بين تناول وجبة من اللحوم، وعودة الأمن والأمان، تفاوتت أحلام المواطنين وأمنياتهم للعام الجديد، بعضها مؤجل من سنوات سابقة، وأخرى جديدة يأملون أن تشهد النور عن قريب، رصدتها «الوطن» خلال جولتها بين المواطنين.
«عصام»: نفسى فى شقة.. «ربيع»: عاوز البلدية تسيبنى فى حالى.. «سعداوى»: حتة لحمة عشان العيال من العيد الكبير ما داقوهاش.. و«على»: نفسى لما أتعب ما اترميش فى الشارع
رغم أن عمره تعدى الـ40 عاماً، لا يزال عصام حسنى يأمل فى تحقيق حلم الشباب، بأن يتزوج وتكون له أسرة صغيرة. ذلك الحلم الذى لم يتحقق طوال أعوام سابقة، ورغم بساطة الحلم فإن الرغبة فى تحقيقه تركت بداخله هموماً كبيرة، فمن أين يأتى بالشقة ليقدم على الخطوبة ثم الزواج؟ يقول بأمل: «شقة أتجوز فيها، هى أهم أمنياتى فى السنة الجديدة». وبابتسامة ارتسمت على وجهه، أخذ ربيع محمد، بائع فاكهة بشارع الدقى، يتذكر أمنيات العام الماضى التى لم تتحقق، ليطرحها مجدداً للعام المقبل، وتتلخص فى أن تتركه «البلدية» وشأنه، ليبيع الفاكهة ويعود لأسرته آخر الليل: «أحلامنا على قدنا، عاوزين ينصلح حال البلد، وتسيبنا نعيش».
ولم ينتظر شعبان أبوالعلا قدوم 2016 لتتحقق أحلامه، فليس لديه ما ينقصه، ويؤمن أنه لن يأخذ أكثر من نصيبه، ويقول: «نفسى ظروف البلد تتحسن، خاصة أحوال الصحة والتعليم، عشان ولادنا والأجيال الجاية».
ورغم تجاوزه الـ80 عاماً ما زال يحلم، ومع مطلع كل عام يتمنى «على محمد» ألا يمرض ويُلقى فى الشارع، وأن يجد سريراً فى مستشفى إذا تمكن منه المرض هذا العام، إذ إنه يرى أن منظومة الصحة تحتاج لتدخل عاجل من الدولة، مؤكداً أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يقف فى صف المواطن الفقير دائماً: «نفسى فى سرير أتعالج عليه، ولما أموت أدّفن بطريقة آدمية، غير كده مش عاوز حاجة من 2016».
يتمنى «جودة على»، سائق ميكروباص، أن تنتشر الأخلاق الحميدة بين الناس، ويقل السباب والغضب فى الشارع، بخلاف الكف عن الغش والفهلوة، واستبدالهما بصدق وابتسامة تعلو وجوه الناس: «أنا حزين لأن الناس مابقتش طايقة بعض».
«جودة» يرى أنه لو تغيرت أخلاق الناس للأفضل سيتغير كل شىء، لكن لن يحدث ذلك قبل تيسير حياة المواطنين من خلال ضبط الأسعار، وتحسين ظروف المعيشة، والحصول على تعليم جيد، متسائلاً: كيف ننتظر تخريج جيل متعلم فى الوقت الذى يتكدس فيه الطلاب فى الفصول، وتفوق أعدادهم الـ130 فى الفصل الواحد، كما هو الحال فى مدرسة ابنتيه؟
«أتمنى حياة مستقرة وسعيدة لأولادى، وأن تتحسن أحوال البلد، وأهمها التأمين الصحى فى قريتى بالفيوم»، يقولها «عيد»، جزار، وأضاف إلى أمنياته أن تتحسن أوضاع الصرف الصحى بالقرى المهمشة، وكذلك خدمات التأمين الصحى المقدمة للمرضى. أما «ناجح محمد»، صاحب مقهى، فيتمنى أن يتحسن حال محافظته «سوهاج»، فتقل البطالة بإنشاء عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة أن شباب المحافظة يعانون من ظروف ظالمة.
عودة السياحة كانت من بين الأحلام التى ينتظر مواطنون تحقيقها فى العام الجديد، يتمنى محمد إسماعيل أن يترك محل الألبان الذى يعمل به حالياً، ويعود لعمله السابق فى مجال السياحة، وتنتشر الدعاية السياحية فى كل مكان، كما يتمنى ضبط الأسعار، والرأفة بحال المواطن الذى أنهكه الغلاء.
«أنا بقى نفسى آكل لحمة، ماكلتهاش من العيد الكبير، نفسى الأسعار ترخص عشان نقدر نعيش زى الناس، إحنا بنشوف اللحمة عند الجزار ومش طايلينها»، يقولها «سعداوى عبدالعزيز»، أرزقى، دون أن ينسى ابنته فى مجمل أمنياته، فهى تعانى من ضمور فى المخ، وتنتظر العلاج.
«نفسى ظروف الغلابة تتحسن شوية. أنا لو طلعت اشتغل ربنا بيرزقنى، لو يوم ماقدرتش ببقى لا حول ولا قوة»، هى الأمنية التى ساقها «محمود جلال»، بائع متجول، وأضاف إليها تحسن أحوال التعليم فى مصر، فلديه ابن يعانى كثيراً فى المدرسة بسبب الدروس الخصوصية.
أما «محمد إسماعيل»، حارس عقار، فيتمنى أن تتحسن ظروفه الأسرية فى العام الجديد، وأن يعيش مع أولاده فى مسكن واحد، بدلاً من وجودهم فى محافظة المنيا، وبقائه وحيداً فى القاهرة، ليجتمع شملهم فى 2016.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com