ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

نسمات "أكتوبر" 1973م

أنور عصمت السادات | 2010-10-06 00:00:00

بقلم: أنورعصمت السادات
 تمر الأيام فتتغير الأشياء، لكن تبقى الذكريات تجدد الأمل وتوقظ الهمم؛ فنأخذ العِبَر ونعود إلى ماضينا الجميل، فنرى علامة بارزة مضيئة في تاريخ العرب؛ آلا وهي "ذكرى انتصارات أكتوبر عام 1973م".

 كل عام وأنتم بخير, في ذكرى احتفالنا بنصر "أكتوبر" المجيد، تلك الحرب التي خاضها الجيش المصري وحقق فيها حلم المصريين، في أول انتصار عسكري حقيقي يحدث منذ عهد "محمد علي".

 وأبدًا.. لم تكن حرب "أكتوبر" مجرد انتصار فقط، لكنها كانت قصة عبور شعب بأكمله، ولم يكن النصر فيها وليد يوم السادس من "أكتوبر"، ولكن هذا اليوم سبقته ست سنوات كاملة من الصمود والعرق، بفدائية عالية وعزيمة لا تكل؛ بحثـًا عن الحرية والاستقلال والأمن والسلام، ومن أجل وحدة وسلامة أمتنا العربية.

 ست ساعات حقق أبطالنا فيها أروع الإنجازات العسكرية، وأزالوا آثار الهزيمة، وتبخرت على أيديهم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وبتروا ذراعها الطويلة التي ظلت تتباهى بها لسنوات، وفتحوا الطريق أمام السلام العادل والشامل الذي سعى إليه المصريون.

 فحدث هذا النصر العظيم الذى لا ينسب لشخص بعينه، وإنما هو نتاج أمة ورجال وضعوا الوطن مكان قلوبهم، وحملوا رايته في أصعب الأوقات، وروت دماؤهم الزكية أرض "سيناء"؛ فنبتت فيها زهور الحرية والكرامة لتستنشق عبيرها الأمم جيلاً بعد جيل.

 إننا اليوم بحاجة من جديد إلى "روح أكتوبر"، التي جمعت الشعب بأكمله مسلمين وأقباطـًا تحت لواء واحد، بتخطيط وإعداد وتنظيم وتنفيذ بعزم وإيمان, لكننا اليوم -وللأسف- نفتقد الإرادة في صنع القرار، بل افتقدنا ما هو أكبر من ذلك، ألا وهو الإبداع والابتكارالذي صنع أسطورة "أكتوبر", ولم تعد تكفي النوايا الطيبة وحدها لإقامة السلام، بل يحتاج الأمر إلى إرادة سياسية قوية تتمسك بالهدف وتمتلئ بالإصرار؛ ليبقى هذا الشعب عزيزًا مهما مرت عليه المحن ومهما واجهته الأزمات, وكل عام وأنتم بخير.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com