ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

عندما تحطمت قومية عبد الناصر أمام أصنام آل سعود .....

عساسي عبد الحميد | 2015-12-17 17:58:09

بقلم : عساسي عبدالحميد- المغرب  

مقدمة لابد منها :

إثـيوبيــا ، هذا البلد الافريقي المنتمي لبلدان حوض النيل والذي ذاق شعبه في ثمانينيات و تسعينيات القرن الفارط كل أنواع الخصاص  من مجاعات وأمراض وفقر وظلم وحروب، هذا  الشعب اليوم هو على عتبة  قفزة نوعية عملاقة  ستجعل من إثيوبيا  نمرا إفريقيا من دون منازع إلى جانب دولة جنوب إفريقيا...

================= 

من قلب إثيوبيا تتدفق 90 في المائة من حصة مصر الطبيعية من مياه النيل ، و بقلب إثيوبيا يتم بناء سد عملاق أطلق عليه "سد النهضة" الذي سيكون جاهزا سنة 2017 لعقلنة وتدبيرالثروة المائية  و استغلالها في ري آلاف الهكتارات وتزويد الساكنة بالماء الشروب وإنتاج  الطاقة الكهربائية  وتصدير الفائض منها  لبلدان افريقية أخرى ...و بقلب إثيوبيا  تم تأجير لدولة الصين العظمى  مزارع و ضيعات نموذجية لسد حاجيات الشعب الصيني العرمرم  من مختلف المنتجات الفلاحية ....

=================

نهر وكنيسة .....

عنصران في غاية الأهمية يجمعان  اثيوبيا بمصر، العنصر الأول هو نهر عظيم مقدس  منح الحياة وبنيت على ضفافه حضارتان إفريقيتان الفرعونية والأمهرية ، والعنصر الثاني كنيسة تاريخية عريقة  عملت  لقرون على أنسنة و تدبير الأمن الروحي لشعبين أصيلين، فالكنيسة الأرثوذكسية المصرية هي الأم الشرعية للكنيسة الأمهرية الحبشية ....( نهر وكنيسة ...)

=================

كان الامبراطو الاثيوبي " " هيلاس هيلاسي " يكن تقديرا وحبا يفوق حد الوصف للكنيسة المصرية و لرئسها "البابا كيرلس"  الذي زار أديس أبابا غير ما مرة  وكان الامبراطور الاثيوبي  يتشوق للقائه، ويصر على استقباله في المطار استقبال الملوك على رأس وفد رفيع يتكون من أفراد العائلة الامبراطورية وبطريرك إثيوبيا الجالثليق ووزراء و رؤساء المحافظات و كانت المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بمقدم الضيف الكبير ...كان الإمبراطور هيلاس هيلاسي يحيي البابا كيرلس باحترام و يحدثه باحترام ولا يجلس حتى يجلس البابا ...

=================

في هذا الوقت بالذات كان على القيادة المصرية تطوير علاقاتها مع اثيوبيا و تفعيل شراكات في كل الميادين بما فيها المشاريع المائية والزراعية  و الانخراط معها في فضاء اقتصادي عملاق يضم بلدان حوض النيل تكون فيه القاهرة و أديس أبابا نواته الصلبة ...لكن بكباشية الثورة العقيمة آثروا التوجه العروبي المفلس القاتل على البعد الافريقي الرائع والواعد حيث منابع النيل و الهوية الأصيلة ، فكانت الكارثة  ...

=================

آه ......لو قدر لهذا الاتحاد ( اتحاد بلدان حوض النيل )  أن يؤسس و يرى النور في ستينيات القرن الماضي عوض رفع شعار سنرمي باسرائيل في البحر لكانت مصر تقود اليوم فضاء اقتصاديا رائدا ومؤثرا  ولتم تجنيب مصر كل  تبعات الحروب 56-67 – الاستنزاف -73 بالاضافة الى حرب مغامرة اليمن في الستينيات من القرن الفائت  ......  

 أكبر جريمة ارتكبت في حق الشعب المصري هو يوم وصول عصابة الضباط الأحرار الى سدة الحكم،فبدل  الاهتمام بالبعد الافريقي الأصيل  وإدماجه  في صلب التنمية والتحديث ارتمى الباكباشية  بين احضان العروبة المفلسة وحولوا اقتصاد مصر إلى اقتصاد حرب و أقحموا الشعب المصري في حروب خاسرة  بما فيها حماقة اليمن مازال المواطن يعاني من تبعات هذه الحروب إلى يومنا هذا.... 

=================

مكمن قوة مصر يتجلى في بعدين أو محورين  اثنين ، البعد الأول ثقافة الهرم والثاني هو منابع النيل، وما من قوة تحاول سلخ مصر عن هذين المحورين إلا و ترتكب جريمة عظمى  في حق حضارة انسانية  عريقة ...

والمكون القبطي جزء أصيل من هذين البعدين، ثقافة الهرم ومنابع النيل ، فلا غرابة أن يصرح مفتي السعودية السابق الشيخ "عبدالعزيز ابن باز" و يعيد نفس كلامه بالنقطة والفاصلة  خلفه المفتي الحالي الأعور بأن نصارى مصر (( يعني بهم الأقباط )) يشكلون خطرا على الأمن الروحي لبلاد الحرمين (( يعني بها السعودية )) ....

منذ ذلك الحين لم تدخر المؤسسة الوهابية  الذراع العقائدي للنظام السعودي العربونازي جهدا في نشر المذهب الوهابي  فوق التراب المصري عبر تجنيد عملاء لها من أعلى هرم الدولة الى أصغر رئيس جمعية خيرية مرورا بعناصر في الأمن والمؤسسة العسكرية وقطاعات ومؤسسات لعل أهمها قطاع التربية والتعليم...

لم تذخر السعودية جهدا في تمويل مشروع اجتثاث العنصر القبطي من موطنه بمختلف أنواع التضييق نذكر منها على سبيل المثال أسلمة القبطيات (( ولهم وسائل قذرة في هذا الميدان ، بدءا باختيار الضحية وتتبعها و التعرف على محيطها ثم تخديرها بمخدر خفيف واستعمال صوت القرآن المؤثر وعنصر الضوء للتأثير عليها ثم احاطتها بلفيف من المحجبات الباسمات الجميلات ليتم  استخراج لها في النهاية وثيقة رسمية من الأزهر الشريف  تثبت خروجها من النور الى الظلمات،  لتعلن  افلاسها واسلامها وسط اندهاش عائلتها ومعارفها (( قيقول قائل ، حصل ايه يا عالم ؟؟  البت كانت مبارح معنا في الكنيسة و تناولت وكانت تتأبط الانجيل و قبلت صورة العذرا؟؟ حصل ايه  ! !! ؟؟؟ ..)) .ولعل استهدافهم للمرأة الحاضنة والولود والمربية واستهداف نسوة و بنات القساوسة '' وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة نموذجا " هي عملية خبيثة كان يراد بها تحطيم الكنيسة المصرية من الداخل ....وقد  رأوا في المرأة أنجع طريقة لانجاح مخططاتهم ...

=================

قومية عبدالناصر التي ألهبت الجماهير من البحر الى البحر تحطمت أمام أصنام مكة غداة تولي محمد أنور السادات مقاليد الحكم  بعد موت عبدالناصر سنة 1970 جراء السموم التي تلقاها بواسطة أشعة مركزة بمؤتمر الخرطوم سنة 1967 " مؤتمر اللاءات الثلاثة " ومن المؤكد أن المخابرات الفرنسية كان لها ضلع في قتل عبدالناصر التي كانت ترى فيه محرضا و خطرا على تركاتها الاستعمارية  بالقارة الافريقية والتي كان الرجل يحث زعمائها و قادتها على فك التبعية الاقتصادية المذلة لفرنسا ، كما أن هناك شكوك قوية تحوم  حول  أنور السادات  ومشاركته وضلوعه حسب شهادة الطبيب الروسي وكبير أطباء الكرملين " يفغيني تشازوف "  الذي كان يشرف على علاج عبدالناصر  بعد رفع طابع السرية على العديد من الملفات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي  ......

=================

 تولى السادات مقاليد الحكم وورث عن سلفه  اقتصادا محطما  عمل على انعاشه  بإكراميات مشيخات البترودولار وفي مقدمتهم آل سعود الذين كان عبدالناصر يناصبهم العداء و قال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر ،عمل الرئيس المؤمن أنور السادات  على نهج مقاربة أمنية مع تنظيم الاخوان فتم تقريب كوادرهم و أطرهم  من دوائر الأجهزة السيادية وهو من جادت  قريحته  ذات يوم بالقولة المأثورة  بمدينة جدة السعودية أنه لن يبقى في مصر من المسيحيين غير ماسحي الأحذية...

 

هنا بدأت السعودية العبرونازية ترفع من وتيرة سمومها النفاثة  في جسم شريحة مليونية من الشعب المصري فحولت الناس  إلى كتل مشلولة هدامة غير منتجة تتزعمها شياطين بمواصفات برهامي الذي أفتى بتدمير كل الكنائس التي بنيت ورممت بعد الفتح الإسلامي لمصر أي بعد دخول عمرو ابن العاص أو كما يقول عمرو خالد بصوته المرهف الشبيه بصوت غوازي بن سويف (( سيدنا عمرو ابن العاص ))،

=================

لن يبقى  في مصر من المسيحيين غير ماسحي الأحذية، كلمة قالها السادات  لارضاء من توهب من مسلمي مصر ونيل عطف المؤسسة الوهابية الذراع الديني للنظام السعودي ، في عهد السادات تم نفي البابا شنودة رأس الكنيسة ورمزها بأمر من رئيس الجمهورية الى وادي النطرون دون مراعاة مشاعر الأقباط وفي عهده كانت أحداث الخانكة والزاوية الحمراء و غيرها من الأحداث الدامية التي ذهب ضحيتها العشرات من الأقباط....

 

مشروع افراغ مصر من أقباطها هو مخطط وهابي قذر واليكم هذه المعلومة....

هناك مخطط خبيث يقف من ورائه غرانيق بني سعود و يستهدف إفراغ منطقة الشرق الأوسط من مسيحييها و بالأخص أقباط مصر و هذا المخطط ابتدأ منذ عهد الملك عبدالعزيز بن سعود و ازدادت حدته عندما تولى المقبور عبد العزيز بن باز منصب الإفتاء بمملكة الإرهاب المسماة بالسعودية.... كان ديوان هذا الغرنيق المدعو ابن باز الجاثم اليوم في حفرة جهنم يتسلم بصفة منتظمة أرقاما من أيدي أناس جندتهم الوهابية في مصر لإمدادها بكل معلومة تهم أقباط مصر ومن بينهم ومع الأسف رجال محسوبون على الأمن ووزارات التعليم و الثقافة و الأذرع الموازية لمؤسسة الأزهر ....ملف الأقباط مازال يحظى بنفس الأهمية عند مفتي السعودية الحالي الدجال الأعور ( أنظر الصورة ) ...

وكانت المعلومات تحين على رأس كل سنة ( يتم تحيينها )

 نسبة الأقباط بالمدن **

 **نسبتهم بالبوادي و النجوع

 **أهم مناطق ارتكازهم

وتوزيعها بين المحافظات  **عدد الكنائس

 ** نسبة تزايد الكنائس أمام نسبة تزايد المساجد 

 ** نسبة الشباب الذي يذهب الى الكنيسة وهل هي في تزايد أو تناقص 

التي ترعاها الكنيسة .. **الأنشط الدينية

 ** نسبة الأقباط السنوية الذين يتحولون للإسلام مقارنة مع نسبة المسلمين المتحولين الى المسيحية 

 **أهم الفاعلين الاقتصاديين و الجمعويين والسياسيين الأقباط ومدى تأثيرهم في المشهد المصري 

 **نسبة الهجرة عند الأقباط مقارنة مع المسلمين 

 ** أنشطة أقباط المهجر

 ** نسب الولادة عند الأقباط مقارنة مع نظرائهم المسلمين

**.............

**.............

( لن يبقى في مصر من المسيحيين غير ماسحي الأحذية )

هكذا هو جرجس القبطي في العقل الباطن الوهابي ( ماسح أحذية –و جامع قمامة – مصفح خيل أسياده – وبائع كنافة ) ..

================= 

في شهر يناير من سنة 1978 عندما كان حسني مبارك يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية قام مبارك بتكليف من الرئيس السادات بجولة إقليمية همت العديد من بلدان المنطقة و في مقدمتها السعودية، و قد استقبل من طرف الملك خالد وكانت جولة مبارك تهدف لاطلاع قادة هذه الدول على آخر التطورات و احتمالات السلام في المنطقة ....و على هامش زيارته التقى مبارك بممثلين عن المؤسسة الدينية و عرضوا عليه الرفع من وتيرة  التعاون معهم مقابل تقديم مساعدات لمصر لتأهيل قطاعاتها و خاصة أن مصر دخلت في حروب مع إسرائيل كلف اقتصادها خسائر كبيرة والمساهمة في استقرارها و أمنها كما أن مبارك تسلم إكرامية هامة من طرف الملك خالد ..و الخدمة التي كانت مطلوبة من مبارك هي تمهيد الطريق لتغلغل الوهابية في جميع مناحي الحياة و التضييق على الأقباط.....

=================

 عندما تحطمت قومية عبدالناصر أمام أوثان غرانيق الكهوف المسدلة بعناكب الخلاء و دواهي البيداء  تحولت كتلة بشرية من المصريين من أحفاد الفراعنة بناة الأهرامات و حملة مشاعل العلوم والمعرفة الى الى أحفاد بني جحش وبني كليب، الى خير أجناد الله من الانتحاريين و القتلة ودواعش الرحمان، شاربي  الدماء ومنتهكي الأعراض ...

 

نعم هذا ما حصل بالضبط عندما تحطمت عروبة عبد الناصر تحت أستار كعبة بني هاشم و تحت أقدام آلهة العرب ......

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com