في خضم الأزمة المشتعلة بين مسلمي مصر وأقباطها، والتي تهدد نسيج المجتمع المصري التي تفخر دائماً بوحدتها الوطنية واتحاد قطبيها.. طالب البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمعالجة الأمور بعقلانية وإشاعة روح المحبة بين المسلمين والأقباط والبعد عن العصبية التي تحول ''المشاعر إلى مشاعل'' تهدم سلام وأمن الوطن كله.
وأكد البابا شنودة في حوار له مع برنامج ''الحياة اليوم'' ليلة الثلاثاء على أنه لم يقدم اعتذاراً عن التصريحات التي نسبت لسكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوي، وإنما تأسف عن أي حزن أو ضيق سببته هذه التصريحات للمسلمين.
وأضاف البابا في حديثه أن همه الأول هو أمن وسلامة مصر ولأنه يتحدث عندما يحين وقت الكلام ويصمت حينما يكون الصمت حاسماً، مشيراًَ إلى أنه يدان في بعض الأحيان على صمته هذا.
وأوضح البابا شنودة أنه مسئول عن أمن وسلامة مصر ويعمل على قدر استطاعته لتحقيق ذلك، وأعرب عن أن التيار السائد في الوقت الحالي بمصر لا يؤول إلى خير.
وأشار إلى أنه للتغلب على تلك الأزمة الحاصلة، فلابد من التوعية والتهدئة ونشر روح من المحبة في قلوب الناس أجمعين وشرح الطرق التي يلجأ إليها الإنسان الحكيم إذا غضب حتى يتعلم منه العوام من الشعب.
وأعرب البابا شنودة عن أنه لا يريد الدخول في حوارات مع من اسماهم المحرضين على الفتنة إذا كان هدف هذه الحوارات هو التجريح وليس التفاهم، مشيراً إلى أن الحوار الديني لا يجب أن يكون في وسائل الإعلام ولا بين عامة الشعب.
ولفت البابا شنودة في حديثه إلى أن الأقباط لم يثيروا أزمات أو تظاهرات بشأن أي موضوع وغنما المسلمين هم من يقوموا بالتظاهرات ويوجهون الشتائم والتجريح للأقباط،، وقال إن ''المسيحيون لم يقيموا ضجة في موضوع إسلام ماريانا، وغنما المسلمين هم من أقاموا ضجة كبيرة في موضوع كاميليا شحاته''.
وأكد البابا أن التصريحات التي تقول عن الكنائس والأديرة مملوءة بالأسلحة والذخائر، هو اتهام للدولة بالتقصير، مشيراً إلى أن الكنائس والأديرة كلها مفتوحة وأن القبطي لا يحمل سلاحاً إلا إذا كان سلاح الشرطة أو الجيش.
وأضاف بابا الإسكندرية أن الشعب وسلام وأمن البلد هم الضحية، مشدداً على أنه يستحيل إن يحدث انقسام بين مسيحي مصر ومسلميها.
وحول ما ينشر على لسان بعض الأقباط في بعض المواقع الإلكترونية، قال البابا من قال إن ما ينشر يمثل الأقباط كلهم.
وفي رده على سؤال متعلق بمقال نشرته صحيفة المصري اليوم للدكتور محمد سليم العوا، أكد البابا شنودة أنه لا يمكن لمقال ينشر في جريدة أو أي وسيلة إعلام أخرى أن تحطم الكنيسة متسائلاً ''هل فكر كتبة هذه المقالات في التفاهم معي قبل نشر مقالاتهم؟!''.
شاهد الفيديو
البابا شنودةوأكد أن المسيحيين لا يقومون بعمل ضد المحبة قائلاً ''نحن مستهدفين غير مثيرين''، وأن ما ينشر ضد الأقباط هو ضد البلد كلها.
وأضاف أنه يجب حماية بسطاء الشعب بإظهار الحقائق وإظهار خطورة الموقف، موضحاً أنه في الوقت الحالي يتم النفخ في النار وليس تهدئتها وأن من ينشرون المقالات يريدون أن نرد عليهم؛ لكننا لا نرد من أجل هذا البلد، مؤكداً على القدرة على الرد إلا أن حدوث ذلك سيزيد الأمر اشتعالاً.
وختم البابا حديثه بأبيات شعر قالها الزعيم سعد زغلول:
قـف في فـم الدنيـا وحـدثنا بما لقيت من عنـت ومن عـدوان
واسكب على الأسماع من فيض الهـدى ما ينعش الأرواح في الأبدان
وأذكـر لنـا سعـداً فـإن حـديثـه في كـل آن متعـة الآذان
مـن قاد مصـر إلى العـلا وآثـارها في لحظـة كمراجـل الدخان
مـن سن للشعـب الجهـاد شريعـة وأزال عنه فـوارق الأديـان
مـن جاء بالسحـر الحلال مفصـلاً فاضت عليه بـلاغة القـرآن
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com