أصبحت القوات العراقية تقف على مشارف المجمع الحكومي في مدينة الرمادي، إثر تقدمها في معاركها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفق ما أعلنه مسؤولون أمنيون. وأعاق تقدم هذه القوات السريع انتشار القناصة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة الموزعة بشكل كثيف على الطرقات، بالإضافة إلى سعي التنظيم لاستخدام الأسر العالقة بالمدينة كدروع بشرية.
قال مسؤولون أمنيون إن القوات العراقية حققت الأحد تقدما ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في مركز مدينة الرمادي، وباتت تقف على مشارف المجمع الحكومي بعدما بلغت الجمعة الماضي تقاطع منطقة الحوز، وهو تقاطع إستراتيجي باتجاه المجمع الذي تعتبر استعادته تأكيدا لفرض السيطرة الكاملة على المدينة.
وقال مقدم في الجيش إن "القوات العراقية أصبحت قريبة جدا من المجمع الحكومي واستطاعت تحرير دائرة صحة الأنبار القريبة منه". وأشار إلى أن "التقدم قد أحرز بعد اشتباكات مع عناصر داعش أسفرت عن مقتل العديد منهم".
كما أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيساوي أن القوات العراقية باتت على مشارف المجمع الحكومي وسط الرمادي.
وزرع التنظيم الشوارع المحيطة بالمجمع الحكومي بعدد كبير من العبوات الناسفة لإعاقة تقدم القوات، الأمر الذي أبطأ عملية تحرير المجمع، لكنه لم يوقفها.
ونفذ طيران التحالف الدولي صباح الأحد ضربات استهدفت مبان يتواجد فيها مسلحو وقناصة تنظيم "الدولة الإسلامية" وقتل جميع من فيها، وفقا للمصدر ذاته. وأكد أن "وضع القوات الأمنية داخل الرمادي في تطور وتقدم وسط انكسار وانهيار صفوف تنظيم داعش".
المعارك على المحور الشمالي
من الجهة الشمالية، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن "قوات الجيش شرعت صباح اليوم في تطهير المنازل التي يتواجد فيها جيوب تنظيم داعش بين الطريق الدولي ونهر الفرات قرب جسر البوفراج، في الجانب الشمالي من الرمادي".
وتحدث المحلاوي، الذي يقود قوة المحور الشمالي، عن مقتل ثمانية من عناصر التنظيم المتطرف صباح اليوم، كما أكد تفكيك 260 عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطرقات خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشار المحلاوي إلى قيام الجهاديين بمحاولة تنفيذ هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين لاستهداف قوات الجيش في مناطق البوذياب والبوفراج، كلاهما شمال الرمادي، لكن القوات العراقية تمكنت من تفجير السيارتين وقتل من فيهما قبل وصولهما إلى مواقع القوات العراقية.
لماذا تباطأ تقدم القوات العراقية في الرمادي؟
بعد الهجوم الكبير الذي شنته القوات العراقية على المدينة، والذي تمكنت خلاله من اختراق خطوط دفاع تنظيم "الدولة الإسلامية"، سرعان ما تباطأ التقدم إثر انتشار القناصة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة الموزعة بشكل كثيف على الطرقات.
وأعاق عمليات التقدم كذلك المدنيون والعائلات العالقة داخل مدينة الرمادي، والتي يسعى التنظيم المتطرف لمنعها من الخروج لاستخدامها دروعا بشرية.
وبلغ عدد الأسر، التي تم إنقاذها من مناطق الاشتباكات في داخل مدينة الرمادي أكثر من 250 عائلة، تم نقلها إلى معسكرات خاصة بالمهجرين في منطقة الحبانية.
وكانت القوات الحكومية صامدة في الرمادي لعدة أشهر قبل أن يقدم الجهاديون على شن هجوم على المدينة في أيار/مايو الماضي، استخدموا فيه عشرات السيارات الانتحارية والجرافات المدرعة المفخخة، وتمكنوا خلاله من فرض السيطرة بشكل كامل بعد انسحاب القطاعات العسكرية.
والهزيمة التي تعرض لها الجيش العراقي في الرمادي كانت الأسوأ في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإحراز النصر الآن يعزز الثقة بهذه القوات.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com