مكتبة الإسكندرية ترمِّم نوادر بطريركية الرُّوم الأرثوذكس

مايكل فارس | 2010-10-12 00:00:00

كتب: مايكل فارس- خاص الأقباط متحدون
التقى د. "يوسف زيدان"- مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية- منذ عدة أيام بالبابا "ثيوذوروس الثانى"- بابا وبطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية وسائر إفريقيا- فى اجتماع دام لمدة ساعتين، حضره "هاريس تزالاس"- عالم الآثار الغارقة، ومدير مكتبة المقر البطريركي، ومجموعة من العاملين بمعمل الترميم بمركز المخطوطات.

هذا وقد تم الاتفاق خلال الاجتماع الذى انعقد بمكتب د. "يوسف زيدان" على قيام معمل الترميم بإنقاذ وصيانة مجموعة المخطوطات والكتب النادرة الموجودة حاليًا فى مكتبة البطريركية بـ"الإسكندرية"، وهى مجموعة تضم أقدم المخطوطات المسيحية وأوائل المطبوعات التى يتعلق كثيرٌ منها بالتراث المسيحي المصري.

وخلال جولته بأقسام معمل الترميم، أبدى بطريرك الروم إعجابه الشديد بالمستوى الرفيع لهذه الأقسام، كما أعرب عن سعادته بهذه الخطوة الرامية إلى الحفاظ على التراث المسيحي بـ"الإسكندرية" و"مصر".

ومن جانبه، أكَّد د. "يوسف زيدان" أن عمليات الترميم التى سوف تستغرق قرابة العامين، سوف تتم بسعر التكلفة دون أى أغراض ربحية؛ تقديرًا لأهمية المجموعة، وتلبيةً للدور المنوط بمكتبة الإسكندرية ومراكزها المتخصصة، للحفاظ على التراث السكندرى والعالمي.

جدير بالذكر، أن بطريركية الروم الأرثوذكس قامت منذ القرن الثالث الميلادى، وكانت تسمى سابقًا كنيسة "الملكانيين" ثم عُرفت بعد الفتح العربى لـ"مصر" بكنيسة الروم الأرثوذكس، وتختص الكنيسة برعاية طائفة الأرثوذكس (الخلقيدونيين) بإفريقيا جمعاء، وتقوم بذلك من خلال (19) مطرانية، و(14) أسقفية ما زالت تنمو لترتقي إلى درجة المطرانيات، و(6000) مدرسة، و(3000) مستشفى. تمويلها الأساسي من الهبات والمعونات الخاصة والعامة من الأفراد والحكومات والمؤسسات، وخاصةً اليونانية بشقيها (اليوناني والقبرصي).

ويُعد معمل الترميم الذى أنشأه مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، واحدًا من أكبر معامل الترميم فى العالم، حيث يضم عدة أقسام متخصصة فى المعالجة الكيميائية للمخطوطات والكتب النادرة، والترميم الآلي لها، بالإضافة إلى قسم الترميم اليدوي الذى يضم أكثر من عشرين متخصِصًا تم تدريبهم فى أوروبا منذ سنوات على أكثر مناهج وأساليب الترميم تقدمًا فى العالم. وقد قام المركز فى السنوات الماضية بإنجاز العديد من المشروعات المشتركة مع دول عربية وأوروبية، تم خلالها ترميم مقتنيات عدة مراكز كبرى داخل "مصر" وخارجها، بالإضافة إلى قيامه بأعمال الترميم والحفظ على المخطوطات والكتب النادرة الموجودة بمكتبة الإسكندرية.