بقلم منير بشاى
عندما يخرج علينا رئيس الجمهورية بذاته ليقول للمواطنين المسلمين ان تهنئة المسيحيين فى اعيادهم جزءا من عقيدة الاسلام فهذا امر يزعجنى اكثر من ان يفرحنى.
هل وصل بنا الهبوط الى هذا الدرك، حتى يصبح القاء المجاملة على انسان مسألة يختلف فيها الناس؟ واين شيوخ الاسلام حتى ان رئيس الجمهورية ياخذ من وقته ليتوسل لشعبه ان (يعملوا معروف) ويتحننوا على اخوتهم فى الوطن بكلمة حلوة فى عيدهم؟ وهو لم يطلب منهم الموافقة على عقيدتهم ولكن مجرد ان يتمنوا لهم الخير.
آخرون فى العالم المتحضر سبقونا الى اقرار حقوق اسموها حقوق الانسان بينما نحن ما زلنا لم نصل الى الاعتراف ان غيرنا ينتمى الى فصيل الانسان، وما زلنا نحرم عليهم حتى مجرد ان نتمنى لهم عيدا سعيدا.
ان يلقى على انسان التحية فى العيد او لا يفعل فهذا لن يزيد او ينقص شيئا عندى. ولكن المؤسف فى الامر انه يعكس حالنا فى مصر ونوعية الناس الذين نعلق عليهم الآمال فى بناء مصر الحديثة. كيف نتوقع ان نسابق الدول فى الوصول الى الكواكب الاخرى بينما نحن ما نزال نتمرغ فى وحل التعصب والكراهية؟
علينا ان نكف عن الافتخار بماضينا وبدلا منه دعنا ننعى حاضرنا ونبكى مستقبلنا. لم يتبقى لنا من الفراعنة غير "الفرعنة" وفرد العضلات على الغير. وما تركوه من آثار، كانت تدر علينا بعض ما نحتاجه من عملة صعبة، قد اغلقنا عليه داخل المتاحف بعد ان قفلنا الابواب امام من يريد ان ياتى ليراها.
ودعنا نكف عن التشدق بحضارتنا القديمة حيث كانت مصر ملجأ لكل هارب من الظلم. فمصر اصبحت اليوم المكان الذى يهرب منه مواطنيه تفاديا للاضطهاد. ومصر التى كانت تصدر الخير للارض كلها اصبحت الان تصدر الارهاب. فرئيس تنظيم القاعدة طبيب مصرى ترك مهنة علاج الناس وتخصص فى الارهاب ليقتل ويدمر، ورئيس فريق تحطيم برجي منهاتن فى نيويورك كان مصريا.
السباق فى العلم والتكنولوجيا على قدم وساق بين دول العالم كبيرها وصغيرها. ولكن فى مصر نحن مشغولون بما هو اهم وهو ان نحاكم ولدا ضغط على زرار لايك فى الفيسبوك على مقال لم يعجبنا، او نسجن مفكرا لمجرد انه كانت له رؤية دينية مخالفة.
لك الله يا مصر....
Mounir.bishay@sbcglobal.net
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com