عبدالمجيد: هناك فرق بين "اللا دينية" و"العلمانية".. و"النمنم": مصر علمانية بالفطرة
كتب - نعيم يوسف
حاول التيار الإسلامي قدر استطاعته تشويه مفهوم العلمانية، ودائما ما يصفها بأنها "كفر"، وأتباعها "كافرين"، ولا يأخذون منها سوى مساوئها وتقديمها للعامة على أنها وحشا شريرا يغتال حرماتهم وحياتهم الخاصة، وشذوذا فكريا، إلا أن المفكرون المصريون لديهم رؤى أخرى عن العلمانية نستعرض أبرزها في التقرير التالي.
فصل الحكومة عن السلطة الدينية
تُعرف موسوعة "ويكيبيديا" العلمانية على أنها "فصل الحكومة والسلطة السياسية عن السلطة الدينية والشخصيات الدينية، وتعني أيضاً عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية، كما تكفل الحق في عدم اعتناق دين معيّن وعدم تبني دين معيّن كدين رسمي للدولة"، كما أن جذورها تعود للفلسفة اليونانية.
عبدالمجيد: العلمانية ليست أيديولوجية
يرى الدكتور وحيد عبدالمجيد، أن العلمانية ليست أيديولوجية أو نظاماً فكريا، ويفرّق بين "اللادينية"، و"العلمانية"، لافتا إلى أنه بعد الثورة الفرنسية ظهر مفهوم جديد للعلمانية يختلف عن اللادينية ويدافع عن التسامح الدينية، مشيرا إلى أن المعنى الجديد لا يقوم على تقييد دور الدين في المجتمع، لأنه مجتمع حر أساسه المؤسسات الخاصة، وتتمتع فيه الكنائس والمؤسسات الدينية بإمكانات واسعة. ولذلك ظلت المسيحية نشيطة في كل الدول العلمانية، وتمارس أنشطتها الداخلية والخارجية بلا قيود.
النمنم: حسن البنا "كفر العلمانية"
يؤكد حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري الحالي، أن أول من زعم بـ"كفر العلمانية" كان حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، موضحا، أن ذلك التفسير مغلوط وأدى إلى تردد بعض المثقفين في اطلاقه على أنفسهم، مشددا على أن مصر علمانية بالفطرة، وطبقا للمفهوم السياسي هناك ثلاثة أنواع من الدول "علمانية ودينية وعسكرية"، موضحا أن البعض يتحايل على مفهوم "علمانية" ويقول عنها "مدنية".
زكريا يطرح رؤية "إنسانية" وليست مادية
ينتمي المفكر "فؤاد زكريا"، -حسب موقع بحث منشور للدكتور عبدالوهاب المسيري، عبر موقعه الإلكتروني- إلى المدرسة التي تعتقد بأن العلمانية هي "الدعوة للفصل بين الدين والسياسة"، إلا أنه يطرح رؤية للإنسان مختلفة عن الرؤية المادية التي تهيمن على المجتمع الأمريكي. فما يحرك الإنسان ـ حسب هذه الرؤية الإنسانية ـ "ليست الماديات وحدها، لأن في الإنسان قوى تعلو على السعي المباشر إلى الكسب والاقتناء"، أي تعلو على المادية.
أبوسنة: لا تعني الإلحاد والغرب لم يغلق الكنائس
تشدد الدكتورة منى أبوسنة، أستاذ الأدب الإنجليزي، في جامعة عين شمس، خلال إحدى حلقاتها من برنامج "كلمة بالبلدي"، المذاع على شاشة الأقباط متحدون، على أن "العلمانية لا تعني الإلحاد"، موضحة أنها ليست كفرا وتم تشويهها بواسطة رجال الدين، لافتة إلى أن الغرب عندما طبق العلمانية لم يغلق الكنائس، مشيرة إلى أن وأن المسائل الدينية خاصة بالعلاقة بين الإنسان وربه، ومن حقه أن يعمل فيها عقله على أساس العلم والقانون.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com