ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الانقسام العقائدى وتحقيق الوحدة المسيحية ...عند الأب متى المسكين

د. عايدة نصيف | 2010-10-07 00:00:00

بقلم:د.عايدة نصيف
إن دعوة الأب متى المسكين للوحدة المسيحية هى أساس تجديده وإصلاحه للفكر المسيحى المصرى المعاصر (ويقصد بكلمة تجديد هنا هو إحياء القديم )؛ إذ جاءت دعوته نتيجة تدهور الإيمان فى قلوب الرعاة والرعية وضعف الروحانية فى كافة الكنائس؛ ولذلك حدد أسباب الانقسام العقائدى مقدمًا علاجًا وحلولاً من أجل الإنسان، فيرى أن ما يعوق تحقيق الوحدة المسيحية هو الإنقسام العقائدى على مستوى الكنائس المسيحية بكل اتجاهتها وطوائفها، فقد رأى الأب متى المسكين أننا نعيش فى عصر مدموغ بالطائفية المذهبية، مما يجعل مفهوم الوحدة المسيحية مقتصرًا على الطائفة سواء أكانت الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو البروتستانتية، وعلى الوحدة المكانية.
     يقول الأب متى"فالأرثوذكسي يُصرُّ على أن وحدانية الكنيسة هى أرثوذكسيتها، وأن جامعيتها هى شمولها لكافة الأرثوذكس فقط الذين فى العالم. وعلى نفس النمط يُصرُّ الكاثوليكي على ذلك والبروتستانتي أيضا. وبذلك يتبلور المفهوم اللاهوتى لطبيعة الكنيسة عند الإنسان المسيحي... على كون صفة الوحدة بالنسبة للكنيسة هى عقائدية منحصرة، وأن الجامعية صفة مكانية للكنيسة ملتزمة بالعقيدة.".
ويشير الأب متى المسكين إلى الوحدة العقائدية المنحصرة فى إطار المكان، وهذا المفهوم المنحصر فى الفكر والمكان تتلاشى فيه طبيعة كنيسة المسيح. يقول الأب متى المسكين: "المسيح لم يأتِ إلى كنيسة ما بوضعها المحدود فى بناء ما أو تحت اسم ما أو فى بيئة معينة أو شعب خاص بفكر وتراث خاص... بل أرسله الآب إلى العالم الذى أحبه، إلى الخليقة التى صارت هيكله بلا حدود... ولم يحدث قط أن جاع العالم فى غربته عن الله كما هو جائع اليوم إلى الحق والعدل والسلام والمحبة، حتى أُستعبد إلى كل فكر واتجاه".
ويؤكد الأب متى المسكين على أن غياب المفاهيم كالحق والعدل والسلام والمحبة يرجع إلى عدم وجود الوحدة المسيحية الحقيقية، وإلى الانقسام تجاه مفهوم المسيح وبالتالى الانقسام تجاه الرؤية السليمة للكنيسة، هذا الانقسام الذى تتولد عنه العنصرية. يقول الأب متى المسكين: "إن أى انقسام فى مفهوم طبيعة المسيح والكنيسة معناه أننا اقتربنا من اللاهوت اقترابًا بشريًا بفكر عتيق... وكل انقسام حدث فى الكنيسة معناه أن الإنسان بدأ يعالج أمور الكنيسة بفكر ذاتى عنصرى" .
يفكك الأب متى مفاهيم التعصب والعزلة ويرجعها لأسباب حضارية وثقافية، يقول: "إنها عزلة فُرضت علينا نحن الأرثوذكس المصريين منذ مجمع خلقدونية (سنة 451م) بحصار ثقافي ولغوي وحضاري، فقد فقدنا نحن الأرثوذكس المصريين منذ مجمع خلقدونية كل صلة بالعالم الخارجي، فقدنا اللغة اليونانية وهي لغة اللاهوت والفلسفة والعلم، وفقدنا معها كل امتداد في الماضي والمستقبل، وفقدنا معها تراثنا الآبائي كله، ثم فرضنا على أنفسنا هذه العزلة بأيدينا... بتعصبنا؛ نتيجة الخوف والوحدة والعزلة الطائفية" .
وينبه الأب متى إلى أن الانقسام الفكرى فى الكنائس اليوم ليس إلا نتيجة للانقسام الكبير الذى ورثناه من منازعات ومخاصمات خلقدونية فى القرن الخامس وما بعده؛ حيث كانت النتيجة المباشرة لمجمع خلقدونية سنة 451 م حدوث القطيعة الكبرى الأولى فى جسد الكنيسة، فلقد وُصِمَ الشرق من قِبل الغرب بأنه يُدين مذهب الطبيعة الواحدة للمسيح، بينما وُصف الغرب من جانب الشرق بأنه يُدين بمذهب الطبيعتين. ويرتبط قيام ما يسمى بمذهب الطبيعة الواحدة فى الشرق بأقباط مصر.
ويقول الأب متى عن الانشقاق الذى حدث بعد هذا المجمع وأثره على العالم المسيحى إنه كان بداية: "تاريخ أكبر انشقاق أثر على العالم المسيحى بأكمله وأضناه وأوهن قواه وترك الشرق فاقد الحركة، نهبًا لكل ناهب. وبات الغرب موجوعًا بوجعه، فاقد القدرة على المعونة والمشاركة". كان بداية نوع آخر من الانقسام هو انقسام العالم المسيحي إلى شرق وغرب.
رأى الأب متى المسكين أن آثار ذلك الانشقاق ليس على العالم المسيحى فحسب وإنما هو على العالم ككل. بدأ من الانقسام الأول فى القرن الخامس فى خلقدونية بين الأرثوذكس دون أن تدرى الكنيسة بالآثار الخطيرة التى سوف تحيط بالعالم المسيحى، ومهد ذلك للانقسام الثانى فى القرن الحادى عشر بين الكاثوليك والأرثوذكس والذى لا يزال يعانى العالم كله منه. من ضعف وانقسام على مستوى الشكل والمضمون.يقول الأب متى: "الكنيسة لم تدرك أنها هى التى زرعت روح العداوة والانقسام فى العالم، تلك الروح التى سرت بين الأمم والشعوب والأفراد فصارت هى منهج الحكومات والدول والتكتلات... لذلك على الكنيسة بعد أن حصدت المرارة أن تعمل بكل تقوى المسيح وحبه، وأن تحمل هم هذا العالم المُنقسم... الذى نوى أن يفني بعضه بعضًا" .

حيث إن هذا التعصب الفكري يقضي على معنى الكنيسة؛ فالكنيسة في رأى الأب متى المسكين لا تنحصر في مكان ولا زمان ولا طائفة ولا مذهب، بل هي الخلقة الجديدة التي تفوق كل الحدود وكل الفوارق المادية، هي جسد المسيح فإنها "كلية وجامعة"، ويُعرِّف الأب متى المسكين مفهوم كلية الكنيسة: "صفة الكلية هنا بالنسبة للكنيسة تُستَمد من حقيقة طبيعة المسيح التي تكونت منها الكنيسة، والتي تشمل كل ما للإنسان وكل ما لله بالتجسد" . ويشير أيضًا إلى معنى صفة "الجامعة": "لأنها تجمع في جسد المسيح الذي يملأها كل ما للإنسان وكل ما له معًا في وجود واحد منظور وغير منظور معًا، ووجود محدود وغير محدود معًا، ووجود في دائرة الزمان والمكان وفي الأبدية وما وراء الطبيعة".
وهنا يشير الأب متى المسكين إلى مفهوم اللامتناهي بصفاته اللامتناهية؛ أي الله. يقول الأب متى المسكين عن عدم وحدة الكنيسة: "إن كانت كنيستك يا رب هي جسدك وأنت رأسها، فافتقد الجسد؛ لأنه اعتلَّ، والرأس؛ لأنها في وجع، أعضاء جسدك ليسوا في وفاق، فهل تفتقدهم، فهل تُحنن قلب الأعضاء لتتقابل يومًا في الصلاة أمامك؛ لأنك إذا افتقدت الأعضاء الموجوعة صَحِيَتْ السليمة. جسدك مريض يا يسوع فأين نبحث عن شفاء، الكل يغني ويرنم ويسبح، ولكن صوت الأنين هو الغالب، لمن نذهب والصلح الوحيد هو معك، والرضا والتسامح والغفران" .
يُحمِّل الأب متى المسكين الكنيسة مسئولية كبيرة تجاه العالم الذى يحتاج بالضرورة إلى المصالحة بين الكنائس، وتبدأ المصالحة على مستوى ذات الإنسان أى تصالح النفس مع الجسد عن طريق الروح الإنسانية والتى تستمد قوتها من الروح القدس؛ ومن ثم يستطيع الإنسان التصالح مع كنيسته، وتتم الوحدة داخل الكنيسة الواحدة ثم الوحدة بين الكنائس الأرثوذكسية؛ لتكون قادرة لأن تتصالح مع العالم وتؤدى رسالتها على مستوى العالم فى الحب الإلهى، وتُكمل الوحدة المسيحية بعد ذلك عن طريق وحدة الكنائس المختلفة الطوائف بواسطة الروح القدس لينعكس ذلك على العالم .
فقد جعل الأب متى المسكين للكنيسة الأرثوذكسية مسئولية أكبر من مسئولية الكنائس الأخرى وهو البدء فى العمل على إيجاد الوحدة بينهم؛ لتكون مقدمة لوحدة الكنائس الأخرى.فبداية إصلاح الكنيسة عنده تنطلق من إصلاح الكنائس الأرثوذكسية بعمل الروح القدس لينعكس ذلك على الكنائس المختلفة الطوائف فتتحقق الوحدة التى بدورها تنعكس على العالم بأكمله. وهى رؤية جديدة وجريئة قوامها روح الإنجيل ومعرفته به معرفة جيدة من أجل صلاح العالم بأكمله.
يقول: "الأرثوذكسية هى حياة روحية صحيحة، هى شركة مع الآب والابن على مستوى إيماني حي... أرثوذكسية الكنيسة ليست هى منطوق نظريات لاهوتية؛ ولكنها تطبيق عملى لمبادئ لاهوتية سليمة... ليست الأرثوذكسية قوانين لعقيدة صعبة لا يجوز للعامة أن يخوضوا فيها؛ ولكن... هى العامة حينما يعقلون اللاهوت وينطقون العقيدة ويحيون الإيمان... وهى المؤمنون...وهى جسد الرب".
فالأب متَّى في تجديده للفكر الديني يجمع بين التراث المسيحي الأصيل ودعوته المعاصرة لفكر واحد وكنيسة واحدة ومسيح واحد، تلتحم من خلاله كل الطوائف والمذاهب ليصير الكل واحدًا. ويؤكد فكرة أن المؤمنين أعضاء في جسد واحد هو المسيح؛ حيث إنه مصدر قوة الكنيسة. ونجد في ذلك المفهوم تشابهًا مع أوغسطين الذى يرى أن المؤمنين جسد واحد في المسيح، فالمسيح الإنسان الكامل، والكنيسة جسده وكماله .
الأب متَّى يرجع الى الكتاب المقدس في رسالتي بولس لأهل أفسس، وأهل كورنثوس، يقول: "أنتم جسد المسيح، وكل واحد منكم عضو منه" (1 كور 12: 27).وأيضًا يقول بولس الرسول في موضع آخر: "لقد أقامه رأسًا على الكنيسة بأسرها التي هي جسده وملء ذلك الذي يسع كل شيء في كل شيء" (أف1: 22). فالأب متى المسكين كان يؤمن بالفعل بأن كل البشر إخوة في الله، وبأن المسيح جاء من أجل كل الإنسانية، وبأن المسيحي الحق هو من يشعر بمسئوليته عن خلاص سائر البشر
يقول الأب متى: "فنحن نرى أن نجاح الوحدة بين الكنائس الأرثوذكسية سوف يخلق عوامل كرازية جديدة لصالح العالم المتغرب عن الله.بل وسوف يستخدمها الروح القدس ليسكُب على العالم روح يقظة؛ لعودة جماعية فيطلب الناس وجه الله" ويوضح الأب متى المسكين من خلال منظور تجديدي أن عدم قيام الوحدة المسيحية في الوقت الحاضر يرجع إلى أن الإنسان يطلبها قبل أن يُسلم كل قلبه وكل فكره لله، بالإضافة إلى أنه يطلبها خارج نفسه، ويسعى لتحقيقها موضوعيًّا وليس ذاتيًّا، ويؤكد الأب متَّى ذلك بقوله: "الوحدة ليست موضوعًا يمكن أن يُفحص نظريًّا أبدًا، الوحدة أصلاً جوهر إلهي، فهي حقيقة، والحقيقة الإلهية ليس لها زوايا... فهي تُرى من الكل ككل مرة واحدة؛ لأنها بسيطة، وهى لا يمكن رؤيتها خارجًا عن الله أو بدونه؛ لأن الذي يرى صفات الله يرى الله بالضرورة" .
ويعول الأب متَّى في ذلك على قول الكتاب المقدس في إنجيل القدِّيس يوحنا: "الذي رآني فقد رأى الآب"يوحنا (10:14). ويربط الأب متَّى بين الوحدة والحق إذ يقول: "الوحدة ليست علمًا، وهي لا تتبع أصول المعرفة المستمدة من الصواب والخطأ أو من الخير والشر.الوحدة حق والحق يُلهم والإلهام يستقر في القلب أولاًً ثم الذهن" معولاً على الكتاب المقدس "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا...فانفتحت أعينهما وعرفاه" (لو24: 31 و32) ويقول أيضًا "الإلهام لا يغفل العقل أبدًا، ولكن العقل يغفل الإلهام دائمًا" .
فالأب متى المسكين لا يغفل بحث الوحدة في المجال العقلي؛ لأن العقل من صفاته التمييز بين الخطأ والصواب ومن اختصاصه التحليل، ولكن الوحدة عمل بنائي يقوم على تجميع النفس لقواها، وهذه هي وظيفة الروح، يقول: "الروح يعفو ويغفر ويوحد، الوحدة فوق إمكانيات العقل، كل ما يستطيع العقل أن يعمله هو أن يفهمها لما تتم، ولكنه لا يدرك مسبقًا كيف تتم". وينادى الأب متى المسكين برفع (الأنا) الفردي و (الأنا) الكنسي ليصير المسيح (أنا) الكل، وليس معنى ذلك أن يتنازل الإنسان لغيره، والكنائس لبعضها البعض ولكن يُسلم الكل لله .
وبذلك ينفتح الأب متى المسكين على الآخر، ويجدد الفكر الديني؛ لخلق الوحدة المسيحية الحقة التي يدعو إليها الكتاب المقدس بما يتوافق مع القوة الإلهية التي تحقق الوحدة، وليست مع القوة الزمنية التي تفقد القيمة الإلهية، وتنحل وتزول كأي شيء من صنع الإنسان.ولذلك فهو يدعو لمسيح واحد وكنيسة واحدة في عصر تعددت فيه الطوائف والكنائس المسيحية؛ حيث كل طائفة لها مذهب، ولها مفهوم لاهوتي يتناسب مع الكنيسة التي تنتمي له، ويضيع مفهوم كنيسة المسيح الكلية الجامعة .
يقول الأب متَّى عن رسالته تجاه العالم: "رسالتي للعالم أن أبني نفسي أولاً بناءً صحيحًا، ثمَّ أنطلق لأبني كل إنسان يستأمنني على نفسه بناءً صحيحًا، هذه هي الرسالة التي أستطيع أن أؤديها للعالم... هكذا نحن، فقد أخذنا المسيح، فأصبحنا مسئولين عن كل واحد لم يأخذه، إنها مسئولية خطيرة" .
فالمسيحي لا يحيا حياته المسيحية منفردًا، بل مع الجماعة، والمسيحيون معًا كجسد واحد هو جسد المسيح، يجتمعون معًا بدعوة من الله؛ لكي يتقدسوا بتقديم ذواتهم وعالمهم وكل ما لهم لله . ويرى الأب متى المسكين أن سبب عدم تحقيق جامعية الكنيسة حتى الآن؛ هو أن مفهوماتها الإلهية خاضعة لتفسيرات لفظية تعوق رؤية صفاء طبيعة المسيح الجامعة . ويذكر الأب متَّى صفات طبيعة المسيح أنها ذات قدرة فائقة على المصالحة الكلية، وذات قدرة على توحيد الطبائع المختلفة بما يفوق طاقة أي طبيعة بحد ذاتها.
ويرى الأب متى المسكين أن سبب عدم وحدة الكنيسة لا يكمن في الاصطلاحات اللاهوتية، وإنَّما يكمن في التفسير والفهم الخاطئ من قبل الإنسان؛ الذى يجعله يقترب من اللاهوت - من طبيعة الله البسيطة الصافية – بالعقل الإنساني وليس بعقل المسيح وفكره؛ ولذلك فالانقسام هنا ضروري وحتمي، تفرضها طبيعة الإنسان الذي يعالج أمور الكنيسة بفكر ذاتي يفرق ولا يوحد.
فالانقسام هنا فى فهم المسيح ليس ناتجًا عن شخص المسيح بل ناتج عن الانقسام الواقع فى طبيعة الإنسان؛ بسبب عوامل الفساد كالخطية والكبرياء والشكوك وغيرها، وبالتالى فالعيب فى انقسام الكنيسة ليس هو فى طبيعتها بل فى طبيعة الفهم والرؤية لطبيعة المسيح والكنيسة. ولذلك يقدم الأب متى المسكين علاجًا وهو أن تحقيق وحدة الكنيسة مرهون بالجمع بين عقل المسيح والعقل الإنسانى فى وحدة واحدة لأن عقل المسيح هو التفسير السليم للعقيدة.
وينادي الأب متَّى بخضوع كل نفس في الكنيسة خضوعا روحيًا صادقًا لقوة الروح القدس؛ ليصير المسيح في جميع النفوس راعيًا واحدًا، يدبرها بنفسه، ويصير مصدر جامعيتها ووحدتها. فالكنيسة هي استعلان لتجسد المسيح على الأرض، واستمراره عبر الزمان، حيث يُستعلن جسد المسيح من خلال "وحدة الفكر والإرادة والمشيئة الإنسانية والروحية بين أبناء الله الواحد المولودين ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله" .
يدعو الأب متى المسكين إلى وحدة الكنيسة من خلال إيمان واحد وفكر واحد يتغلب على كل الفوارق والطبقات والمراتب من خلال جسد المسيح الواحد؛ حيث دعوة الأب متى المسكين إلى تجديد الفكر اللاهوتي عن طريق الوحدة المسيحية

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com