ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

البدوي وعيسى".. وماريونت الانتخابات!!

عوض بسيط | 2010-10-07 00:00:00

بقلم: عوض بسيط
 استبشرنا خيرًا بفوز الدكتور "السيد البدوي" برئاسة حزب الوفد الليبرالي في نهاية مايو الماضي، ويومها وعد بأن يضع الوفد في صدارة المشهد السياسي خلال ستة أشهر.. وقد كان!! فقد أصبح الحزب الليبرالي العريق حديث الساعة نتيجة عدة قرارات متخبطة؛ جعلت توجهات الحزب تشير للإخوان بعد أن كانت تدافع عن الليبرالية.

 تساءل الكثيرون عن الدور الذي يلعبه حزب الوفد في الحياة السياسية بعد رفضه مقاطعة الانتخابات، وهل هناك صفقة سياسية بين الحزب الليبرالي والحزب الوطني، يحصل مقابلها الوفد على عدد من المقاعد مقابل تأدية دور في مسرحية الانتخابات؟

 لكن ما يحدث الآن ربما يكون تمهيدًا لما هو أكبر من انتخابات مجلس الشعب.. لم نفهم سبب شراء "البدوي" لـ"جريدة الدستور"، هل كان يحتاج منبرًا إعلاميـًا جديدًا وهو صاحب القنوات الفضائية المعروفة، ورئيس مجلس إدارة جريدة الوفد؟؟

 مقال "عبد الله كمال" -رئيس تحرير "روزاليوسف"- بعنوان "لعبة الدستور" يتحدث فيه عن شراء "البدوي" للصحيفة ويصفه بـ"لعبة يعرف أبعادها الجميع"، ويستطرد "كمال": "وإن تعمد كل أطرافها ألا يكشفوا أوراقهم؛ رغم أن جميع المراقبين مطلعون على كل الأوراق في أيدي الجميع، وتلك هي المفارقة اللطيفة التي تجعل الدراما مثيرة، كما لو أننا نتفرج على مسلسل أبطاله يخططون كل شيء أمام المشاهدين"!!

 ويصف "كمال" الصراع بين "البدوي" و"عيسى" بأنه "لعبة رست"؛ فيكتب: "مَن الذي سوف يسيطر علي الدستور؟؟ هل هي ملك رئيس تحريرها؟؟ أم يملكها اللذان دفعا المال؟؟ بمعني: هل اشتريا ما لا يمكن أن يسيطرا عليه؟؟ ويوجهانه لخدمة مصالحهما وأهدافهما؟|؟ بل ويمكن أن يناقض حساباتهما ويدمرها.. أم يمكن لرئيس التحرير أن يقرر الاستجابة في نهاية الأمر لمتغيرات جريدته؟؟ وهي متغيرات أقوى منه"!

 الطريف أن المقال نشرته "روزاليوسف" صباح الإثنين 4 أكتوبر، وفي مساء نفس اليوم تمت إقالة "عيسى" من رئاسة تحرير "الدستور"! فهل كان "عبد الله كمال" يقرأ الغيب؟؟ أم كان يقرأ تقارير أمنية؟!

 أسباب إقالة "عيسى" -حسب تصريحاته لأكثر من جهة- هي رفض المُلاك الجدد لنشر مقال لـ"البرادعي"، يتناول حرب السادس من أكتوبر، وهو المقال الذي نشره الموقع الإليكتروني للدستور -بعد أن رفع اسم "البدوي" وشريكه "رضا إدوارد"- تحت عنوان "حرب أكتوبر ما هو أكبر من الانتصار"، ويكتب فيه رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق عن دور التخطيط العلمي والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة، ومحاسبة المخطئين، وغرس ثقافة النصر والقدوة الحسنة بين الجنود، في تحقيق النصر.

 وقال إن ذلك عكس ثقافة الفوضى والعشوائية التي عرفها المجتمع المصري بعد ذلك، كما يمثَّل أيضـًا رسالة قوية لكل المجتمع بأنه لا تقدم ولا نصر إلا بالاعتراف بالخطأ والبدء في تصحيحه.

 ويقول "البرادعي" في مقاله: إننا بعد 37 عامـًا من النصر؛ "لم نتقدم اقتصاديـًا ولا سياسيـًّا، وتعمقت مشاكلنا الاجتماعية والثقافية، بل والأكثر أسفـًا أن العديد من قيم أكتوبر مثل: المواطنة، والعمل الجماعي، والتفكير العقلاني، والتخطيط المدروس، والانضباط، والوفاء، والصدق، والشفافية، والتواضع، وإنكار الذات، وغيرها من القيم التي تشكل البنية الأساسية لتقدم المجتمعات، لم يعد لها مكان يذكر في مجتمعنا"، وهو المقال الذي أراد "البدوي" تأجيله أو عدم نشره، وكان أن أقال "عيسى" بسببه.

 كانت "الدستور" -اتفقنا أو اختلفنا مع سياسته- شوكة في حلق النظام، سبق أن كسرها بقرار جمهوري في 1998؛ بإلغاء الترخيص، ويبدو أن النظام يعيد نفس اللعبة ولكن بقواعد جديدة، فهو لا يمد يده بشكل مباشر، طالما هناك عرائس ماريونت تتحرك، وتنفذ، وتُكافَئ، ثم تعود إلى مكانها بالكواليس؛ لأن خيوط اللعبة في يد شخص واحد.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com