاوى تنصح بالهجرة والفراق وقطع الصلات والأرحام.
الخطورة ماثلة فى أوراق الدعوى التى نشرها «اليوم السابع» إذا صح زعم الزوج بأن زوجته إخوانية، وخلية نائمة جنبه فى سرير الزوجية هل هذا سبب كاف للطلاق، وإذا كذب الزوج فى الدعوى تغطية لخياناته الزوجية، فهل صارت الإخوانية تهمة فى دعاوى الأحوال الشخصية والخيانات الزوجية!!.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com