بقلم: مدحت قلادة
"جازى الله الشدائد خيرًا، عرَّفتني صديقي من عدوي".. كلمات كان يرددها المهندس "عدلي أبادير"- رحمه الله- باستمرار، تؤكد أن الشدائد تُعرِّف الإنسان معادن البشر؛ فها نيافة الأنبا "بيشوي" صرَّح تصريحًا في مؤتمر تثبيت العقيدة، وكانت نتيجته قيام الغوغاء بإشعال فتيل الطائفية في "مصر"، وكأن كلمة الأنبا "بيشوي" هي التي ستعطي القرآن مصداقيته لدى الشعب المصري!! وبرغم ما فعله الجهلاء والحاقدون والمملؤون ضغينة، إلا أن رد فعل كلي الحكمة قداسة البابا "شنودة" جاء هادئًا رائعًا رادعًا وديعًا في كلمة موجزة (إننا جميعًا ضيوف لدى الله)، أما رد فعل الشعب القبطي المثقف الحكيم الهادئ الذي لا تذهب به العاصفة أدراج الرياح، فكان أيضًا رائعًا، حيث لم ينصاعوا لتلك الأفعال الصبيانية وإلا كنا رأينا "مصر" تحترق بنار الطائفية.
فتح الغوغاء والدهماء على الأنبا "بيشوي" النار بقيادة "العوا" الذي لعب دور امرأة "أبو لهب" مع "أحمد منصور" في قناة الجزيرة، ونفخ السلفيين والإخوان في النار ليستثمروا ذلك لحسابهم في الإنتخابات القادمة. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل تدخلت "السعودية" بأن شن أعضاء مجمع الفقه الإسلامى الدولي بـ"المملكة العربية السعودية" هجومًا عنيفًا على تصريحات الأنبا "بيشوي"- سكرتير المجمع المقدس- معتبرين أن هذه التصريحات دليل على "الخوف من المد الإسلامي"، وبالطبع لن يهدأ الإسلام السياسي الإ بعد حرق "مصر" ومن عليها .
وفي تناقض غريب، تحوَّل "العوا" من مثير للفتنة إلى بطل أسطوري أو رئيسًا للعمليات من خلال منبر الجزيرة القطري، وفتحت قناة "دريم" له الباب على مصراعيه ليسب في قداسة البابا؛ للنيل من عظمته وقامته الروحية.
إن ثورة الغوغاء والدهماء كانت متوقعة، فهم لا يملكون آليات الحوار فيلجأون للسرقة والحرق والقتل لكل ما هو مخالف. ولكن تأتي الطامة الكبرى من الأقباط أنفسهم الذين زايدوا على المتطرفين بقيادة السيد "بولس رمزي" الذي تحوَّل بين ليلة وضحاها إلى بطل إعلامي يبث سمومه للنيل من الكنيسة وقداسة البابا شنودة!! كما هو مدوَّن بجريدة المصري اليوم؛ ليثبت للجميع أنه عصر اليهوذات، فبدلاً من رأب الصدع، يقود حملة ضد الكنيسة وضد الإساقفة ليزايد على جماعات الإسلام السياسي، طاعنًا الكنيسة لتنزف أكثر وأكثر...
هل الذبح والنحر هو أسلوبنا نحن الأقباط؟!! أين أمثال "بولس رمزي" من حرائق بيوت وكنائس الأقباط؟!! أين هم من خطف القاصرات؟!! أين هم من زغلول النجار؟!! هل كتابة مقال هنا أو هناك هو الطريق الوحيد للتعامل مع مثل تلك الأمور؟!! لماذا لم يلجأوا لعمل مظاهرة ضد من وصف كتابنا المقدس بالمكدَّس؟!! لماذا لم يتظاهروا ضد من سب عقيدتنا علنًا وكَتَب كُتب تهين عقيدتنا؟!! مثل توحشت كلاب النصارى.. وكسر الصليب.. والكتاب المحرف.. يا سادة، إنها كتب تُباع في مناحي المحروسة تحت مرأى ومسمع الجميع سواء أكانوا فرق إسلامية أم مؤسسات النظام!! لماذا لم يتظاهروا ضد "العوا" وسب قداسة البابا واتهامه اتهامات باطلة؟!! ولماذا لم يثوروا ويتظاهروا ضده عندما أشاع بأن الأديرة مخزن بها أسلحة؟
بكل أسف، إنهم جبناء لا يملكون سوى الرقص على جثث الأقباط وأشلاء بني كنيستهم... بالطبع العديد من الإخوة المسلمين أشرف منهم؛ لأنهم أدانوا "العوا" وأسلوبه الفج الذي يؤدي لحرق "مصر"، أما "بولس رمزي" ومن على شاكلته لم يجد سوى الكنيسة ونيافة الأنبا "بيشوي" (حيطة مايلة للضرب فيها)، وطعنها بالآلات لتنزف أكثر وأكثر .
أتذكر في مقابلة تلفزيونية تحدثت مع "عمرو الليثي" في برنامج "مواجهة" في حضور نيافة الأنبا "بيسنتي" والمستشار "نجيب جبرائيل" والسيد "كمال زاخر"، وتطرَّق البرنامج للحديث عن العلمانيين والزواج الثاني وخلافة البابا.. وكان ردي له هناك أولويات كإيقاف النزيف المنهدر ثم بعد ذلك التحدث عن الزواج والطلاق... وأسهب السيد "زاخر" في علاقته بالكنيسة وبنوته للبابا "شنودة"، وعاتبته بقولي: "ليس لابن حقيقي أن يعاتب أباه على قارعة الطريق"!! هناك كنيسة وبابًا مفتوحًا وطرق مسيحية تعبر عن بنوَّتنا للكنيسة، أما ما يفعله "بولس" و"زاخر" فهم يطعنون الكنيسة.
إنه عصر اليهوذات، وستثبت الأيام أن "يهوذا" لم يمت، بل سيأتي وترتفع أسهمه الإعلامية ليبيع أكثر، فطوبى لمن تمسك بكنيسته ولم يطعنها.
أخيرًا رفقًا بالكنيسة.. رفقًا بدماء الأقباط.. تعلَّموا من قداسة البابا وحكمته العالية... دافعوا عن كنيستكم ضد المسيئين إلى عقائدها.. رتِّبوا أوراقكم من جديد فهناك أولويات...
فقد عبَّر الشاعر العربي لجميع اليهوذات عن طعنهم لأحبائهم بتلك الأبيات: "وظلم دو القربى أشد مضاضة إلى النفس من الحسام المهند "
ولكنيستي الغالية:
"كم قسا الظلم عليك... كم سعى الموت إليك"
كم صدمتِ باضطهادات... وتعذيب وضنك
كم قسا الظلم عليك
أخيرًا، جازى الله الشدائد خيرًا فقد عرفتنى صديقى من عدوي.. فقيام "يهوذا" بإرسال كلمة الأنبا "بيشوى" بالفاكس لكل الصحف ليضرب كنيسة المسيح وليشعل النار معتقدًا إنه ينال من الأنبا "بيشوى"، معتقدًا إنه فى حماية من النار ولن يُحرق؛ ولكنه سيحرق وكل أتباعه، وله درس "نابيليون" بعد احتلال "النمسا" لم يضع يده فى يد الخائن، بل رمى له المال على الأرض وعلنًا مالى لك وأما يدى لا تسلم على الخونة واليهوذات" "من له أذنان للسمع فليسمع".
أخيرًا، "بولس رمزي" الذى ملأ الدنيا إنه قابل المهندس "عدلي"، لم يقابله ولا مرة!! والذى قابله أنا فى "زيورخ" كان فى زيارة.. وهو لم يدرس ولم يقم فى "سويسرا" سوى عدة أيام، ولم يحصل على أى شهادات من "سويسرا"، ولا يحمل جواز سفر سويسرى كما يدّعى. وللجميع الذين يسعون للنيل من الكنيسة ومن قداسة البابا "شنودة"، ما ذكرة "كارنيجى": "الناس ذو النفوس الدنيئة تجد اللذة فى انتقاد العظماء".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com