بقلم : لطيف شاكر
أعرب قداسة البابا شنودة الثالث، عن أسفه الشديد لأي جرح لشعور المسلمين، وقال: "أنا آسف جدًّا لأن يحدث جرح لشعور إخواننا المسلمين.. نحن مستعدون لترضيتهم بأي طريقة لأن علاقتنا مع المسلمين علاقة طيبة وقوية".
الاعتذار كلمة سامية تدل عن الأخلاق العالية و الضمير الحيّ الذي يتمتع به من يتحلي علي قدرة الاعتذار , انها فضيلة تسامح لايقدر عليها الا من تعلم التسامح انها ثقافة حضارية لايملكها سوي المستنيرين ومحبة قوية لمن تمليه عليه عقيدته وشجاعة ادبية للمرهفين الحس وقوة روحية مستمدة من التعاليم السامية وتذكية سماوية للروحيين والمتصوفيين واخيرا هي بلسم للجراح ومخمدة للنيران ومطفئة للهيبها "كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه في الطريق".مت 25:5
وقد تهلل قلبي وفرحت نفسي بهذه الكلمة السحرية التي اثلجت الصدور وداوت الجروح وطيبت الخواطر"ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس "رو18:12
الاعتذار الذي قدمه قداسة البابا عما بدر من الانبا بيشوي من كلمات اعتبرها المسلمون جرحا لعقيدتهم ومساسا بكتابهم , واخذ البعض بصب اموال النفط علي نار التظاهرات علي نار التظاهرات وقاموا بتصعيد الامور حتي وصلت الي مجمع البحوث الاسلامية وادانوا الانبا بيشوي عن اقواله ولنا وقفة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن عمد وعن قصد فالجهل شيمتهم والكذب ديدنهم ونسوا وتناسوا شتائم وقباحات واهانات العوا والبشري وعمارة والنجار وابو اسلام وشيوخ الفضائيات وكتاب الصحف والمجلات والمذيعين والمذيعات والمفتيين والمفتيات والداعي والداعيات الاحياء منهم والاموات, واغمضوا عيونهم عما اقترفه اباؤهم واجدادهم بذبحنا وسبينا وتسخيرنا.......الخ وليته تاريخ مضي فنتأسف له عن استحياء. ولكنه حاضر استمر وبقي وبدون استحياء .....
وقد يسأل احدنا لماذا نعتذر
ومن يعتذر لمن ؟؟؟؟؟؟؟؟
و من المخطىء بحق من ؟؟؟؟؟؟؟
ومن الذي عليه الأعتذار ؟؟؟
من هو الذي عليه الإعتذار و لمن عليه الإعتذار ؟
من سعتذر لمن علي المذابح العديدة و الدماء المراقة من الزاوية الحمراء حتي نجع حمادي مرورا بالكشح والفكرية وابو قرقاص والزقازيق ...الخ
من يعتذر لمن عن خطف البنات وعندما يحتج ناسهم يذوقون كئوس العذاب ويتهموا بانهم رؤوس فتن.
من يعتذر لمن عن الشتائم والقباحات التي تملأ وسائل الاعلام والميديا بانواعها حتي ان كثير من المسلمين الحكماء كتبوا معترضين عن هذه السفالات .
من يعتذر لمن عن حرق الكنائس وتدمير بيوت الاقباط ومنع بناء بيوت الله
من يعتذر لمن عن...وعن ...وعن...الخ
هل اجد اجابة لدي العقلاء ؟؟
هذه هي مصر الان مصر الاخوان مصر الوهابية مصر الاسلامية كما يدعي مجمع البحوث
الإعتذار فيها مفقود ، الكرامة فيها مسلوبة
الحق فيها مخدوع و الحياة فيها مذبوحة ،
الباطل فيها مرفوع و الحقيقة فيها مطمورة
القاتل فيها ضحية و المقتول فيها طاغية
العزة فيها مفقودة و الوطنية فيها معدومة
الصدق فيها ممنوع و النميمة فيها مشروعة
و السلام على وطن أبناءه يتقاتلون لأجل مصالح مشايخهم وامراءهم ودعاتهم متناسيين مصلحة وطنهم وعائلاتهم ومستقبلهم....
السيد المسيح يصرخ فينا " احبوا اعداءكم باركو لاعنيكم احسنوا الي مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسئون اليكم "مت 44:5
كيف ياربي: " من لايحب اخاه يبق في الموت كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس.وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه. ايو 15:3
كيف ياربي: ها أنا أرسلكم كحملان وسط ذئاب " ( مت 10
كيف ياربي: في العالم سيكون لكم ضيق،لكن ثقوا، أنا قد غلبتُ العالم يوحنا 16: 33
كيف ياربي لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتألموا لاجله. فيلبي1 :30
كيف ياربي : طوبي لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة كاذبين من اجلي مت11:5
كيف ياربي: مااضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الي الحياة وقليلون هم الذين يجدونه مت 14:6
كيف ياربي: ويقتلون منكم وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمى " ( مت 10 : 22 )
ومع هذا اعتذر قداسة البابا حتي لايزيد التأزم في العلاقات، سواء بين الأصدقاء أو الأحبة , كلمة بسيطة وسهلة لها وقع كبير علينا وعلى تصحيح العلاقة بين اخوة الوطن .
الاعتذار فضيلة وشجاعة ولا ينقص من قيمة الإنسان، بل هو أكبر دليل على حب استمرار العلاقة والحرص على نصاعتها، وخصوصاً بين جناحي الدولة,,, لماذا لايسود مبدأ الاعتذار عندما يقترف أحدهما خطأً بحق الطرف الآخر؟ لماذا الكبرياء والغرور والتعالي وعدم المقدرة على التفكير السليم ... الكبرياء لا يحل الإشكال بل قد تتصاعد المشاكل وتتوتر العلاقة وقد تؤدي إلى التهاب الموقف، والتعالي لامعني له خاصة لو كان كاذبا وليس له اساس, وكلمة آسف تنفس الغضب وترفع العتب، و تطيح الحطب.
فالاعتذار يعيد للعلاقة قوتها وسخونتها ويجعل الطرف الآخر بخجل اذا كان عاقلا.....
اذا كان الاعتذار سيعيد قوة العلاقة بين جناحي الوطن فلا مانع منه ،. صفاء العلاقة الإنسانية بحاجة إلى جهد وبحاجة الى قوة في معرفة الآخر وثقافته وتشخيص الخطأ، ولو كل طرف استطاع أن يراجع ما قام به لتمكن من تصحيح العلاقة وإرجاعها الى وضعها الطبيعي.
البعض يرتكب الأخطاء دون ان يشعر بذلك وقد يكون ذلك لتفاوت درجة الإحساس، فالبعض لديه إحساس مرهف ويحرص على عدم الإساءة للآخر، والبعض عكس ذلك حيث يغلب على حياته العنف وعدم الاكتراث بما يقول ولا يبالوا بشركائهم في الوطن .
وفي نفس الوقت النظرة التعصبية لدى البعض كثيراً ما يجعلهم يفسرون تصرفات الآخر من منطلقات خاطئة ومن ثم نجدهم يتخذون موقفاً متأزماً إيماناً منهم بأن ثمة خطأ ارتكب بحقهم والمثل يقول حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتربص لك الخطأ..
الشعب الان يمر بظروف نفسية قاسية نتيجة الفساد العام والجهل والمرض والفقر المضجع، فقد يتضايق الإنسان نتيجة للمواقف المتشددة والمتزايدة عليه فينتهز الفرصة للهجوم علي الطرف الآخر لانه الجانب الاضعف, ولكي ينال من الحكومة( ميقدروش علي الحمار فاكتفوا بالبردعة)
لماذا تركنا العتاب والتفاهم والاعتراف والتواضع، وذهبنتم الي التهديد والوعيد وتفوهتم باقذر الشتائم والتنديد "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم "
علاقاتنا الإنسانية بحاجة إلى مراجعة بين فترة وأخرى، وعلينا أن نبذل الجهد في تفهم ظروف الآخر وإذا ما ضمنا المكاشفة في علاقاتنا الإنسانية فإننا نضمن استمرارها ونضمن استمرار العاطفة التي تحيي علاقاتنا البشرية.
والي قداسة البابا اسمح لي ياسيدي ان انحني بهامتي امام حكمتك الرصينة واعتذارك الشجاع..
لكن هل من معتذر لنا ..اقرأوا التاريخ الاسود المخضب بالدم ستجدوا اسبابا كثيرة للاعتذار وفرص عديدة للتأسف.. لماذا لاتعتذروا عن مايقوله شيوخكم ودعاتكم من اهانات كل يوم صباحا ومساءا, وارجو ان يفتح الرب عقولكم واذانكم وعيونكم وتشهدوا بالحق وتميزوا من يعتذر لمن !!!!
كتب لؤى على في اليوم السابع :بالرغم من إصدار مجمع البحوث الإسلامية بيانا أمس للرد على تصريحات الأنبا بيشوى اتسم بالحدة، وروعى فيه الحفاظ على الوحدة الوطنية، هاجم المفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، البابا شنودة، متهما إياه بأنه سبب فى الفتنة، بل هى أحد مشاريعه منذ عام عام 48.
وفي تصريح لقناة الجزيرة المشئومة اشار عمارة ان العوا لم يتراجع او يعتذر !!!!!
وهذا هو الفرق ياسادة بين البابا الذي لم يخطأ اعتذر وبين آخر مجرما من شوشة رأسه الي اخمص قدميه يتعالي عن الاعتذار لانهم الاعلون !!!!!... الاعتذار ثقافة دينية فكيف يحرضهم الله علي قتالنا ثم يعتذروا للضحايا !!!!
ونحن بدورنا لانفبل اعتذار من العوا او عمارة وامثالهما لسبب واضح فاعتذارهم بالفم تقية والكراهية في قلوبهم حجرية واياديهم مخضبة بالدماء النقية....
اخيرا اقول لكما :الاعتذار بالنسبة للحمقي الضعفاء استصغار وإهانة ....لكن بالنسبة للفهماء العقلاء حسن خلق واستقامة......
كلمة اخيرة ياعمارة انت والعوا وامثالكما : لماذا تتأسدوا علينا فنحن لا نبادلكم العنف والاهانة لان الرب اوصانا بالحب" "إن كنت لا تحب أخاك الذى تراه، فكيف تحب الله الذى لا تراه" .. وهناك علي الباب من يضربكم علي قفاكم وتبوسوا احذيتهم ويمرمغوا انوفكم في التراب وتسبحوا بحمدهم وتسعوا لرضاهم راكعين مذللولين بلا كرامة...." أسد عليٌ وفي الحروب نعامة "!
ياناس اعقلوا وافهموا وتأدبوا ..وشكرا لك ياقداسة البابا لانك بحكمة تكلمت !!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com