لم يتحدث أحد بشكل مفصل عن مدى العذاب الذى تتعرض له النساء اليزيديات فى الموصل بالعراق، على يد التنظيم الذى يطلق على نفسه اسم داعش.. ربما تجنب الجميع الحديث لأن اليزيدية لا تعتبر من الديانات السماوية بل يصفهم البعض بأنهم من عبدة الشيطان، وإن كان ليس هذا مبررا على الإطلاق لسوء معاملة أى فرد على وجه الأرض. ووقعت تحت يدى مؤخراً مجموعة من الشهادات لفتيات فررن من جهنم داعش التى تعامل النساء اليزيديات هناك معاملة الرقيق وتقوم ببيعهن واعتبارهن عبيدا.
ومن بين هذه الشهادات حكاية مراهقة يزيدية فى السابعة عشرة من عمرها تمكنت مع فتيات أخريات من الفرار من قبضة تنظيم «داعش» فى إبريل الماضى، وذلك بعد مواجهات جرت بين قوات البيشمركة الكرديّة وتنظيم داعش شمالى «سنجار» فى العراق، ما أدى إلى مصرع المقاتل «الداعشى» الذى كان يأسرها مع حراسه.
وكشفت هذه المراهقة تفاصيل ما تعرّضت له منذ أن تم أسرها من قبل قوات «داعش» فى أغسطس الماضى، هى وأختها البالغة من العمر 10 سنين، حيث تم نقلهما من سنجار إلى الرقة، عاصمة «تنظيم داعش»، ليتمّ هناك فحصها مع عشرات الفتيات والنسوة الأخريات للتأكد من «عذريتهنّ» ثم تم إدخالها مع «العذراوات» الأخريات إلى غرفة يتواجد فيها أربعون رجلًا ليختاروا منهنّ، فيما يبدو مزادًا من نوع خاص، وتم شراؤها هى وأختها الصغيرة 10 سنين وفتاتان أخريان، من قبلِ مقاتلٍ داعشىّ من أصل شيشانى.
تقول المراهقة اليزيدية التى لم يذكر التقرير اسمها إن هذا المقاتل الشيشانى كان «يعرّيهن» يوميًا صباحًا، ويقوم بـ«شمّهن» ليقرّر أىّ واحدة منهنّ سيقوم بممارسة الجنس معها، فيما يحصل الحرّاس على ما تبقى، وتُعتبر الفتاة التى اختارها المقاتل الرئيسى محظوظة لكونها ستتعرض لضربٍ أقل.
وكانت الفتيات- حسب شهادتها- يقمنَ بإعداد الطعام والتنظيف وفعل أىّ شىء يطلبه المقاتلون منهن، بالإضافة إلى الرقص والغناء فى بعض الأحيان، إطاعة لأوامرهم.
وكانوا يجبرونهن حسب ما قالت الفتاة على تلاوة أشياء من القرآن الكريم أثناء اغتصابهم لها، وإن رفضت يقومون بجَلدها.
وتقول هذه المراهقة إنها أرادت قتل نفسها بعد أشهر العذاب التى تعرضت لها، ولم يكن هناك أىّ أمل من المقاومة، وفى المرة الوحيدة التى حاولت أن تقاوم فيها قام أحد الحرّاس بسكب الماء الحار المغلىّ على فخذيها، ويُعتقد الآن أن الفتاة حامل فى الشهر الثالث بطفل أحد أولئك المقاتلين، وهى لا تعلم أين توجد والدتها وأختها، ووالدها توفّى.
وقد قام تنظيم «داعش» بنشر مقال فى صفحات مجلة دابق التابعة للتنظيم والصادرة باللغة الإنجليزية تحت عنوان «إحياء الرقّ قبل قيام الساعة» ونُشرَ فى أكتوبر 2014، يبيّن فيه الحكم الشرعى المتعلّق بالتعامل مع الطائفة اليزيدية.
تحدث فيه كاتب المقال فى البداية عن كون المسلمين سيُسألون يوم القيامة عن بقاء هذه الطائفة «المشركة» بينهم حتى يومنا هذا، وذلك رغم مرور 1400 عام على نزول الآية القرآنية الخامسة فى سورة التوبة والقائلة بالقضاء على المشركين. يبيّن أن البحث الشرعى للتنظيم خلُصَ إلى كون اليزيدية طائفة «تعبد الشياطين»، ويُطبّق عليهم بالتالى ما يطبّق على المشركين.
وبناءً على هذا، وفى الوقت الذى «يتمتع» فيه الأسرى المسيحيون واليهود بفرصة دفع الجزية أو الدخول فى الإسلام لا تمنح لليزيديين الذين تتم معاملتهم كالرقيق فور وقوعهم فى الأسر، وبذلك يكون الحكم الذى طُبق بشأنهم حسب المجلة: تقسيم نساء اليزيديين وأطفالهم وفقا للشريعة الإسلامية بين مقاتلى الدولة الإسلامية الذين شاركوا فى عمليات سنجار، على أن يُرسَل خُمس المستعبدين إلى سلطات الدولة الإسلامية.
بعد قراءتى لإحدى هذه الشهادات كان يجب أن أنقلها إليكم. ليس هناك مبرر على وجه الأرض يسمح بمعاملة امرأة وإذلالها بهذه الطريقة.. أضم صوتى إلى كل صوت فى العالم يناشد أى ضمير حى فعل أى أمر من شأنه إنقاذ هؤلاء النساء. ألسنا من المفترض فى عصر سمّاه العالم عصر الحريات؟؟
نقلا عن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com